الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد العيد..طوارئ فى كل بيت استعدادا للمدارس

بعد العيد..طوارئ فى كل بيت استعدادا للمدارس
بعد العيد..طوارئ فى كل بيت استعدادا للمدارس




كتب ــ إبراهيم المنشاوى
والمحافظات ـ إلهام رفعت ومسعد رضوان ومصطفى عرفة وشهيرة ونيس ومنال حسين ومحمود هيكل

 

أيام تفصلنا عن بدء العام الدراسى الجديد، حيث إن عيد الأضحى المبارك من كل عام دائما يكون بمثابة إنظار لطلاب الثانوية العامة بالتحديد، وأولياء الأمور بصفة عامة، بحلول موعد دخول المدارس، التى تكون مليئة بالإرهاق والطوارئ داخل جميع البيوت بسبب المذاكرة والدروس الخصوصية التى تأخذ ما يقرب من 90% من وقت الطلاب طول اليوم، بالإضافة إلى إنهاك أولياء الأمور بسبب المتابعة المستمرة لأولادهم من طلاب الثانوية العامة.
ليس هذا وفقط، بل إن هناك عادات خاصة بطلاب الثانوية العامة يتم إلغاؤها أوإرجاؤها طوال مدة الدراسة ولن يعودوا إليها إلا بعد أداء الامتحانات والانتهاء تماماً من العام الدراسي، وبداية إجازة نهاية العام، وتختلف هذه العادات باختلاف الأماكن والبيوت، فكل من أولياء الأمور له طريقته الخاصة فى توجيه أبنائه من طلاب الثانوية العامة للمذاكرة فقط.
ففى الإسماعيلية تتأهب جميع الاسر استعدادا للعام الدراسى الجديد من خلال إغلاق التليفزيونات وعمل خطة محكمة لكيفية الاستفادة وعدم إهدارالوقت والتخطيط لعام دراسى جديد، خاصة داخل المنازل التى ومن المفترض أن تشهد ولادة طالب ثانوية عامة هذا العام، فتعتزم مراكز الدروس الخصوصية للثانوية العامة فتح باب الاشتراك للطلاب منتصف أغسطس الجاري، حيث يتهافت الأهالى للتقدم بالحجز لأبنائهم فى الدروس الخاصة، لاسيما واكتفاء بعض المدرسين بعدد معين من المتقدمين للحجز.

 

 


