الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. جديلتى العذراء

واحة الإبداع.. جديلتى العذراء
واحة الإبداع.. جديلتى العذراء




اللوحات للفنان
حسينى علـى

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

جديلتى العذراء

كلمات - هبة أنور حزين


وجديلتى العذراءُ
تتسكعُ فى السماءِ
تتوكأُ على ظهرِ القمرِ
المسكينةُ تترنحُ بين
النجومِ و فارسُها مصلوبٌ
على الشجرِ
تمتطى سحبًا حُبلَى
بالأحزانِ
مات فى حشاها
كلُّ المطرِ
ورياحُ القهرِ تصفعُها
فتزحفُ مقلتاها على
ثيابِ الفجرِ
جديلتى المكلومةُ
نامَ الليلُ فى عتمتِها
وضاجعَها كلّ السهرِ
تتذكرُ أحلامَها المذبوحةَ
وآمالَها المرتهنةَ عندَ
أعتابِ القدرِ
ودموعُها الخضراءُ تتهاوى
تركعُ على بلاطِ الشعرِ
تصرخُ فى الوادى الكئيبِ
صرخةً خرساءَ ومِن
مآقيها مخاضُ النهرِ
تدورُ المسكينةُ فى
الحقولِ تلملمُ دمعَها
تشكو عجزَها للزهرِ
وحنينٌ غابرٌ للوادي
الكئيبِ يشطرُها نصفين
ويعاتبُها كعتابِ اللحنِ
للوترِ
تنظرُ حولَها فى حيرةٍ
والذكرياتُ الحزينةُ
تخنقُ فى الوادى
موجَ البحرِ
تتذكرُ حبيبتى يومَ
لعبت مع العصافيرِ
فى الحقولِ وأحجياتِ
أمى الحزينةِ و دموع
الشجرِ
تتذكرُ مواكبَ طيورِ
السمانِ الراحلةِ مذبوحةَ
الخطى من عذابِ الهجرِ
يوم كانت تغنى مع الطيورِ
وجاءت الأحزانُ
عصفتْ بالطيورِ والأزهارِ
والثمرِ
يومَ كانت تراقبُ السحبَ
البعيدةَ وعناقَها للنخيلِ
فى عيونِ النهرِ
تبتسمُ جديلتي
«نصفَ ابتسامةٍ»
تتساءَلُ فى نبلٍ:أين السحبُ؟!
أين النخيلُ؟!
أين الجداولُ؟!
أين نشوةُ العمرِ؟!
وهاجت بها الذكرى
فبكتْ فى كبرياء
فما زالَ رغمَ العذابِ
فينا.. رغمَ الأحزانِ
رغم الرفاتِ و الأشلاء
ينبتُ فى الجبينِ
عزٌّ و شموخٌ و إباءْ
ولابدَّ يومًا أن تتمخضَ
الرحمةُ و الحبُّ فينا
رغمَ زمنِ الغباءْ
لن تموتَ أرضُ الأنبياءْ