الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المذلول»

«المذلول»
«المذلول»




كتبت – خلود عدنان


فى مشهد أثار سخرية العالم، استقبل الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، أمير قطر، تميم بن حمد، بشكل مهين، إذ استقبله وزير الطاقة التركى دون حضور رئيس الدولة، ولدى استقبال أردوغان لضيفه جعله يمشى خلفه حانى الرأس ذليلًا، ولم يحضر الاجتماع سوى وزير المالية.
هذا المشهد أوضح للعالم كيف يستغل «أردوغان» أموال قطر، مقابل حمايته لهم، وكيف تعرض «تميم» لضغوط كبيرة من الإعلام التركى وتحت تهديدات أنصار «أردوغان» رضخ ودفع 15 مليار دولار لأنقرة مقابل عدم سحب الجنود الأتراك من قطر.
فيما دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج «ادفع الجزية ياتميم» على موقع «تويتر» فى إشارة إلى هرولة «تميم» كذليل إلى أنقرة راكعاً أمام سيده أردوغان، مقدما تلك الأموال كصك على خضوعه الرسمى والعلنى للأتراك.
وكان من المفترض بروتوكولياً أن يذهب «أردوغان» لقطر ليطلب المساعدة لطى أزمة العقوبات الأمريكية، إلا ما حصل هو أن باتصال من مدير مكتب أردوغان وخلال ساعات ذهب تميم لتركيا.
وتأتى الخطوة القطرية عقب حملة شنتها الصحف التركية خلال الأيام الماضية ذكرت «تميم» بأفضال تركيا عليه، وذكرت الدوحة بالدعم السياسى فى أزمتها مع الدول العربية والجسر الجوى لنقل الأغذية التركية إلى الدوحة، فضلا عن الدعم العسكرى منقطع النظير، صحيفة «تقويم» المقربة من أردوغان انتقدت الموقف الرسمى لقطر من أزمة تركيا الاقتصادية، وتساءلت فى صفحتها الأولى، فى إشارة لخذلان قطر لحليفها التركى ما هذه الصداقة يا قطر
فى الوقت ذاته، يخشى تميم عقوبات أمريكية تطال نظامه بعد الدعم الذى قدمه مجبرا لتركيا، ولكن يحاول تميم الاستفادة من الدعم الذى قدمه لتركيا، إذ يبحث أمير قطر عن حاضن جديد لجماعة الحوثى الإرهابية مستغلا الوضع الاقتصادى المتأزم فى تركيا لإقناع أردوغان باستضافة الحوثيين والترويج لفكرهم المتطرف مقابل ضخ مليارى دولار فى بنك تركيا المركزي.
فى السياق ذاته، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن ترفع رسومها على صادرات الصلب التركية حتى بعد أن تفرج أنقرة عن القس الأمريكى أندرو برونسون المعتقل فى تركيا، وأشار البيت الأبيض إلى أن فرض الرسوم على الصلب التركى لا علاقة له بقضية القس برونسون بشكل يدحض مزاعم «أردوغان» بأن هناك حرباً ضده من الجانب  الأمريكى فى محاولة لحشد الجماهير لصفه وكسب التعاطف وللتمويه على إخفاقاته الاقتصادية والسياسية.
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن واشنطن تتابع الوضع الاقتصادى التركى وانهيار الليرة التركية، لكنها اعتبرت أن مشاكل تركيا جزء من توجه طويل الأمد وليست نتيجة للخطوات الأمريكية، بدوره، حذر نائب الرئيس الأمريكى مايكل بنس أنقرة من «اختبار حزم» الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
داخليا، أعلن رئيس بورصة إسطنبول، همت كاراباغ، استقالته من منصبه مع هبط مؤشر بورصة إسطنبول الرئيسى BIST 100، بنسبة 17.3% منذ مطلع العام الجارى 2018، حتى نهاية تداولات الخميس، وفق أرقام رسمية. ومن المنتظر أن تعصف بالاقتصاد التركى عقوبات أمريكية أخرى، أثرت على أسعار الصرف ونسب التضخم، وتباطؤ فى الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة إلى البلاد.
وفقدت العملة التركية نحو 60 % من قيمتها منذ بداية العام، حيث استهل الدولار تعاملات اليوم عند سعر صرف 5.75 ليرة بعدما بلغ خلال الفترة الأخيرة مستوى 7.34 ليرة، وسجلت ديون تركيا الخارجية قصيرة الأجل ارتفاعًا بنحو 1.5% لتصل إلى 120 مليار دولار أمريكى؛ كما سجلت ديون الواردات ارتفاعًا بنحو 4.6% مقارنة بالسنة الماضية لتصل إلى 42.5 مليار دولار أمريكي.
وبحسب تقارير البنك المركزى التركي، سجلت الديون الخارجية قصيرة الأجل 119.8 مليار دولار أمريكى بنهاية شهر يونيو الماضي، بينما سجلت ديون الاستيراد للقطاعات الأخرى زيادة قدرها 4.6% مقارنة بنهاية عام 2017 لتسجل 42.5 مليار دولار أمريكي.
وعلى الرغم من دعوات «أردوغان» لتحويل العملات الأجنبية إلى الليرة، فى محاولة لإنقاذ الاقتصاد التركي، أظهرت بيانات البنك المركزى التركى أمس الخميس أن الودائع بالعملة الأجنبية التى يحوزها المستثمرون المحليون فى تركيا زادت إلى 159.9 مليار دولار فى أسبوع حتى العاشر من أغسطس من 158.6 مليار دولار قبل أسبوع.