الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وثيقة مصالحة بين الفلسطينيين برعاية مرسى.. والشكر لـ «مبارك»





شدد الدكتور عبدالناصر النجار نقيب الصحفيين الفلسطينيين وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى للصحفيين والذى فاز مؤخراً بمقعد الأمين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب، على ضرورة أن تقف مصر على مسافة واحدة من الفرقاء الفلسطينيين، وأن تبعث جماعة الإخوان برسائل لحماس مفادها أن قوة الشعب الفلسطينى فى وحدته وأن وصول الإخوان للحكم فى مصر لن يدعم حماس على حساب وحدة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن بنود المصالحة التى وقعت فى عهد الرئيس مرسى هى ذاتها التى صيغت فى عهد الرئيس المخلوع مبارك كاشفا نقلاً عن قيادات فى عملية التفاوض أن الموقعين فوجئوا بعد توقيعهم على الوثيقة أن دباجتها تحوى عبارات الشكر لمحمد حسنى مبارك بصفته الرئيس مما أثار موجة من النكات بأن شيئاً لم يتغير فى مصر، معتبراً أن الأهم هو الدخول بالمصالحة لحيز التنفيذ.

وأضاف النجار فى حواره مع «روزاليوسف» أن على الدول ووسائل الاعلام العربية تكثيف دعمها للقضية الفلسطينية ، والدعوة للاستثمار فى فلسطين والانتقال من «الاغاني» وبيانات الشجب والاستنكار لمرحلة «الفعل» لمواجهة حملات تهويد القدس، مستنكر أن يقدم رجل أعمال واحد يهودى لمنظمات تهويد القدس ما يفوق ما تقدمه الدول العربية مجتمعة لفلسطين والمقدسيين من دعم.

وطالب النجار بتشريعات دولية لحماية الصحفيين الفلسطينيين من الاستهداف المتعمد من جيش الاحتلال الاسرائيلى وملاحقة قادته بتهمة ارتكاب جرائم حرب، مستنكراً رفض فضائيات مثل العربية والجزيرة وغيرهما وصف ضحايا الاحتلال بالشهداء واستضافة اسرائيليين بزعم المهنية والحيادية فى الوقت الذى يصطف الإعلام الصهيونى خلف الرواية الاسرائيلية لافتا إلى استشهاد 12 صحفياً فلسطينياً منذ الانتفاضة الأولى، وإفلات القتلة من العقاب، داعيا العرب لزيارة القدس مستعيراً عبارة الزعيم الراحل ياسر عرفات للرد على من يعتبر زيارة القدس تطبيعا ً« زيارة السجين ليست تطبيعاً مع السجان».

وكان نقيب فلسطين قد زار مؤسسة «روزاليوسف» والتقى بالمهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة المؤسسة وجمال طايع رئيس تحرير الجريدة اليومية.

• بداية نبارك لحضرتك حصولك على مقعد الأمين العام المساعد باتحاد الصحفيين العرب، إلى جانب تواجدكم بالأمانة العامة للاتحاد الدولى للصحفيين، وهذا يأخذنا لسؤالكم ما هى رؤيتكم لتوظيف هذين الموقعين لتحقيق حماية للصحفيين الفلسطينيين ضد استهداف الاحتلال الصهيوني؟

أولا: بالنسبة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين فهى وظيفتها بالاساس تقديم الخدمات لاعضائها وتوفير الحماية لهم والدفاع عن حرياتهم، وبقدر تحقق ذلك يكون الصحفى الفلسطينى قادر على الابداع، وفيما يتعلق بالاتحادات الدولية نسير عبر مسارين الاول الاستفادة للصحفى الفلسطينى بأقصى قدر من الخدمات والمسار الثانى القولنة بمعنى الاستعانة بدعم الاتحاد الدولى لاصدار تشريعات توفر حماية للصحفيين، اضافة لموقف الاتحاد الدولى للضغط على اسرائيل للحد من ملاحقة واستهداف الصحفى الفلسطينى ورغم ذلك فإن التحديات والاعتداءات تفوق قدرة الاتحادين العربى والدولى للصحفيين من الحد منها للأسف.

