الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البابا المصلح

البابا المصلح
البابا المصلح




كتب - ميرا ممدوح والسيد الشورى

 

كان مقتل الأنبا أبيفانيوس الشرارة التى أشعلت الكنيسة، لتقنين أوضاع الرهبنة، والأديرة المنتشرة فى مختلف الجمهورية.
فقد أصدر البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عدة قرارت تتعلق بالرهبنة بدأها بإصدار 12 قرارًا أهمها وقف رهبنة أو قبول أخوة جدد فى جميع الأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام يبدأ من أغسطس 2018، وإيقاف سيامة الرهبان فى الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة ثلاث سنوات.
وأيضا شمل القرار الأماكن التى لم توافق البطريركية على إنشائها كأديرة سيتم تجريد من قام بهذا العمل من الرهبنة والكهنوت والإعلان عن ذلك، مع عدم السماح بأى أديرة جديدة إلا التى تقوم على إعادة إحياء أديرة قديمة، ويتم ذلك من خلال رعاية دير معترف به (عامر).
ومناشدة جموع الأقباط بعدم الدخول فى أى معاملات مادية أو مشروعات مع الرهبان أو الراهبات وعدم تقديم أى تبرعات عينية أو مادية إلا من خلال رئاسة الدير أو من ينوب عنهم.

لم تتوقف قرارات البابا واللجنة المجمعية للرهبنة عند هذه القرارات، وأصدرت قرارات جديدة الخميس الماضى دعت فيه جميع الأماكن غير المعترف بها كأديرة بتصحيح أوضاعها وذلك بالخضوع لإشراف البطريركية عليها روحيا ورهبانيا وإداريا وماليا فى هدوء وسلام.
وأضاف: القرار بحيث يتم البدء فى تعميرها رهبانيا وروحيا بحسب قوانين الرهبنة المعمول بها فى الأديرة العامرة ثم بعد ذلك الاعتراف بها كأديرة.
ووضع البيان الخطوات اللازمة لتصحيح الأوضاع وتتضمن تسجيل الأرض باسم بطريركيّة الأقباط الأرثوذكس، والخضوع لمن يرسله البابا للإشراف الروحى والمالى والإدارى على المكان غير المعترف به.
والرجوع إلى شروط لائحة الرهبنة فى تعمير دير جديد، ومن لا يقبل الدعوة فهو يعلن العصيان على الكنيسة وأن له نية آخرى لا علاقة لها بالرهبنة بل لأغراض شخصية منحرفة عن الطريق السليم وسيحكم على نفسه بالتجريد من الرهبنة والكهنوت على أن يكون هناك مهلة شهر من تاريخه.
رغبة البابا فى وضع قواعد للرهبنة سبقت حادثة مقتل الأنبا أبيفانيوس، ففى عام 2013 أصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لائحة للرهبنة والتى ضمت لائحة جديدة لاختيار الراهب، ووثيقة للمبادئ الرهبانية تشبة ميثاق الشرف الرهبانى، ولائحة التدبير الرهبانى، والتى اشتملت على إقامة مدارس للرهبان وتنشيط الدور البحثى والعلمى للأديرة، ولائحة الانضباط الرهبانى التى تشتمل على 3 طرق لمحاسبة الرهبان.
وبالرغم من أن الكنيسة أصدرت بياناً يضم الأديرة المعترف بها داخل مصر وخارجها، عقب مقتل أسقف دير الأنبا مقار ، الإ أنها قامت بحذفها فى وقت لاحق.
وضمت القائمة المحذوفة 13 ديرًا تحت التأسيس منها 6 خارج مصر، و12 مزرعة تحت إشراف الأديرة منها أربعة خارج مصر.
بالإضافة إلى 27 ديرًا معترف بها داخل مصر، و11 خارجها وذلك لرهبنة الرجال، و13 ديرًا للرهبنة النسائية منها 3 خارج مصر.
ولم تشمل القائمة دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان أو ما يعرف بـ«الدير المنحوت»، الذى تسبب بمشاكل بين الدولة والكنيسة انتهت بالقبض على الراهب بولس الريانى، واستمرت الأزمة عدة شهور، إلى أن تم الاتفاق على أن تمنح وزارة البيئة 3 آلاف فدان من أراضى محمية وادى الريان للكنيسة وللدير بنظام حق الانتفاع، علاوة على ألف فدان أخرى لزرعتها، ويصبح البابا تواضروس الثانى ممثل رسمياً للكنيسة أمام الجهات الرسمية، بصفته الرئيس الأعلى لكل الأديرة، وتم الإفراج عن الراهب وعودته للدير.
كما لم يشمل البيان دير الأنبا كاراس بالخطاطبة الذى تسبب فى أزمة أخرى اشتعلت منذ عام 2012، بعد تأسيس الراهب يعقوب المقارى، ورفض تقنين أوضاعه وإخضاعه لسلطة الكنيسة القبطية، ما جعل البابا تواضروس يؤكد البابا تواضروس، أن الكنيسة لا تعرف ديرًا بهذا الاسم، وعدم الاعتراف به إداريًا ولا كنسيًا، بالإضافة لتحذيره شعب الكنيسة من التعامل معه والتبرع له، وأدى الأمر لشلح الراهب قبل أن تهدأ الأزمة.
إلا أنه بعد مقتل الأنبا أبيفانيوس وقرارات البابا خضع الدير لسلطة الكنيسة، تحت إشراف الأنبا متاؤس رئيس دير السريان، وإعادة الراهب يعقوب المقارى كمسئول عن الدير بعد تعهده بالخضوع للكنيسة ولجنة الأديرة والرهبنة بالمجمع المقدس.
قال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: إن لجنة الرهبنة هى الجهة المنوط بها زيارة الأماكن الجديدة والتى أنشئت لتكون أديرة، للوقوف على أوضاعها وإصدار تقرير يتضمن مدى التزامها بشروط إنشاء دير بحسب لائحة الرهبنة والتى أصدرها المجمع المقدس فى 2013.
وأضاف فى حالة التزام المكان بهذه الاشتراطات تبدأ إجراءات تقننية بتسجيل الأرض باسم بطريركيّة الأقباط الأرثوذكس، موضحًا أنه فى حالة إنهاء هذه الإجراءات يتم إعادة تسجيل الأرض للدير وسيامة أسقف ومدبر له.
أكد المفكر كمال زاخر، أن دعوة اللجنة المجمعية للرهبنة وشئون الأديرة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كل الأماكن والأديرة غير المعترف بها لتوفيق أوضاعها، قرار تنظيمى مهم جدا، لأن أى مكان بدون هيكل تنظمى سيتحول لفوضي، مضيفا أنه لا يوجد حصر بتلك الأماكن، حتى الكنيسة نفسها لا تعرف حصر لتلك الأماكن، خاصة أن معظمها كان فى البداية عبارة عن مزارع ثم تحولت لأماكن تقام بها مؤتمرات ثم تحولت لأديرة.