السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

3 هزائم للثعلب فى الجبلاية

3 هزائم للثعلب فى الجبلاية
3 هزائم للثعلب فى الجبلاية




كتب – وليد العدوى

 

على الرغم من علاقتهما القوية، إلا أن رئيس اتحاد الكرة المصرى هانى أبوريدة اضطر إلى التخلى عن عضو مجلس إدارته الثعلب الصغير حازم إمام فى ثلاثة مواقف متتالية خلال الفترة الأخيرة، وتحديدا على خلفية قضية اختيار خليفة الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى السابق للمنتخب الوطنى الأول، والذى انتهى الأمر باختيار المكسيكى خافيير أجيرى مقابل 120 ألف دولار راتبا شهريا، يشمل معه رواتب ثلاثة معاونين أجانب، يتولى أجيرى نفسه جلبهم ما بين مخطط أحمال ومحلل ومدرب مساعد، وهو ما تناسب مع حجم وقدرات خزينة الجبلاية، لكن، المخطط تم على حساب حازم إمام الذى لم يكن له فى الأمر لا ناقة ولا جمل، عندما طلب منه بشكل شخصى أبوريدة تولى أمر دراسة السير الذاتية، عقب خروج مصر من كأس العالم الأخير فى روسيا بشكل مهين، وهى المهمة التى رحب بها حازم بشدة من أجل خدمة هذا الملف لتتوالى الصدمات الثلاث:

أجيرى

عقب الهزيمة من السعودية فى ختام الدور الأول من منافسات المجموعة الأولى ببطولة كأس العالم، وخروج «الفراعنة» من المونديال بشكل مخز ومهين، كان أبوريدة فى موقف لا يحسد عليه، واحتشد الجميع ضده من جماهير وإعلام وحتى مسئوليين برلمانيين من أجل الإطاحة به وبمجلسه، على خلفية ما وصف بالفضيحة، حيث احتلت مصر المركز قبل الأخير وسط 32 منتخبا شارك فى كأس العالم، ورغم وصول مصر للبطولة الكبرى بعد غياب 28 عاما، إلا أن الطموحات كانت تفوق ما تحقق على يد الأرجنتينى العجوز هيكتور كوبر، فكانت الإطاحة به فورا بقرار عدم التجديد له، حيث كان عقده ينتهى بنهاية المونديال، دون أن يكفى هذا القرار الصادر من روسيا لإخماد نار الغضب، ليضطر أبوريدة لترك مهام عمله فى موسكو بصفته الثانية كعضو مكتب تنفيذى فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، ويعود إلى مصر مع اللاعبين، بهدف عقد مؤتمر صحفى وصف وقتها بالعالمى لإبراز مفاهيم مغلوطة على حد وصف أبوريدة ورجاله، لكن المؤتمر خرج بشكل غير مشرف، إلا أنه حقق معجزة بقاء أبوريدة عبر التصدى وعدم الاهتمام بالأصوات المطالبة برحيله لينجح فى إخماد النيران بعض الشيء.
لم يكن أمام أبوريدة بعدها إلا طرح فكرة التعاقد مع مدرب أجنبى عالمي، لإيهام الجماهير بأنه عاقد العزم على وضع خطة إصلاح جديدة، ولم يجد أبوريدة أفضل من حازم إمام بين رجاله لإسناد مهمة البحث فى السير الذاتية للمدربين الاجانب له لاختيار المدير الفنى الجديد للمنتخب، وجاء الاختيار لأسباب كثيرة أبرزها حالة الهدوء والاتزان النفسى والعقل الذى يتمتع به الثعلب الصغير من ناحية، وشعبيته فى الخارج التى تمتع بها من خلال العمل باستديوهات التحليل فى القنوات العالمية، فضلًا عن تمتعه بقدرات مظهرية ولغوية متعددة تساعده على التفاوض، وفى هذه الجزئية كان يساعده فيها من الباطن صديقه الشخصى نجم الزمالك العالمى أحمد حسام «ميدو» من ناحية ثانية، وأخيرا حالة الإجماع الجماهيرى التى يتمتع بها حازم فى الداخل كونه من القلائل الذين يتمتعون بشعبية بين الأهلاوية قبل الزملكاوية من ناحية ثالثة، وهدف أبوريدة من وراء الجزئية الأخيرة أن يتصدى اسم حازم لإقناع الجماهير بتدارك الموقف واتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية، الأمر الذى ساعد أبوريدة لترك مصر مجددا والسفر إلى روسيا لاستكمال العمل فى المونديال، بصفته الدولية، تاركا الأمر برمته.
لم يمهل حازم نفسه وقتا كثيرا، وبدأ على الفور فى العمل المتواصل ما بين دراسات نظرية وعملية، وتتطلب الأمر منه السفر للخارج فى عدة مرات، لينتهى به الحال لتجهيز ما يقرب من 20 سيرة ذاتية لمدربين أجانب من مختلف البلاد والمدارس الكروية، تمهيدا لدراستها وتصفيتها فى أقرب اجتماع مجلس ادارة، إلا أن فى هذه الأثناء كان أبوريدة يجرى اتصالات مع المدرب المكسيكى خافيير أجيرى من روسيا، عبر وسطاء وضع ثقته فيهم، وعند وصوله مصر قرر وضع أجيرى وسط أبرز أسماء حددها حازم وهم الكرواتى زلاتكو الذى وصل مع منتخب بلاده لنهائى المونديال وخسر اللقب أمام فرنسا، والصربى خليلوزيتش، والإسبانى كيكي، والبرتغالى كيروش، وأخيرا الفرنسى رينارد، لينتهى الأمر باختيار أجيري، بعد أن توقفت المفاضاوت من جانب بعض المدربين أنفسهم مثل زلاتكو ورينارد وكيروش، إمام بسبب عدم قبول العرض المالى من جانب مصر أو تفضيلهم البقاء فى أماكنهم مثل رينادر مع المغرب.
اختيار أجيرى جاء ليفجر أزمة أخرى مع نجم الكرة المصرية نادر السيد والذى ادعى أنه صاحب فكرة التعاقد مع المدرب المكسيكى وأنه من قدمه لاتحاد الكرة قبل أن يقدم مسئولو الجبلاية على التعاقد معه من وراء ظهره عبر وكيله الإسبانى ونجم ريال مدريد السابق ميشيل سالجادو ليتفرغ حازم إمام رغم أوجاع تجاهل مجهوده فى اخماد نيران غضب زميله وصديقه نادر السيد واقناعه بالسكوت وعدم التشهير بمجلس الإدارة الذى يمر فى الاساس بازمات لا حصر لها، وبالفعل ينجح إمام فى اسكات نادر، ويواصل عمله دون عتاب لأبوريدة، الذى أكد له احترامه وحبه الشخصى له، لكنه استقر على أجيرى كونه الأفضل أسما والأنسب من الناحية المالية، لينخرط إمام فى هدوء فى منظومة العمل.

