«خير أجناد الأرض» ضحايا القضبان

كارثة جديدة بـ«لون الدم»، استيقظ عليها المصريون - أمس - بعد استشهاد 19 جنديا واصابة 120 آخرين من خير أجناد الأرض في تصادم قطار بضائع بعربتين انفصلتا عن القطار الحربي علي قضبان «البدرشين».

 اشلاء الجنود تناثرت في كل مكان لتجمعها فرق الاسعاف من بين الزراعات وترعة الإبراهيمية الملاصقة لشريط السكة الحديد، في الوقت الذي كان رئيس مدينة البدرشين متفرغا لتزيين الشوارع انتظارا لزيارة الرئيس محمد مرسي لمصابي الحادث.
«الرئيس مرسي» من جانبه زار المصابين في مستشفي المعادي  العسكري الذي استقبل 21 مصابا للاطمئنان علي حالتهم قبل أن يعقد اجتماعا عاجلا مع رئيس الوزراء ووزير النقل.
 ووصف «مرسي» الحادث بأنه «مصاب للمصريين جميعا» معربا عن تعازيه لأهالي الشهداء ومطمئنا المصابين بتقديم أجهزة الدولة لجميع أنواع الدعم والرعاية لهم.
 مرسي قال أيضا إن ما تم اقراره من مساعدات مالية من جانب الجهات الحكومية لأهالي الشهداء التي تصل إلي 60 ألف جنيه لأسرة الشهيد - هي إجراءات سريعة للتكافل مع الأهالي وليس تعويضا عن أبنائهم.
 وعلي بعد خطوات من غرفة «مبارك» بالمستشفي تلقي الرئيس سؤالا حول امكانية زيارته لـ«المخلوع» من الناحية الإنسانية، فرد «مرسي» قائلا: «مصابنا اليوم كبير ومتابعة الحادث والمصابين يأخذ كل همنا».
 وحول المسئولية عن الحادث، قال الرئيس: «النيابة العامة سوف تتولي التحقيق ونحن في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات وسيتم معاقبة المسئولين عن التقصير».
 وكالعادة ،خرج مجلس الوزراء لينعي الشعب المصري في وفاة «خير شباب مصر»، دون أن يقدم أية ايضاحات حول المسئولين عن الحادث، حيث اكتفي ببيان الحكومة بتقديم التعازي لأسر الضحايا والدعاء للمصابين بالشفاء!
 أما النيابة فقررت حبس مجدي صمويل جرجس سائق القطار الحربي 4 أيام علي ذمة التحقيق بعد أن وجهت له تهمة القتل والإصابة الخطأ والاهمال الجسيم في أداء عمله.
واعترف سائق القطار أمام المستشار أحمد البحراوي المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة أنه قام بإخبار رؤسائه بهيئة السكك الحديدية بوجود اخطاء فنية عديدة بالقطار تؤثر علي «الفرامل» قائلا: «الهيئة علي علم بعيوب القطار».
  وفي أول رد فعل برلماني، طالب د.أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري بضرورة أن يتحمل القائمون علي المرفق مسئوليتهم تجاه أرواح من يستخدمون المرفق وألا يقدم صغار العمال «كبش فداء».
أما محمد صادق رئيس لجنة النقل بمجلس الشوري فأكد أن وزير النقل الحالي «مالوش ذنب» ولا يتحمل أي مسئولية عن الحادث نظرا لتوليه منصبه منذ أقل من أسبوعين مشيرا إلي أنه التقي الوزير الجديد منذ عدة أيام، والذي أكد له إعطاءه توجيهات بعدم خروج أي قطار من المحطة دون الكشف عليه وإجراء صيانة دورية.