الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمود السوارى.. رأس القائد الرومانى بومبى الذى فر من يوليوس قيصر

عمود السوارى.. رأس القائد الرومانى بومبى الذى فر من يوليوس قيصر
عمود السوارى.. رأس القائد الرومانى بومبى الذى فر من يوليوس قيصر




إذا كنت من زوار الإسكندرية حبا لجوها وأثارها، فلا بد الا تفوت زيارة عامود السوارى الذى يعد أحد أشهر المعالم الأثرية بالإسكندرية،وكان دائما محط اعجاب الكثيرين لضخامته وتناسق أجزائه، حيث يقع فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم مدافن العمود وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية.
قصة إقامة العامود بدأت تخليدا للإمبراطور دقلديانوس فى القرن الثالث الميلادى، وهو آخر الآثار المتبقية من معبد السيرابيوم الذى أقامه بوستوموس، ويعتبر أعلى نصب تذكارى فى العالم، وإن لم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العمود على وجه الدقة لكنه يعود إلى العصر الرومانى، وقيل إن العمود أهدى للمسيحية بعد انتصارها فى الإسكندرية.
وتعود تسمية العامود بـ«السوارى» إلى العصر العربى، حيث يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق بين 400 عمود آخر وهو ما يشبه صوارى السفن، ولذلك أطلق عليه العرب عمود الصوارى والتى حرفت فيما بعد إلى السوارى.وعرف خطأ منذ الحروب الصليبية باسم عمود بومبى، ويرجع الخطأ إلى أن بعض الأوروبيين ظنوا أن رأس القائد الرومانى بومبى الذى هرب إلى مصر فرارا من يوليوس قيصر وقتل فى مصر، وضعت فى جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود.
وجسم العامود عبارة عن قطعة واحدة قطرها عند القاعدة 2،70متر، وعند التاج 2.30 متر، ويبلغ الإرتفاع الكلى للعامود بما فيه القاعدة حوالى 26,85 متر، وفى الجانب الغربى من العامود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض، كما يوجد تمثالان مشابهان لأبى الهول مصنوعان من الجرانيت الوردى يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس، على أحدهما نقش للملك حور محب من الأسرة الثامنة عشرة.
وقد وصفه الرحالة المسلم ابن بطوطة عندما زار الإسكندرية فى عام 1326م، قائلًا: «من غرائب هذه المدينة عامود الرخام الهائل الذى بخارجها، المسمى عندهم بعامود السوارى وهو متوسط فى غابة نخل، وقد امتاز عن شجراتها سموا وارتفاعا، وهو قطعة واحدة محكمة النحت قد أقيم على قواعد حجارة مربعة أمثال الدكاكين العظيمة ولا تعرف كيفية وضعه هنالك ولا يتحقق من وضعه».