تقول منى عبدالقادر، ربة منزل: منذ انطلاق العام الدراسى ونحن نعيش فى أجواء مليئة بالتوتر والقلق والضغط العصبي، فضلا عن تحمل الأعباء المالية بسبب الدروس الخصوصية التى تستنزف جيوب الأهالي، منوهة إلى أنها تعانى الأمرين بسبب قلقها على نجلتها الطالبة بالصف الثالث الثانوى العام شعبة «علمى العلوم» أثناء ذهابها إلى الدروس.
ويؤكد محمود خميس، أحد أولياء الأمور، أن الإقبال على لوازم المدارس ينعش حركة البيع والشراء، من حيث الملابس والزى المدرسى والأحذية والشنط المدرسية والأدوات المكتبية، منوها إلى أنه لا يخلو منزل من المنازل إلا وتجد فيه أكثر من طالب، خاصة فى المرحلة الثانوية التى لها طابع خاص.
لم يختلف الوضع كثيرا فى المنوفية، حيث تجد جميع العائلات استعدت مبكرًا لبدء المرحلة الجديدة، حيث فتحت «سناتر» الدروس الخصوصية أبوابها لاستقبال الطلاب الذين بدأوا، وشدد الأباء وأولياء الأمور على أبنائهم بضرورة المذاكرة بقوة للنجاح والتفوق، فيما حدد البعض الآخر ساعات معينة لأبنائهم للجلوس على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ومشاهدة التليفزيون.
بينما شهدت أسواق بيع مستلزمات المدارس بنطاق محافظة المنوفية إقبالًا متوسطًا لشراء ملابس المدارس والأدوات المكتبية «كراسات - أقلام - ألوان – مقالم» استعدادًا لبدء الموسم الدراسى الجديد 2018 - 2019، وبالرغم من ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس إلا أن الإقبال عليها يزداد يومًا تلو الآخر نظرًا لعدم استغناء الطلاب عنها، ناهيك أن أسواق بيع الملابس والأحذية المدرسية شهدت إقبالًا كثيفًا من قبل المواطنين لشراء الأحذية والشنط واليونيفورم المدرسي، استعدادًا لبدء الدراسة.
يقول السيد بدر، بائع بمكتبة مستلزمات دراسية بمدينة قويسنا: إن الإقبال على شراء مستلزمات الدراسة متوسط مقارنة بالأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن هناك ارتفاعا فى أسعار جميع المستلزمات بنسبة وصلت إلى 70%، الأمر الذى أثر سلبا على الإقبال، خاصة أن العام الدراسى الجديد سيبدأ عقب عيد الأضحى المبارك.
واستعدت داليا إبراهيم، ولية أمر لـ3 تلاميذ، للعام الدراسى الجديد بشكل مختلف، حيث قامت بتشديد المراقبة على أبنائها وحرمانهم من مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، خاصة أنهم فى مراحل فارقة من التعليم، وهم مريم فى الصف السادس الابتدائي، وتسنيم فى الصف الأول الثانوي، وأحمد فى الصف الثالث الثانوي.
وتشير إبراهيم إلى أنها انتهت من شراء جميع المستلزمات الدراسية المكتبية والملابس والأحذية، متمنية أن يتفوق أبناؤها فى مراحل دراستهم المختلفة، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية ومستلزمات الدراسة ومصاريف المدارس والمصاريف الشخصية.
أما الإسكندرية فاستعدت المنازل للمدارس بسحب أجهزة التابلت، والمحمول من الأبناء، بعد أن أصبحت محور اهتمامهم، حيث الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي، وبات التابلت الصديق الملازم للأبناء، فضلا عن أن هناك أولياء أمور يعتبرونه راحة بال حيث يجعلهم فى منأى عن إزعاج أبنائهم لانشغالهم بالألعاب.
تقول رندا محمود: حينما قررت شراء مستلزمات المدارس من الشنط والأدوات المدرسية، توجهت إلى شارع «كمال سعد» الكائن بالمنشية، الذى يعتبر من أشهر شوارع لوازم المدارس وببيع الأدوات المكتبية بأسعار الجملة، التى تكون دائما أقل من الأسواق التجارية والمكتبات.
وتشير محمود إلى أنها اسعدت للعام الدراسى الجديد بخطة محكمة، من خلال تنظيم مواعيد نوم أبنائها، التى تتراوح أعمارهم مابين الـ10 و15 سنة، لأنهم اعتادوا على السهر خلال الإجازة الصيفية، فضلا عن منعهم من ممارسة الأنشطة الرياضية لأنه لا وقت لها خلال الدراسة.
وفى كفر الشيخ يقوم طلاب الثانوية العامة على مدار الأيام القليلة المقبلة بالسهر على الكافيهات مع بعضهم البعض، وأيضا يقومون بالعديد من الفسح والمرح والذهاب إلى شواطئ المصايف المختلفة، وذلك لأن روائح العام الدراسى الجديد قد هلت عليهم فور الانتهاء من عيد الأضحى المبارك، خاصة أنه على علمم بأن أولياء أمورهم سيمنعونهم من الكثير من العادات الترفيهية.
فتجد العديد من أولياء الأمور بكفر الشيخ يقومون بمنع مشاهدة الأفلام والمسلسلات طوال مدة الدارسة، والاكتفاء فقط بمشاهدة البرامج التعليمية، وذلك لتوفير جو ملائم للمذاكرة والانتباه للدروس الخصوصية لكل طالب.
