الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مخبول اسطنبول

مخبول اسطنبول
مخبول اسطنبول




كتب- محمد عثمان

 

مازال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، يواصل مسلسل «العنيد والمتكبر والمجنون» أمام الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلف شمال الأطلسى «الناتو»، إذ أعلن مؤخرا أن بلاده ستقاطع الأجهزة الإلكترونية الأمريكية ردا على عقوبات فرضتها واشنطن على أنقرة على خلفية قضية القس الأمريكى المحتجز فى تركيا.
وقال أردوغان فى خطاب ألقاه فى أنقرة: إن تركيا ستتوقف عن شراء أجهزة «آيفون» الأمريكية، وستشترى هواتف «سامسونغ» الكورية و«فيستل» التركية بدلا من ذلك.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال حضوره ندوة بـ«وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية» (سيتا)، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ16 لوصول حزب العدالة والتنمية للسلطة.
وأضاف: «إذا كان لديهم آيفون، فهناك سامسونج فى مكان آخر. كما أن لدينا فيستل».
وجدد أردوغان أيضا دعوة الأتراك لتحويل دولاراتهم إلى الليرة لمساندة العملة المحلية التى تشهد أسوأ أيامها.
وتراجعت قيمة الليرة بشكل كبير جدا خلال الأسبوع الماضى؛ بسبب المخاوف بشأن سياسات أردوغان الاقتصادية، وبعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أنقرة بسبب استمرار احتجاز القس أندرو برانسون الذى تتهمه تركيا بالمشاركة فى عملية الانقلاب الفاشل عام 2016.
وفى وقت شدد أردوغان على التمسك بالموقف السياسى لبلاده، قال محامى القس الأمريكى إن موكله ناشد المحكمة إطلاق سراحه بعد وضعه رهن الإقامة الجبرية فى المنزل، وطالبها برفع حظر السفر المفروض عليه.
وقال وزير الخارجية التركى مولود تشاوش أوغلو: إن القائم بأعمال السفارة الأمريكية فى أنقرة سيقوم بزيارة القس الأمريكى المحتجز تحت الإقامة الجبرية فى مدينة إزمير.
وتأتى الخطوة فيما يبدو كمحاولة للتوصل إلى مخرج من الأزمة غير المسبوقة بين البلدين، التى تسبب فيها احتجاز تركيا للقس. وقال محامى القس لـ»رويترز»، إن موكله ناشد المحكمة إطلاق سراحه بعد وضعه رهن الإقامة الجبرية فى المنزل، وطالبها برفع حظر السفر المفروض عليه.

«لا حلول»

من جانبه لفت كريشناديف كالامور، كاتب سياسى لدى موقع «ذا أتلانتيك»، كتابة ترامب على تويتر «أمرت بمضاعفة التعريفات على الفولاذ والألومينيوم التركى مع تزامن تدهور قيمة ليرتهم فى مقابل دولارنا القوي، علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة، فى الوقت الحالي».
لكن حسب أوزجور آنلوهوسارجكلي، خبير فى العلاقات عبر الأطلسى لدى صندوق مارشال الألمانى فى أنقره: «ساءت العلاقات بين أمريكا وتركيا منذ بعض الوقت، وتعد رسوم ترامب الجديدة بمثابة ضربة جديدة للعلاقات (التركية – الأمريكية) ليس على المدى القصير والمتوسط، بل على المدى البعيد أيضاً».
وقال آنلوهوسارجكلى أن أثر ذلك سيظهر على الاقتصاد التركى بصورة مباشرة، وستواجه تركيا تحديات أمنية تؤثر على خيارات أنقره، ولكن الأثر الحقيقى سيظهر فى المدى البعيد، لأنه سيبعد تركيا عن الغرب.