المدرب العام

صدمة ثانية تلقها الثعلب الصغير مؤخرا، عندما اختير هانى رمزى مدربا عاما للمنتخب ليكون المعاون الوطنى الأول لأجيري، ليفشل إمام فى جلب صديقه أحمد حسام «ميدو» الذى ظل مرشحا للمنصب حتى وقت قريب مع رمزى ومدرب الأهلى السابق ضياء السيد، كون الأخير مدرب سابق لمنتخب الشباب الذى ضم هذا الجيل الحالى من النجوم وعلى رأسهم محمد صلاح ومحمد الننى وعمر جابر وأحمد الشناوى وأخرين، إلا أن رمزى دخل بقوة دائرة الترشيحات قبل أن يفشل إمام فى تزكية وفرض «ميدو» على المنصب، ويضطر الأعضاء للجوء إلى التصويت فيما بينهم ليحص
ل «ميدو» على صوت حازم فقط، بينما حصل ضياء على صوتى مجدى عبد الغنى ومحمد أبوالوفا، وتذهب باقى الأصوات إلى رمزي، حيث كان يميل أبوريدة لضياء السيد فى البداية قبل أن يتحول لجبهة التصويت لرمزي.
«ميدو» أعلن أنه كان يرحب بالعمل مع أجيرى كونه شرف خدمة منتخب بلاده، لكن الخلاف على بعض تفاصل التفاوض وقف حائلا، لتمسكه بالعمل الإعلامي، وهو ما يرفضه مجلس الجبلاية فى حين أنه يتمسك بالأمر دون أن يذكر حقيقة التصويت ضده، ليخسر حازم إمام معركته الثانية.

الجهاز المعاون

غلب على هيئة تشكيل الجهاز المعاون لخافيير أجيرى طابع الصراع المعتاد بين الأهلاوية والزملكاوية، بالضبط كما كان الحال فى عهد كوبر عندما كان يعترض الكثيرين على سياسة معاونة وذراعه الأيمن أسامة نبيه كونه زملكاويا، وجاءت ترشيحات باقى المناصب فى صالح الجناح الأهلاوي، بخلاف اختيار رمزى ومن قبل ترشيح ضياء وهزيمة ميدو، هناك ايضا ترشيحات لعلاء عبد الصادق أو سيد عبد الحفيظ أو محمد فضل لمنصب مدير المنتخب وجميعهم أهلاوية دون طرح أسم زملكاوى واحد فى المنصب أو تأجيله، مع استبعاد فكرة اعادة ايهاب لهيطة فى هذا المنصب، بسبب اخطائه الشهيرة فى روسيا، وامتد التغلب الأهلاوى ليتم طرح فكرة الابقاء على احمد ناجى بقوة فى منصب مدرب حراس المرمى، بعد أن كان مطروحا ايضا مدرب حراس مرمى الأهلى السابق طارق سليمان بينما جاء ترشحا من بعيد لمدرب الزمالك السابق أيمن طاهر.. وهو ما سيضع حازم إمام أمام تساؤلات زملكاوية عن سبب ابتعاد رجالهم عن جهاز المنتخب كما اعتادوا، خصوصا فى عهده.