الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. اللص والحذاء

واحة الإبداع.. اللص والحذاء
واحة الإبداع.. اللص والحذاء





يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 550 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]
 

اللوحات للفنان: ممدوح القصيفى



اللص والحذاء


كتبها - عمرو على صالح

فى يوم من الأيام، كان اللص يجوب القرى والبلاد، باحثًا عن شيء يسرقه، وكان الذى ينقصه هذه المرة هو حذاء يلبسه فى قدميه.
فقرر أن يبحث عن هذا الشخص، الذى سيأخذ منه حذاءه دون أن يراه، وطاف اللص البلدات على قدميه الحافيتين، باحثًا هنا وهناك عن غايته.
وبالقرب من الغابة، وجد اللص شيخًا كبيرًا جالسًا يصلى وحذاءه بجواره، فتردد اللص قليلًا، ولكن غلبته شهوته، فاقترب من الشيخ بهدوء وجلس بجواره، متصنعًا الصلاة، وفى سرعة وخفة ، مد يده وأخذ حذاء الشيخ ومشى مسرعًا، واختفى بين الأشجار.
أنهى الشيخ صلاته، ونظر بجواره فلم يجد حذاءه، فأحس بأن من جلس بجواره قد سرقه، ولكنه قال: الحمد لله على كل حال، مشى اللص مبهورًا بما فعله، وهو يلبس حذاء الشيخ، وبينما هو يتمشى، إذ قابله نمر جائع، فصعق اللص، وأخذ يعدو بعيدًا عن النمر الذى جرى نحوه محاولًا اللحاق به، وأحس اللص أن الحذاء يقلل من سرعة قدميه، فخلعه، وأكمل العدو حتى وجد نفسه فى مأمن من الخطر، وفى الجانب الآخر مشى الشيخ بعد انتهاء عمله متوجهًا لبيته، وفى الطريق، وجد حذاءه ملقى على الأرض، فتعجب مما حدث، لكنه حمد الله وشكره، وفى بيته جمع أبناءه وحكى لهم هذه الواقعة الغريبة.