الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أربعة مطربين يقدمون اعتذارًا لـ«الناس اللى بوشين»

أربعة مطربين يقدمون اعتذارًا لـ«الناس اللى بوشين»
أربعة مطربين يقدمون اعتذارًا لـ«الناس اللى بوشين»




كتبت:  سوزى شكرى

 

ظاهرة الأغنية الشعبية فى المجتمع المصرى ظاهرة متطورة بشكل دائم، فى السنوات الثمانية الأخيرة تعكس الأغانى أزمة العلاقات الاجتماعية والمعاملات الإنسانية بين البشر، وتمركزت فى موضوعات درامية مثل تفكيك علاقة الصداقة وتفشى الخيانة والغدر ومأساة ضيق الحال كما فى غنوة «آه لو لعبت يازهر» للمطرب أحمد شيبا، وغنوة «مفيش صاحب يتصاحب»، وأغان أخرى لمطربين ومطربات.
حول أزمة العلاقات الإنسانية طرح مؤخرا المطرب النجم «تامر حسنى» كليب أغنية «100 وش»، غناء كل من  (تامر حسنى - أحمد شيبا - دياب - مصطفى حجاج)، وكلمات  تامر حسنى ورمضان محمد، ألحان تامر حسنى ومحمد الصاوى، وأخرج الكليب حسام الحسينى.
يضيف مؤلفو الأغنية (تامر حسنى – رمضان محمد) موضوعا آخر يصف وجعاً فى أزمة المعاملات الإنسانية الصراع الدائم بين المخلصين الذين يقدرون قيمة الشهامة وشرف الكلمة فى العلاقات وبين المتلونين المزيفين أصحاب الـ«100 وش»، دعاة الصداقة الكاذبة بحسب مصالحهم الخاصة، كلمات الأغنية بدأت بالسخرية من هؤلاء المتلونين بمقطع «أعزائى الغادرين اللى غدروا بمحبتنا»  وهو معنى يحمل قدرا كبيرا من الاستهزاء والتوبيخ من شخصيات الـ100 وش .
 ثم رسالة الغنوة بمقطع (من كتر الناس اللى 100 وش- وحشونا الناس اللى بوشين - سامحونا غلطنا خلاص- حرمنا خلاص إحنا أسفين) وهنا مفاجأة الأغنية وهو تقديم الاعتذار لشخصيات الـ«الوشين «باعتبارهم أرحم من شخصيات الـ100 وش، كما وصف أصحاب الوشين أنهم على الأقل واضحين وبنى آدمين، دعوة صريحة للجمهور من مؤلفى الغنوة لتقبل شخصيات «الوشين».  تتدرج الغنوة لتصل إلى الدعوات لله أن يحفظ البشر من القريب قبل الغريب ويحميهم النفوس السواد، كلمات الغنوة بسيطة بدون تعقيدات لغوية، واللحن والإيقاعات الموسيقية متناسقة سهلة يمكنك ترديدها بعد سماعها مرة واحدة.
مشاركة أربعة مطربين فى غنوة تجربة فنية جديدة إلا أن ثلاثة نجوم لهم تميز فى الأداء الشعبى، باستثناء» حسنى « الذى حاول إدماج لونه الخاص مع اللون الشعبى، وأيضا فترات توزيع الغنوة على الأربعة غير متساوية مما أفقد الغنوة وجود الديالوج الرباعى، ونجوم الغنوة الشعبية تألقوا وتصدروا المشهد .
ديكور الكليب مكمل للسياق الغنوة، استخدام المسرح كفكرة رمزية لمسرح أو سيرك الحياة اليومية الملىء بالأضواء والإغراءات وما يدور فيه من لقاءات مزيفة،  يظهر بدايات الكليب مسرح معلق عليه يفطة «100 وش» ثم يفتح ستارة المسرح شخصان بالأقنعة اللامعة الصامتة ويصاحبهما موسيقى غامضة.
 ويتقدم الأربعة نجوم بالدخول من باب مكتوب عليه «جهاز كشف الوش» وهى إيضا فكرة إسقاطية تذكرنا بجهاز كشف الكذب، ومن حولهم فتيات وشباب يرقصون بحركات أدائية  متغيرة متناقضة المعانى بين الضحك والخبث، تم اختيار الحركات بدقة لصقل المعنى 100 وش، ومعهم أوراق لعب «الكوتشينة – والزهر» تلك عناصر المكسب والخسارة فى لعبة الأيام، وأيضا نجمة الكليب تظهر مقسومة إلى شخصين، بالإضافة لوجود مجموعة كبيرة من الراقصين يرتدون الزى الأسود المخيف والأقنعة كخفافيش الظلام الغادرين، ويخفضون رءوسهم كلما اقترب منهم الضوء، ذلك الضوء كشف أنهم  شخصيات بـ100 وش.