السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«رسوم الحج» على جدران البيوت المصرية بعيون أمريكية

«رسوم الحج» على جدران البيوت المصرية بعيون أمريكية
«رسوم الحج» على جدران البيوت المصرية بعيون أمريكية




كتبت - مروة الوجيه


«رسوم الحج» او «Hajj Paintings» هو كتاب أمريكى صدر حديثًا عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، للكاتبة الأمريكية آفون نيل، والمصورة آن باركر، والذى استغرق اعداده نحو 10 أعوام، لرصد مظاهر الاحتفالات الشعبية لأداء مناسك الحج عند المصريين، وجدران البيوت القديمة التى تناولت صورًا للاحتفال بهذه المناسبة المقدسة، كما عكست فرحة الأحياء الشعبية والمناطق الريفية بأبنائهم الذين أدوا هذه المناسك الدينية الأعظم لدى المسلمين.
واستطاعت باركر نقل تلك الاحتفالات بصريًا، من خلال التقاطها لصور عدد كبير من جدران المنازل والبيوت فى الريف والصعيد المصرى تحديدًا، حيث لفت نظر صانعتى الكتاب حالة الشغف بتأريخ تلك الرحلة، بداية من الاستعداد لها، وحتى العودة منها، لتكون بمثابة مذكرات مُدونة على الجدران، فجمعتا تلك التجارب المصورة مدعومة بنصوص شارحة لطبيعة احتفالات المصريين منذ القدم بأداء الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي.
وتقدم نيل الكتاب بسطور عن حرص الحجاج المصريين على مدار التاريخ بالاستعانة بفنانين محليين لرسم رموز تعبر عن مناسك الحج على جدران بيوتهم، مثل الكعبة والجمال التى كانت وسيلة نقل الحجيج لمكة المكرمة قديما والسفن، وصولا إلى الطائرات، وكتابة اسم صاحب البيت على الجدار مصحوبًا بكلمة «الحاج»، وعبارات مثل «لبيك اللهم لبيك» و»حج مبرور وذنب مغفور»، واعتبرت الفنانين أن تلك الفنون واحدة من الفنون المحلية الغارقة فى مشاعر الفرحة بإتمام الركن الخامس للدين الإسلامي.
وقضت كل من آن باركر وأفون نييل نحو 10 سنوات كاملة للتقصى عن تلك الرسوم على الجدران بين قرى محافظات دلتا النيل والبحر الأحمر وصولا إلى سيناء، والتقطوا أبرز جدران البيوت المُزينة بجداريات رائعة تضيئها الشمس، وتصوَّر أيقونات لمناسك الحجاج وآيات من القرآن الكريم، وجمعوا فى الكتاب صورًا ملونة يبلغ عددها نحو 150 صورة تقريبًا، ومعها أوصاف مصاحبة لها عن هذا الفن العفوى وصانعوه فى القرى.
ويبرز كتاب «رسوم الحج» البيوت من الخارج، والجدران الداخلية للبيوت كذلك، وتحدثوا إلى أصحاب تلك البيوت عن ذكرياتهم مع الحج، ورصد الكتاب التحول الذى صاحب رسوم الحج، منذ أن كان نشاطا يقوم به أصحاب البيت أنفسهم أو من يقومون بواجب التهنئة للحاج، ثم تطور الأمر ليصبح أكثر إتقانًا وحرفيةً وصار حرفة يقوم بها الخطاطون والنقاشون، فيرسمون قصة الحج على جميع جدران البيت، من بداية تمنى الحاج للأداء فريضة الحج، وارتداء ملابس الإحرام، وتحضير الحقائب للسفر، ووصولًا للأماكن المقدسة.
كما عرض الكتاب شغف الشعب المصرى بتدوين احتفالاتهم على الجدران منذ القدم، مشيرًا إلى أن التاريخ يرجعه إلى العصور العثمانية ومن قبلها لدى الفراعنة المتمثلة فى نقوش جدران معابد والبيوت ، ليس فقط الملوك وإنما البسطاء فى مصر القديمة، كما يرصد الكتاب تطور رسوم الحج من الهواية إلى محترفين لاسيما فى صعيد مصر.