الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر والصين 62 عامًا من الصداقة

مصر والصين 62 عامًا من الصداقة
مصر والصين 62 عامًا من الصداقة




كتب ـ أحمد إمبابى وأحمد قنديل


تأكيداً على قوة العلاقات بين مصر والصين تشهد العاصمة الصينية بكين قمة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الصينى شى جين بينج، وعلى الرغم من أن الصداقة بين البلدين بدأت عام 1955 إلى أنها تكتسب أبعاداً جديدة بالغة الدلالة لما تحمله من مؤشرات بشأن المستقبل بالنسبة لمكانة كل من البلدين فى منطقتيهما وفى النظام الدولى بكامله.
 ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس، إلى العاصة الصينية بكين فى زيارة تستغرق أربعة أيام يجرى خلالها مباحثات مهمة مع كبار المسئولين الصينيين ، وذلك فى ثانى محطة من جولته الآسيوية التى بدأت بالبحرين.
ويرافق الرئيس السيسى وفد وزارى مكون من وزير الخارجية سامح شكرى والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، والطاقة المتجددة واللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة حيث يشارك الرئيس السيسى، فى قمة منتدى التعاون الصينى الإفريقى التى ستعقد يومى الثالث والرابع من سبتمبر الجارى.
واستقبل الرئيس الصينى شى جين بينج الرئيس عبدالفتاح السيسى بقاعة الشعب الكبرى فى العاصمة الصينية بكين فى مستهل زيارته للصين ضمن جولته الآسيوية.
وجرت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس السيسى فى قاعة الشعب ببكين، وتم عزف السلامان الوطنيان واستعراض حرس الشرف، وسط حفاوة كبيرة من الجانب الصينى، وأعقب ذلك بدء المباحثات الثنائية بين الزعيمين والتى تتناول العلاقات الثنائية وفى جميع المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشهد لقاء الرئيس السيسى ونظيره الصينى خلال الزيارة مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين فى عدد من المجالات، والتى تتضمن قطاع النقل من خلال تنفيذ مشروع القطار الكهربائى للربط بين المدن الجديدة والمناطق الصناعية لإيجاد المزيد من فرص العمل، وقطاع تطوير التعليم، إلى جانب قطاع الكهرباء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم النظيف بالحمراوين، فضلاً عن اتفاقية لتمويل مشروع إنشاء المرحلة الثانية من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، واتفاقية منحة لتنفيذ عدد من المشروعات من بينها القمر الصناعى المصرى، بالاضافة الى اتفاقية إطارية لدعم المشروعات التنموية فى مصر خاصة فى مشروعات قناة السويس.
وأشاد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال اللقاء بدعم الصين للتنمية فى مصر خاصة فى العاصمة الجديدة.
وقال الرئيس السيسى، خلال جلسة المباحثات الموسعة مع نظيره الصينى بحضور وفدى البلدين بقاعة الشعب الكبرى فى بكين، بتطور العلاقات الثنائية بين مصر والصين، ووصولها إلى درجة العلاقات الاستراتيجية الشاملة، مما يعكس حجم الثقة بين البلدين.
وأشار إلى التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين والذى تطور خلال الأربع سنوات الماضية، والذى نتج عنها توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والبرنامج التنفيذى من2016 الى 2021 وهو الأمر الذى سيحقق استفادة كبيرة خلال تلك الفترة، خاصة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين.
ورحب الرئيس بتبادل الزيارات رفيعة المستوى التى تمت بين البلدين خلال الأربع سنوات الماضية، مشيراً إلى الأربع زيارات التى قام بها إلى الصين، وكذلك الزيارة التى قام بها الرئيس الصينى إلى القاهرة.
كما أعرب الرئيس عن ترحيبه بالمشاركة فى قمة «منتدى التعاون الصين إفريقيا»، مؤكداً الثقة فى أنها ستسفر عن نتائج تخدم المصالح الأفريقية والصينية على ضوء اهتمام الجانبين باستغلال الفرص المتوفرة لديهما لتطوير علاقات التعاون المشتركة، كما أكد الرئيس حرص مصر على مواصلة تعزيز وتفعيل آليات منتدى التعاون الصين إفريقيا خاصة خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى عام 2019، فى ظل ما هو متوفر من توافق فى الرؤى حول أولويات التنمية فى الدول الإفريقية والصين، فضلاً عن حرص مصر على تطوير التعاون الثلاثى فى هذا الإطار.
وشدد الرئيس أيضاً على دعم مصر لمبادرة الرئيس الصينى «الحزام والطريق»، خاصة أن مصر تعد شريكا حضاريا وتاريخيا للصين فى تلك المبادرة التى تمثل إعادة لإحياء طريق «الحرير»، كما أن المبادرة تتجاوز بعدها التجارى لتشكل عدداً آخر من المحاور الثقافية والحضارية التى تهدف إلى تحقيق الترابط بين الشعوب، وهى الأهداف التى طالما أيدتها مصر وسعت إلى تعزيزها. موضحاً أهمية الدور المصرى فى إطار المبادرة آخذاً فى الاعتبار موقعها الجغرافى المتميز الذى يربط بين قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، فضلاً عن تواجد قناة السويس بها والتى تعد مساراً تجارياً محورياً فى تعزيز وتيسير حركة التجارة عالميا بما يتوافق مع مبادئ وأهداف مبادرة الحزام والطريق.
من جانبه، رحب الرئيس الصينى بالرئيس السيسى، موجهاً له التهنئة بإعادة انتخابه لفترة ولايةً ثانية.
وأشاد الرئيس الصينى بالاستقرار الاجتماعى والحفاظ على الوحدة الوطنية والنمو الاقتصادى فى مصر.
وأوضح الرئيس الصينى أن ما حققته مصر من إنجازات خاصة على صعيد الإصلاح الاقتصادى والاستقرار الأمنى، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى خلال فترة وجيزة أدى إلى تشجيع كبرى الشركات الصينية للعمل فى مصر والمساهمة فى تنفيذ تلك المشروعات، مؤكداً فى هذا الإطار دعم الحكومة الصينية لمصر على مختلف الأصعدة خاصة فى المجال الاقتصادى والتجارى، ومشيراً إلى أهمية العمل على زيادة التبادل التجارى بين البلدين، خاصة أن مصر تعد أحد ضيوف الشرف فى مؤتمر شنغهاى للاستيراد المقرر عقده فى نوفمبر المقبل، وهو ما يعد فرصة طيبة للترويج للمنتجات المصرية وسد العجز فى الميزان التجارى بين البلدين.
 كما أكد الرئيس الصينى أن مستوى التنسيق الجارى على المستوى السياسى بين البلدين فيما يخص عددًا من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما، مرحبا بمشاركة نظيره المصرى فى قمة «منتدى التعاون الصين إفريقيا»، ومشيراً إلى ما تمثله مصر باعتبارها إحدى أهم الدول الأفريقية، فضلاً عن توليها رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، وهو ما يدفع بأهمية استمرار التنسيق والتشاور عالى المستوى القائم بين البلدين للعمل على تطوير العلاقات مع القارة الأفريقية، والتى تحظى باهتمام بالغ من جانب الصين، خاصة مع إطلاق الصين لمبادرة «الحزام والطريق» لتعزيز التعاون والتكامل بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز الربط بين تلك الدول لدفع التبادل التجارى بينها.