الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. قصص قصيرة جدًا

واحة الإبداع..  قصص قصيرة جدًا
واحة الإبداع.. قصص قصيرة جدًا





يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 550 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]
 

اللوحات للفنان: ممدوح القصيفى


 

 

 قصص قصيرة جدًا


صلاح عبد الستار الشهاوى – طنطا

 ■ ذهب
أخبرها الطبيب أن قلبها ما عاد يحتمل، ولكى تبقى على قيد الحياة لا بد من استبداله بقلب من حجر، فاعترض المنتفعون، فكانت النهاية التى اختاروها لها، بعد أن أخذ كل منهم نصيبه من قلبها الذهب الذى ذهب.
■ أولًا
كيدًا فيمن يلونهم أغروا النهر بالجفاف، فماتوا من العطش أولًا.
■ يقين
فى صغرى اصطدت فراشة جميلة، وعندما تأملتها جيدًا، أيقنت أنى لن أستطيع الطيران فى يوم ما.
■ استسقاء
عندما فتح شيخ الغفر فى قريتنا محلًا لبيع ملابس المطر والمظلات، اجتمع جميع أئمة المساجد فى صلاة استسقاء واحدة
■ رجل أعمال
منذ طفولته وهو يحلم بأن يكون رجل أعمال، لذا فكان يهتم عند حياكة ملابسه بأن تكون لها جيوب واسعة
■ مساء اليوم السابق
فى أحد صباحات الأسبوع الماضى استيقظت ويدى اليمنى لا تتحرك، حزن أهلى وأخذوا فى البحث عن طبيب ماهر، أما أنا فكان يشغلنى مصير ذلك الطائر الذى أصبته بحجر مساء اليوم السابق لهذا الصباح.
■ مشاعر
بالأمس قتل الجوع مشاعره واليوم شيعها، فقد مد يده لأجل الحاجة الملحة لإسكات طنين بطنه المزعج.
■ فنان
لا شك أنه فنان موهوب، فالناس يصدقون كل ما يقوله من كذب.
 ■ صعوبة الهضم
بعد أن وضع يديه على ياقتى قميصه الجديد المكوى بعناية، قام يلقى كلمته فى الحفل الذى أقيم بمناسبة الاحتفال بالقضاء على الجوع: وعندما اعتلى المنصة، قال بصوته الأجش الجهوري: أيها السادة لنا الفخر فى أن حولنا صعوبة الحصول على الخبز إلى صعوبة فى هضمه.
■ جدد أسلوبك
عندما طلب منه تلميذه النصيحة فى ختام الدورة التدريبية التى أقامها بعنوان: كيف تصبح لصًا محترفًا، ربت على كتفه وهو يتأمل وجهه البريء، قائلًا: لا تبحث عن طيور هذا العام فى أعشاش العام الماضي، وجدد أسلوبك دائمًا.
■ حسابات
كانت عادتها أن تستيقظ باكرًا، فى ذلك اليوم لم تستيقظ فى موعدها
وكانت عادته أن يستيقظ متأخرًا، فى ذلك اليوم استيقظ قبل موعده,
هو استيقظ، هى نامت؛ فخشى أن يستمر الحال؛ فصمم على أن يعيد حساباته لكى يتم اللقاء.
 ■ حاجز الندى
فى إحدى الليالى الحارة، كان الوقت متأخرًا، ولكنه وقف فى انتظار نزول الندى حتى يزيل الغبار ويرطب الجلد من طبقات العرق، ولكن الندى لم يزل كعادته فقد احتجزته إحدى العمارات الأسمنتية التى أقيمت حديثًا فى مدخل الحارة وأدارته إلى جهات أخرى بعيدة.
■ صياد
الجوع يعرف كيف يصطاد غريمه جيدًا، ينتقيه فقيرًا أو يتيمًا أو قليل الحيلة أو يؤمن بالمثل العليا
■ الاتجاه الخطأ
لم أكن متأكدًا أن سيرى سيفضى بى إلى التقدم فى الاتجاه الخطأ، لكنى فى هذا الاتجاه تقدمت تقدمًا هائلًا.
■ جوارب
جلس بجوارى واضعًا رجلًا فوق أخرى، فقلت له: كيف تلبس جوربًا أسود وآخر أسود؟، انتفض واقفًا فغطى بنطاله الجورب ولم أعد أميز لونه.
 
■ الدرس الأكبر
من والده رئيس الحزب السياسى الشهير تعلم الدرس الأكبر: عندما نتكلم فكلنا أصحاب مبادئ، وعندما نعمل فكلنا أصحاب مصالح.
■  حتى الآن
حينما تجول ذكرياته بخاطره، يحاول إسقاطها على غيره، فهو حتى الآن لا يعرف نفسه.
■ هم
نزل إلى البحر ليزيل عنه بعض همه، فاهتم البحر فسكن ولم تتحرك أمواجه.
■ أسوة بالرجال الآخرين
تسمرت واقفة فى وسط الميدان وعادت إليه قابضة الجبين وبصوت أجش جهورى قالت له: لم لا تمسك بيدى أسوة بالرجال الآخرين؟، تنهد وقال: يداى يا عزيزتى مَلءَ بأكياس مشترياتك.