الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنهار الخير تتدفق بالصعيد

أنهار الخير تتدفق بالصعيد
أنهار الخير تتدفق بالصعيد




كتب - أحمد إمبابى- وأحمد قنديل

الصعيد.. لعقود طويلة ظل يعانى من التهميش، ونقص الخدمات، وبعد ثورة 30 يونيو، تغير الوضع كثيرًا وشهدت محافظاته كلها العديد من المشروعات القومية وتطويرًا للبنية التحتية.
وفى هذا السياق افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى عددًا من المشروعات القومية بصعيد مصر، منها قناطر أسيوط الجديدة ومتحف سوهاج وعددًا من المشروعات الأخرى بعدة محافظات عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، ومن بين تلك المشروعات محطة كهرباء غياضة الشرقية بمحافظة بنى سويف، ومصنع أسمنت العريش، ومجمع الرخام والجرانيت، بالطريق الصحراوى علاوة على مشروع تشغيل 25 بئرا جوفية بمركز الداخلة بالمحافظة.
مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية، هو أكبر مشروع مائى يجرى تنفيذه على نهر النيل، بعد السد العالى، واستغرق تنفيذه 6 سنوات، بمشاركة 6 آلاف مهندس وفنى وعامل، بتكلفة إجمالية بلغت 6.5 مليار جنيه، بتمويل مشترك من الحكومتين المصرية والألمانية، لتحسين الرى فى مساحة 1.6 مليون فدان تقع بـ5 محافظات «أسيوط، والمنيا، وبنى سويف، والجيزة، والفيوم»، وتضم هويسين ملاحيين ومحطة كهرباء تنتج 32 ميجاوات، وتوفر وقودا بـ100 مليون جنيه سنويا.
بدأت أعمال دراسات الجدوى للمشروع عام 2008، ثم أعمال الدراسات البيئية، ووضع حجر أساس المشروع عام 2012 على نهر النيل على بعد نحو 400 متر خلف القناطر الحالية، كما صَنَعَت القناطر حدثا فريدا، فى يونيو 2017، بتحويل مجرى النيل الرئيسى وإعادته لطبيعته الأولى، بعد غمر المشروع بالمياه.
ويوفر المشروع 10 مليارات متر مكعب من المياه المهدرة، حيث يتضمن «مفيضا»، لإمرار التصرفات المائية اللازمة، من خلال 5 فتحات، عرض الواحدة منها 17 مترا، وهويسين ملاحيين من الدرجة الأولى لإمرار الملاحة النهرية بعرض 17 مترا، وبطول 156 مترا، وغاطس ملاحى لا يقل عن 3 أمتار، يسمح بمرور كل الوحدات الملاحية طوال العام، ضمن خطة الدولة لتطوير الملاحة النهرية من أسوان حتى البحر المتوسط، وعلى الصعيد الإقليمى من بحيرة فيكتوريا حتى البحر المتوسط، ومن أهم أجزاء المشروع، كوبرى علوى فوق القناطر الجديدة مكون من 4 حارات، حمولة 70 طنا يربط ضفتى النيل الشرقية والغربية، ويوفر سيولة مرورية لمدينة أسيوط.
كما يتضن المشروع «محطة لتوليد طاقة كهرومائية نظيفة صديقة للبيئة»، تتميز بطول عمرها، وانخفاض تكاليف التشغيل والصيانة لها، مقارنة بمحطات الكهرباء الأخرى، وهى مكونة من 4 توربينات من النوع الأنبوبى وتنتج كهرباء 32 ميجاوات، وتوفر نحو 50 ألف طن من الوقود تبلغ قيمته 100 مليون جنيه سنويا، وتساهم فى تقليل الانبعاثات من ثانى أكسيد الكربون.
يهدف المشروع إلى تحسين حالة الرى بإقليم مصر الوسطى فى الـ5 محافظات المشار إليها سابقا، لخدمة مليون و650 ألف فدان، أى ما يعادل نحو 20% من المساحة المنزرعة بمصر، وتحسين الملاحة النهرية بنهر النيل، باستخدام منظومة تحكم على أحدث النظم العالمية، علاوة إلى خلق محور مرورى جديد بأسيوط، ما يسهم فى نقلة حضارية وبيئية لأبناء المحافظة، من خلال صياغة مساحة تَربُو على 23 فدانا، كأحد مكتسبات المشروع، لتكون متنفسا جماليا وسياحيا للمدينة، بالإضافة لتوفير فرص عمل لمختلف القطاعات لتصل لأكثر من 3 آلاف فرصة يومية، ونحو ألف مهندس وعامل وفنى يعملون بشكل ثابت.