لكن هناك أيضا أسرا مع بداية العام الدراسى تقوم بإلغاء الرحلات والفسح التى كانت تحرص عليها  كل أسبوع خاصة يوم الجمعة، وذلك حتى لا يتم تشتيت أبنائها من طلاب الثانوية العامة، وأيضا ليتمكن الطالب من الحصول على أكبر قدر ممكن من التركيز واستغلال الوقت استغلالا أمثل.
وأيضا يقوم أولياء الأمور بمنع أبنائهم الطلاب من السهر خارج المنزل، أو الذهاب مع الأصدقاء لفترات طويلة، بالإضافة إلى منع هؤلاء الطلاب أيضا من السفر إلى الأقارب خارج المحافظة طوال مدة العام الدراسي، وتجد الطوارئ فى بيوتهم على مدار الساعة، الأمر الذى يجعلهم دائما فى حالات إرهاق.
أيضا تجد الأسر فى بنى سويف قد أعلنت رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال العام الدراسى الجديد، بتطبيق حزمة من التقشفات لتقليل النفقات على رأسها تخفيض أكل اللحوم والدواجن والفاكهة للنصف، والاكتفاء بخط تليفون محمول واحد لترشيد نفقات الاستهلاك.
ويتم توجيه تلك الأموال لشراء الأدوات المدرسة والزى المدرسى والحقائب وغيرها من مستلزمات الدراسة كالكتب الخارجية والكراسات والكشاكيل والادوات الهندسية، فيما قررت بعض الأسر إغلاق أجهزة التلفاز والكمبيوتر والتليفونات المحمولة لتوفير جو مناسب للطلاب يساعدهم على الاستذكار والتحصيل.
أما الأسر التى لها أبناء فى الثانوية العامة فأصبح لا حديث لها إلا عن مواعيد الدروس الخصوصية والتوفيق بين مواقيت المدرسين، والبحث عن واسطة للحجز لدى مدرسين بعينهم فى المواد الحيوية كالفيزياء والكمياء والرياضيات والتاريخ والفلسفة واللغات وغيرها، فيما أصبح الحديث عن ملابس جديدة وأى اجواء ترفيهية أحلاما مؤجلة.
الأسر السويفية خرجت من عيد الاضحى لتفاجأ بأنهم مطالبون بسداد مصاريف المدارس وتوفير احتياجات ابنائهم، ما تسبب فى إنهاك الموازنات الخاصة بهم، فى الوقت الذى شهدت فيه المكتبات الكبرى ومحلات الملابس والأحذية والحقائب بمدينة بنى سويف تكدسا من اولياء الأمور وأسرهم لتوفير ما يحتاجه ابناؤهم، مؤكدين أنهم اشتروا الضروريات التى يجب توفرها بالدراسة وعلى رأسها أدوات «الأقلام ـ الكراسات ـ المساطر ـ الأدوات الرياضة ـ الكشاكيل»، مطالبين بإعادة افتتاح معرض يا «أهلا بالمدارس» الذى أقيم فى نفس الوقت من العام الماضى.
يشار إلى أن المدرسين رفعوا تعريفة الدروس الخصوصية بنسبة 10%، وبحسبة بسيطة مطلوب منهم نحو 3 آلاف جنيه شهريا قيمة الدروس الخصوصية، خاصة أن معظم الطلاب يأخذون دروسا خصوصية فى جميع المواد الدراسية، لذلك قررت الأسر تأجيل كل شىء، فقام أغلبهم بإلغاء المصيف والاكتفاء بملابس العام الماضى لحين عبور هذه السنة.
وفى شمال سيناء استعدت المحافظة لبدء الدراسة فى مواعيدها المقررة مع باقى محافظات الجمهورية، حيث قال اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظ الإقليم: إن قطاعى التعليم والصحة على رأس الأولويات لخدمة المواطنين، مشيرا إلى أنه تم خلال السنوات الأربع الأخيرة تنفيذ مشروعات فى قطاع التعليم والأبنية التعليمية بتكلفة 258 مليونا و645 ألف جنيه.
شملت إنشاء 21 مدرسة جديدة وتوسعة 27 مدرسة قائمة بتكلفة بلغت 138 مليونا و520 ألف جنيه، وإنشاء 4 إدارات تعليمية بتكلفة 4 ملايين و731 ألف جنيه، وإحلال وإنشاء أسوار خارجية لـ39 مدرسة على مستوى المحافظة بتكلفة 22 مليونا و36 ألف جنيه، بالإضافة إلى توريد 14 كرافانا كاستراحات لإقامة المدرسين فى منطقة وسط سيناء بتكلفة 4 ملايين و83 ألف جنيه.
كما تمت صيانة 4 مجمعات تعليمية فى منطقة الوسط بتكلفة بلغت 6 ملايين و500 ألف جنيه، وصيانة 210 مدراس على مستوى المحافظة بتكلفة 30 مليون جنيه، إلى جانب انشاء جامعة العريش التى تعد واجهة حقيقية للتنمية ودعما استراتيجيا للتنمية فى المحافظة بما تضمه من كليات ومراكز بحثية وخدمة البيئة فى مختلف المجالات، وقد وصل عدد كلياتها حاليا إلى 9 كليات متنوعة، وجار انشاء المزيد من الكليات لخدمة أبناء سيناء.
وأكد حرحور أنه تم افتتاح معرض لبيع مستلزمات واحتياجات المدارس بأسعار مخفضة بالتنسيق مع الغرفة التجارية ووزارة التموين، فضلا عن استعداد مديرية التربية والتعليم لبدء الدراسة من حيث تجهيز وإعداد المدارس وانهاء عمليات الصيانة وتسكين المدرسين فى جميع المدارس لتحقيق الاستقرار فى العملية التعليمية0
يذكر أنه يوجد فى شمال سيناء نحو 600 مدرسة فى مختلف المراحل التعليمية تضم أكثر من 110 آلاف طالب وطالبة.