«سر المشكلة»

ويعزو كالامور أسباب النزاع الأخير العلنى بين الدولتين لقضية القس أندرو برانسون، الذى اعتقل فى تركيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة فى يوليو 2016، بتهم التجسس.
وطالب ترامب بإطلاق سراحه، ولكن تركيا لم تستجب. كما تطالب تركيا أمريكا بتسليمها فتح الله غولن، رجل دين مقيم فى ولاية بنسلفانيا تتهمه أنقره بتدبير الانقلاب الفاشل.

«إغلاق قاعدة الناتو»

وحذر محللون بأنه فى حال إغلاق قاعدة إنجرليك، القاعدة الجوية الرئيسية للحلف الأطلسى فى تركيا والتى تشكل مركزاً لعمليات التحالف ضد تنظيم داعش فى سوريا، فإن أنقرة هى التى ستدفع الثمن غالياً.
فمع تراجع العلاقات بين الحليفين الأطلسيين فى الأسابيع الأخيرة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، حذر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان واشنطن بأنه قد يضطر إلى البحث عن «أصدقاء جدد وحلفاء جدد».
وجاء هذا التحذير بعدما أجرى أردوغان مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بحثاً خلالها مسائل اقتصادية وتجارية إضافة إلى الأزمة فى سوريا.
وكشفت وثائق نشرتها وسائل إعلام أمريكية الأسبوع الماضي، أن مجموعة من المحامين القريبين من الحكومة التركية قدمت مذكرة إلى محكمة أضنة، أقرب مدينة إلى قاعدة إنجرليك، للمطالبة بتوقيف ضباط أمريكيين لاتهامهم بالمشاركة فى محاولة الانقلاب التى شهدتها تركيا فى يوليو2016.
ويذكر المحامون تحديداً بين المسؤولين العسكريين الأمريكيين الذين يطالبون بتوقيفهم قائد القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل.
وعبر مدير مركز الدراسات حول الشرق الأوسط جوشوا لانديس عن رأى مماثل، مؤكداً أن «تركيا هى التى ستعانى الأكثر» جراء الأزمة مع واشنطن.
وقال: «أعتقد بقوة أن إنجرليك ستبقى»، مضيفاً أن «طرد الولايات المتحدة سيشكل انتكاسة كبرى لتركيا، ولا أظن أن أردوغان يريد ذلك».
يذكر أن الولايات المتجدة، أقامت قاعدة إنجرليك بجنوب تركيا عام 1951، فى أشد حقبة من الحرب الباردة.
وهى تستخدم قاعدة خلفية للعمليات الأمريكية فى المنطقة وتُخزن فيها خمسون رأساً نووية من ضمن قوة الحلف الأطلسى الرادعة، تضمن منذ عقود أمن تركيا.
ومنذ اعتداءات 11 سبتمبر2001 فى الولايات المتحدة، تؤمن القاعدة القسم الأكبر من المساعدة اللوجستية لعمليات الحلف الأطلسى فى أفغانستان، كما تلعب دوراً كبيراً منذ 2015 فى عمليات التحالف الدولى فى العراق وسوريا.
لكن فى وقت يزداد الوضع اضطراباً فى تركيا، يدعو بعض الخبراء إلى الحد من اعتماد القوات الجوية الأمريكية على هذه القاعدة.
ونشر مركز «بايبارتيزان بوليسى سنتر» للأبحاث الذى يشجع على التسويات بين الجمهوريين والديمقراطيين، على موقعه خارطة للمنطقة أدرج عليها كل الحلول البديلة الممكنة عن قاعدة إنجرليك للعمليات الأمريكية فى الشرق الأوسط، ولا سيما قواعد جوية فى الأردن والكويت.
كما أن الأزمة مع الولايات المتحدة قد تكلف تركيا غالياً على صعيد البرامج العسكرية.
وحظر الكونجرس الأمريكى على البنتاجون تسليم تركيا أى طائرة مقاتلة من طراز «إف 35» طالما أن أنقرة لم تتعهد بعدم المضى قدماً فى محادثاتها مع روسيا من أجل شراء منظومة صواريخ اس-400 المضادة للطائرات التى يفترض ألا تتمكن من رصد طائرة إف 35.