TATTOO من رشدى أباظة إلى عمرو دياب

كتبت - سوزى شكرى

انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة الوشم أو «التاتو»  خاصة بين نجوم الطرب والسينما والرياضة أصبح «التاتو» يشكل جزءا ليس بقليل من شهرة النجوم، ووراء كل «تاتو» حكاية ومعنى، وبحسب آراء الجمهور  أنه أحد أشكال «الروشنة» للفنانين. وهى ليست ظاهرة دخيلة على المجتمع المصرى بل هو تقليد قديم متوارث عرف بوصفه أحد فنون التجميل والزينة يختلف باختلاف المعتقدات، وتسربت هذه الظاهرة إلى أذرع وأجساد الشباب المصرى من مختلف الفئات والثقافات وأصبحت هوسا معلنا كنوع من التعبير عن الحرية، رسوم التاتو توضع على الأذرع وعلى الكتف وعلى الرقبة وعلى الأرجل تتطلب ارتداء ملابس كاشفة لإظهارها وعدم إخفائها كما يفعل نجوم هوليوود، وبالنسبة للفتيات انتشرت رسوم حروف الحبيب باللغة العربية والإنجليزية ورسومات طبيعية مثل الورد والفراشات والطيور.
رغم صعوبة إزالة الوشم من على الجسم إلا أن الإقبال يزداد عليه من الشباب لأنه تقليد للمشاهير من النجوم المحببة لديهم، حتى بات الجسد مسرحا دراميا للتعبير عن شخصياتهم مستخدمين أشكالا وزخارف ورسوما وطلاسم وتعويذات وكتابات تخص كل شخصية، ولأنهم على قناعة أن التاتو يوضع لأسباب جمالية وللإثارة وأسباب تذكارية وكنوع من العهد العاطفى.
 ولو استرجعنا بعضاً من أهم أفلام السينما  المصرية وكيف كان للوشم دور عاطفى سنجد فيلم « تمر حنة»  بطولة الفنان الكبير رشدى أباظة فى دور «حسن» الذى رسم على صدره وشماً لحبيبته الفنانة نعيمة عاكف التى قامت بدور «تمر حنة»  ويعد مشهد إزالة التاتو من على جسد «رشدى أباظة»  أحد المشاهد المحفورة فى ذاكرة أجيال مشهد قاس ومؤلم  بقدر ما كان التاتو رمزا للعشق إلا أن إزالته توضح مدى كراهية «حسن» لحبيبته تمر حنة وتحمله إزالة التاتو بماء النار ومواد كيميائية، اعتقادا أن حبه لها سوف يزول بإزالة «التاتو».
وعلى الجانب الكوميدى جاء فيلم «إسماعيل يس فى الأسطول»  نجد إسماعيل يس  قام بدور العاشق خفيف الظل حين تعمد والد حبيبته «زهرة العلا» التفريق بينهما لتتزوج ابنته «المعلم عباس» محمود المليجى من أجل سداد الديون، عاد  سمعة من اجازته من الأسطول ليجد حبيبته سوف تتزوج، حاول والد حبيبته مواساته بإعطاء صورتها إلا أنه كشف عن صدره وقال له : “صورتها متلزمنيش ، ورفع ملابسه وكشف عن صدره الذى رسم عليه صورة حبيبته”.
 وبعد 57 عاما من تناول فكرة الوشم العاطفية المؤلم رسماً وازالة، جاء فيلم «الفيل الأزرق»  كفيلم درامى يدور حول الجدل بين عالم الطب النفسى وهوس الأمراض النفسية وعالم الروحانيات ووجود الشيطان، يصف الفيلم جرائم الوشم وتأثيره فكريا، بين اثنين من الأصدقاء هما الطبيب كريم عبدالعزيز فى دور «يحيى»،  وصديقه خالد الصاوى فى دور «شريف الكردى» الذى يترجح بين شخصيتين « شريف – ونائل” تلك الشخصية التى تلبسه أو الشيطان واشماً المدقوق على ذراع شريف ورأسه يكره شريف صديقه لأنه شقيق حبيبته «نيلى كريم»، من خلال الفيلم تطور الأمر بسبب هذا الوشم  وزادت قناعات  أبطال الفيلم بأهميته ودلالات رسوماته وكان سببا لمزيد من الخلافات بينهما أدت فى النهاية إلى جريمة قتل.
والكثير من النجوم اقتنعوا بجماليات الوشم  من بينهم أحمد الفيشاوى -  رانيا يوسف –مايا دياب، هيفاء وهبى - راندا البحيرى -غادة عبد الرازق -ومنة شلبى -ومنة فضالى – وإليسا- وأصالة.
 ومؤخرا  وفور صدور غلاف الألبوم الدعائى المطرب عمرو دياب بعنوان «كل حياتى»، وصدور غلاف المطربة سميرة سعيد «سوبرمان» اللذين تزامنا الإصدار وتشابها ربما بمحض الصدفة فى مشهد الغلاف، حيث ظهرا بكتف عار وملامح خمرية اللون صيفية الأثر برسوم «التاتو» واختلفا فى اختيار الرسوم، إلا أن عمر دياب سبق له  استخدام رسوم «التاتو» فى غلاف ألبوم «معدى الناس» 2009.
 وبالرغم  من أنه ليس بالضرورة ارتباط الغلاف بمضمون أغانى الألبوم إلا أن بعض جمهور «الديفا» سميرة سعيد تفاجأ باللوك العارى والوشم  وبقدر قبول الجمهور نفس اللوك لعمرو دياب إلا أن جمهور «الديفا» اعترض، والبعض الآخر اعجب بجراءتها وتمردها وإبهارها على شكل المطربة المعتاد، وجاء الإعجاب بعد سماع  غنوة «سوبرمان» لما فيها من غرابة الكلمات والعبارات واللحن والأداء المغاير لتوقعات جمهورها وسببت لجمهورها  صدمة سماعية بدأت تذوب مع تكرار سماع الغنوة أكثر من مرة،  مما جعل المغامرة متوافقة نسبياً ما بين لوك الغلاف والغنوة، وإن اختلفت الآراء حول المستوى الفنى أغنية «سوبرمان»  مقارنة بمسيرتها الغنائية.