كما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى متحف سوهاج القومى، عقب افتتاحه قناطر أسيوط الجديدة، واستمع الرئيس لشرح من وزير الآثار د. خالد العنانى حول تفاصيل المتحف وأقسامه وأبرز الآثار التى يضمها المتحف، التى تصل إلى ما يقرب من 811 قطعة أثرية مختلفة الأنواع.
كما تفقد الرئيس السيسى قاعات المتحف الجديد واستمع لشرح من د. مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار حول المقتنيات التى تحتويها قاعات المتحف من الآثار.
من جانبه، أكد الوزير محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، أن الدولة المصرية تبنت برنامجًا طموحًا للإصلاح، وبدأ تنفيذ البرنامج من خلال حزمة إصلاحات بدأت تؤتى نتائجها، مشيرا إلى أن دعم عجلة الاستثمار والبناء أحد أهم المحددات الأساسية للإصلاح الاقتصادى.
وأوضح، أن هناك تحديات عظيمة تواجهها مصر فى مجال الأمن المائى وإدارة المياه، حيث تأتى معظم مواردنا المائية المتجددة من خارج البلاد، وأجيالنا بحاجة لرفع مستوى الإدراك والوعى للحفاظ على المياه، وانطلاقًا من ذلك سارعت الدولة بوضع المحاور الأساسية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة.
وتحدث الوزير عرفان عن عدد من المشروعات الجديدة من بينها المشروع القومى لتطوير بحيرة المنزلة والتى تعد من أكبر البحيرات الطبيعية فى مصر، التى تعرضت لتقليص مساحتها إلى 250 ألف فدان بعد أن كانت 491 ألف فدان عام 1973، نتيجة تعرضها للتعديات وقلة إنتاجيتها من الأسماك نتيجة التلوث والصيد الجائر.
وقال: إنه تم تشكيل لجنة من جميع الجهات المعنية لمتابعة عملية التطوير، حيث من المنتظر عقب أعمال التطوير أن يتم زيادة المسطح المائى للبحيرة، ومساحات الصيد الحر وتحسين خواص المياه، وارتفاع إنتاج البحيرة من الأسماك لتزيد على 100 ألف طن سنويا، وإنشاء حزام آمن والذى يساهم فى القضاء على التعديات.
فيما كشف رئيس هيئة الرقابة الإدارية، عن إجراء مراجعة ميدانية دقيقة لجميع مخازن الآثار، كما تم إنشاء مخازن استراتجية لنقل الآثار إليها، معقبًا : «مصر دولة فتية تقف بجانب شبابها الواعد وتسعى لتأمين مستقبله».
ومن جانبه أكد السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الدولة أصبحت تضع ملف تنمية مدن الصعيد على رأس قائمة أولوياتها، مؤكدا أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لعدد من المشروعات الكبرى فى الصعيد، يجسد توجه الدولة فى الفترة الاخيرة، وعلى أعلى مستوى، للاهتمام بالصعيد وتنميته.
وأوضح أن هذا التوجه أصبح يشكل واقعا جديدا فى الصعيد، ويعكس مدى جدية إرادة الدولة نحو تنمية الصعيد، مؤكدا أن تعامل جميع أجهزة الدولة مع مدن الصعيد تطور بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تم وضع إقليم الصعيد على قائمة أولويات خريطة مشروعات التنمية الكبرى والبنية التحتية بكل مكوناتها، وهو الأمر الذى تجسد مؤخرا فى إنشاء «الهيئة العليا لتنمية الصعيد».