السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الساعات الحمراء».. تجسيد لمخاوف المرأة فى المجتمعات الغربية

«الساعات الحمراء».. تجسيد لمخاوف المرأة فى المجتمعات الغربية
«الساعات الحمراء».. تجسيد لمخاوف المرأة فى المجتمعات الغربية




ترجمة - نيرة أبو العينين

«قد تبدو «الساعات الحمراء» وكأنها ديستوبيا، لكن الكثير من السياسيين المحافظين يخططون لجعلها عملًا غير روائي. فى الواقع»
صرحت المؤلفة، لينى زوماس مؤلفة رواية «الساعات الحمراء، إنها قد رسمت أكثر التفاصيل المخيفة فى عالم المرأة من خلال «مقترحات فعلية» صادرة من رجال ذوى نفوذ فى البلاد, فهى لم تحتج إلى إضافة بعض العناصر الخيالية ,حيث إن الألجمة المصممة لجسد المرأة معلقة بالفعل فى حظائر المشرعين.
القصة تقع فى بلدة صغيرة فى ولاية أوريغون, حيث تدور الأحداث, روبرتا وسوزان وماتى وجين, هن أربع نساء تمثل كل منهن حربًا ضد الرجال والمجتمع.
ولدت لينى زوماس عام 1972 فى ولاية أوريغون ثم نشأت فى واشنطن العاصمة ظهرت لها مجموعة قصصية فى عام 2008 ثم روايتى «المستمعون»2012 و«الساعات الحمراء»2018 حيث كان للأخيرة عدة إصدارات متاحة باللغات الهولندية والفرنسية والبولندية والبرتغالية والإسبانية والتركية والأوكرانية، فقد تم اختيار نيويورك تايمز بالإضافة إلى أنه تم اختيار الرواية كأفضل كتاب فى أمازون لأحد الأشهر.
وبالرجوع إلى شخصيات الرواية, روبرتا هي«كاتبة سيرة ذاتية», معلمة تاريخ بمدرسة ثانوية , أربعينية,عزباء, تريد إنجاب طفل بمفردها قبل نفاد ساعتها البيولوجية  ولكن فى الخامس عشر من يناير وخلال بضعة أسابيع بل خلال بضعة أيام سيتم سريان قانون يحظر للنساء غير المتزوجات من التخصيب الصناعى, فتأمل روبرتا من كل وجدانها بأن تفلح عملية إخصابها الأخيرة فى المعمل.
 وبالنسبة إلى سوزان«الزوجة» تتعاقب الأحداث سريعًا فبالكاد تجد وقتًا لنفسها بين طفليها وزوجها والمنزل, ففى سبيل سعادتهم تخلت عن مهنتها كمحامية واعدة وفى مواجهة مرور الزمن حيث لا شيء يحدث, غالبًا ما تفكر فى الانفصال عن زوجها ,أو بدلًا من ذلك تود لو أن تلقى بسيارتها وهى بداخلها من أعلى المنحدر.
وفيما يتعلق بشخصية ماتي«الفتاة», التى حتى لم تناهز الخمسة عشرة عامًا من عمرها, فهى من أنجب طلبة مدرستها, حلمها هو أن تصير إحدى العالمات العظيمات؛ والتى من المحتمل أن تتعرض إلى خطر حمل مفاجئ فتريد إجراء عملية الإجهاض ولكن فى الخامس عشر من يناير,   وخلال بضعة أسابيع بل خلال بضعة أيام, سيتم تطبيق قانون يحظر عمليات الإجهاض على النساء وهنا يأتى دور الجدار الوردى المترامى الأطراف الممتد على طول الحدود الشمالية حيث يجعل الفتيات والنساء اليائسات يبحثن عن الإغاثة فى كندا.
أما عن جين، «الحكيمة» ذات الاثنى وثلاثين عامًا، عاشت دائمًا على هامش المجتمع، باعتبارها «امرأة الغابة»، تعرف كيفية استخدام الأعشاب لعلاج الأمراض وإنهاء الحمل؛ حيث تأتى نساء أخريات لاستشارتها سرًا للتخفيف من آلامهن؛ وفى قرية الصيادين هذه نجد العقلية مؤمنة بالخرافات ضيقة الأفق، هى فقط مسألة وقت قبل إقامة محاكمة ضد جين  لممارستها الشعوذة، فكل ما سلف ذكره لم يختلق فى هذه القرية بالقرب من مدينة سايلم بولاية أوريغون....
«الساعات الحمراء» هى ديستوبيا تحدث فى مستقبل ليس بالبعيد فقد من الممكن أنه قد بات غدًا,مما يستدعى القلق عند الفرد.
وبقدر ما تدور «الساعات الحمراء» حول المقترحات القانونية القمعية التى تهدد حياة النساء فى أمريكا، فإن الرواية تشير أيضا إلى هذا القدر من القيود الثقافية التى تواجهها النساء ويمارسنها     ويتنافسن عليها؛ فهن يتعرضن جميعهن إلى منافسة عقيمة على حياتهن العملية والجنسية.
 فباسم قانون ينص على أن «كل طفل يحتاج إلى أب وأم»، من جهة، يتم حظر الإجهاض،بالتالى من ناحية أخرى، سيتم منع العازبات من الإنجاب أو التبنى: «فبمجرد إعلان أن الإجهاض غير قانونى، قد أوضح أعضاء الكونجرس، إن هذا سيعرض المزيد من الأطفال ليتم تبنيهم؛ وأكدوا أن حظر الإجهاض لن يؤذى أحدًا، بل ببساطة شديدة يمكن للأشخاص الذين لديهم رحم معيب أو حيوانات منوية غير طبيعية تبنى كل هؤلاء الرضع الإضافيين»..
ففى حين أن شخصيتى روبرتا وسوزان قد لا تبدوين جذابتين نتيجة اضطراباتهما ذات نزعة الوسواس القهرى ، فإن شخصيات ماتى وجين أكثر جاذبية؛ لكن اليائس يتملك كل منهن على شاكلتها الخاصة, إن صراعاتهن التى تتشابك وتعارض بعضها البعض ترنو فى عقولنا، تاركة القلب و المعدة و الوجدان فى حالة حركة مستمرة، و هذا ما نجحت فيه زوماس من خلال مرونتها و بساطتها  وأسلوبها الشعرى.