الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حرية سليمان: المجتمع ينظر إلى المرأة كمصدر للغواية وسلعة تباع وتشترى




حرية سليمان مبدعة من المنصورة تكتب القصة والرواية تحتفى بالإنسان والحياة من أعمالها الروائية: سهر، أسباب للغرق، طعم إمبارح ومجموعة قصصية بعنوان «طعم البيوت».
■  كيف بدأت مشوارك مع الكتابة؟
- كانت الطفولة حافلة بالكثير من القراءات المنوعة، كان غريبا فى ذاك الوقت أن ابتعد بإصرار عن عالم الطفولة العبثى للانزواء بركن محتضنة كتاب لديكنز أو قصة  لتشيكوف أو رواية لتولستوى، لذا كنت أقول دائما أن (بداخلى طفلة تركض بين فضاء الكلمات لا ترهبها فواصل ولا تثنيها نقاط) كان الأدب العالمى المترجم منهلا يمكن ان أستقى منه صورا ومواضيعا شتى، اضافة الى روائع ادبنا العربى وروائيينا المخضرمين، وبساتين الشعر العربى..  ما بين درويش ومطر وصلاح عبد الصبور، ما بين دنقل والسياب، لكنى بدأت بشكل احترافى منذ أربع سنوات.. كانت النتيجة ايجابية وتمثلت بديوان نصوص نثرية أسميته عناقيد ملونة، تبعه مجموعة قصصية عنوانها ربما يكون مغلقا ثم رواية بعنوان سهر، وكلها مطبوعة كإصدارات ورقية وما زال فى جعبتى الكثير متمثلا بروايتين أحداهما أسباب للغرق وأخرى بعنوان طعم امبارح ومجموعة قصصية بعنوان طعم التوت.
■ رواياتك تجسد معاناة الانسان المصرى وبالرغم من ذلك تبدو انها تدور حول المرأة اكثر؟
كتاباتى تناقش قضايا الإناث بمجتمعاتنا الشرقية، فمازالت بعض الأسر تختزل المرأة فى مجرد كيان محدود الفهم والادراك، خال من أى مضامين عميقة  فيختزل دورها أحيانا فى الزواج والانجاب، لكننى أيضا أتحدث عن القمع الذكورى المتعددة صوره واشكاله حين يعاقب مجتمعنا الانثى الجميلة  أشد أنواع العقاب على اعتبار انها أداة غواية وأنها سلعة قد تشترى لتحقق نوعا المتعة متجاهلا كونها انسانة، بطلاتى يقعن غالبا تحت طائلة قائمة طويلة من الخيارات السيئة نتيجة للتخبط المستمر وانعدام الثقة فى الآخر واضطراب الهوية، ومع ذلك خلقت عالما ذكوريا وبنفس القدر من الأهمية والحياد كما بروايتى  ومجموعتى القصصية الأخيرة،  ربما كنت منحازة لبنات جنسى،  فتمثلتُ صوتهن، لكن تجربة الكتابة تأخذك لعوالم أخرى كثيرة ومتعددة الألوان.
■ برأيك ... هل الرجل هو المسؤل عن مشكلات واضطهاد المرأة ؟
- كلاهما مسئول عن خلق حالة من التعاسة أو السعادة بالآخر، كلاهما يؤثر بوضع لبنة فى عالمه، لو افترضنا جدلا أن آدم مسئول عن معظم مشكلاتها و أزماتها المجتمعية الا انها فى الكفة الاخرى مطالبة بحفظ التوازن بالعلاقة ودفعها للنجاح.. وما زلت أكرر أنها قضية تخص  المجتمع بأكمله.. وكل أزمات الثقة بين الطرفين  تخضع لقوانين تخص النشأة والبيئة والأعراف.. والفهم الخاطيء لكل شيء
■ ما علاقتك بابطال رواياتك ؟
- لا يمكن إلا أن أتوحد معهن، ربما تصل المسألة الى درجة الوجع أو البكاء وربما حالة من السعادة والراحة والرغبة فى الغناء.. لا اعرف كيف يباغتنى هذا الشعور ولكنه يحدث فغالبا أنا هن ودائما هن أنا، أهديتهن عوالما مثيرة جدلية، لاشك أرهقننى.. لكنى أحبهن لدرجة الافتقاد حين تنتهى سطور الرواية ويرحلن مع آخر صفحات الكتاب.
■ ما ابرز المشكلات التى تواجه كتاب الاقاليم؟
الإقصاء هو احد أهم مشكلات كتاب الاقاليم، فغالبا تهتم المؤسسات الثقافية بأدباء متحققين  ولهم وجود على الساحة بالفعل، وتلك مأساة فحتى هؤلاء ينفردون بهالة من الضوء لا يرغبون مشاركتها مع أحد سواهم، وهناك من الجدد من  يحمل من الأدب صبغته ومن الموهبة ثقلها ومن النجاح ماهم مؤهلون لتحقيقه وينتظرون بطابور  عرض طويل قد يكون للحظ فيه دور كبير.
■ لكل إنسان نصيب من اسمه، إلى أى مدى تتفقين مع تلك المقولة؟
اتفق تماما معها وان كنت لم اختبر صدقها إلا بدخولى عالم الكتابة، لم أكن اتخيل أن تهبنى أسرارها وتسمح  بدخول كهوفها والتعبير عما يجول بخاطرها بكل تلك الأريحية.. يمكن اعتباره فنا من فنون البوح بالمكنون.. فن التعبير الحر عن الذات.. عن كل الذوات وتلك حرية مطلقة.. سعيدة بلا شك لكون اسمى حرية برغم كونه اسما نادرا ولكنه يعبر عن الحالة التى تتقمصها روحى حين أقرر خوض تجربة التعبير بلا قيود.