■ هناك استهداف متعمد من الاحتلال الصهيونى للإعلاميين الفلسطينيين فى الارض الفلسطينية سواء الضفة أم غزة فلماذا لا تسعون لتشريعات عبر الامم المتحدة وملاحقة الاسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب؟

الاعتداءات الاسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين لم تتوقف منذ العام 1967 وهناك اجراءات تعسفية يمارسها الاحتلال ممثلة فى منع دخول الصحفى الفلسطينى من دخول  فلسطين التاريخية التى احتلت عام 1948 ولا يسمح لغير حاملى البطاقة الزرقاء التى تفرضها اسرائيل على سكان القدس خاصة بعد اقامة جدار الفصل العنصري،الذى يحيط مدينة القدس والضفة الغربية كاملة، إضافة إلى 365 حاجزاً ثابتاً ومتنقلا بمدن وقرى الضفة الغربية وبالتالى لا يستطيع الصحفى الفلسطينى التنقل فى الشريط المحيط بالضفة الغربية والقدس بشكل كامل بالاضافة إلى أنه بإمكان أى ضابط إسرائيلى ان يعلن أى منطقة تشهد مظاهرات منطقة عسكرية مغلقة لا يدخل ولا يخرج منها مواطنون فلسطينيون ولا صحفيون.

■ كم عدد الشهداء الفلسطينيين والمصابين فى الاعوام الاخيرة؟

12 شهيداً منذ الانتفاضة الأولى سقطوا برصاص الاحتلال منهم ثلاثة صحفيين استشهدوا فى العدوان الأخير على قطاع غزة والاصابات استهداف ممنهج والأخطر هى الإصابات فلدينا 45 صحفياً مصاباً إصابات خطيرة ناجمة عن استهداف ومنها استهداف بقنابل غاز اطلقت فى وجوههم عن قرب فأحدثت إصابات ونسعى عبر الاتحادات الدولية لملاحقة المعتدين  وناشدنا الاتحاد الدولى منذ ثلاثة اشهر لاتخاذ مواقف تفوق مجرد الشجب والاستنكار حتى أن الأمر أصبح محبطاً للصحفيين الفلسطينيين من عدم ملاحقة قتلة الصحفيين ونفذ الاتحاد الدولى حملة تستهدف عدم افلات قتلة الصحفيين من العقاب، ولعل هناك تصريح أخير لم يلتفت له كثير من الصحفيين والسياسيين، عندما صرح المتحدث الرسمى باسم الحكومة الاسرائيلية ردا على سؤال فى حوار مع الجزيرة باللغة الانجليزية هل تستهدفون الصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج ؟ فقال المتحدث الاسرائيلى أنهم يعتبرون الصحفيين الفلسطينيين أهدافاً مشروعة، وهذا اعتراف موثق بالاستهداف العمدى للصحفيين الفلسطينيين من جيش الاحتلال.

■ لماذا لم تستغلوا هذا الاعتراف الموثق لشن حملات تفضح جرائم الاحتلال من جانب وإقامة دعاوى ارتكاب قوات الاحتلال لجرائم حرب بحق الصحفيين؟

حاولنا التطرق إلى ذلك وقالوا لنا الذهاب للمحاكم الدولية يحتاج وثائق معينة.

■ لكن هذا اعتراف موثق؟

هناك وسيلة توثيق قانونية ندرب عليها الصحفيين الفلسطينيين، ومنها يشترط أن تكون مرتدى لزى مكتوب عليه بشكل واضح «برس» وأن تثبت بالفيديو والصور أنه تم استهدافك بشكل مباشر وأن يكون الفيديو واضح وغير مجتزأ أو أجريت عليه عمليات مونتاج، ولذلك سعينا لاجراء محاكمة صورية للمسئول الاسرائيلى وإصدار حكم عليه وتوزيعها على وسائل الاعلام، وفى الوقت ذاته تدريب الصحفيين لتوثيق الاعتداءات بشكل يصلح لمقاضاتهم أمام المحاكم الجنائية الدولية.

■ فشلت المنظمات الدولية المدافعة عن الصحفيين فى استصدار تشريعات توفر حماية للصحفيين فى بؤر الصراع رغم أن العام 2012 الأكثر دموية والاكثر عددا فى شهداء الفلسطينيين؟
لابد من العمل بشكل مكثف لاستصدار مثل هذه القوانين لمنع القتلة من الافلات من العقاب مع تزايد اراقة دماء الصحفيين عبر العالم.

■ كيف ترى السقوط فى فخاخ المصطلحات الإعلامية ورأيك بها؟

بالمطلق غير راض عن المصطلحات الإعلامية المستخدمة فى الإعلام العربى وقد اصدرت منذ عامين دليل المصطلحات الإعلامية،  وللاسف هى مصطلحات قاصرة بزعم المهنية والموضوعية والحيادية  ففضائية مثل العربية ترفض استخدام مصطلح شهيد على ضحايا الاحتلال الاسرائيلى، وتحت ضغوط جماهيرية وشعبية يسمح لمراسل أن يقول من آن لآخر وقال الفلسطينيون أن كذا استشهدوا وبذلك ينسب مصطلح شهيد للمصدر وليس وصفاً من القناة  فيمنع قول شهيد داخل الاستديوهات وفى نشرات الأخبار، وكثير تقول الجيش الاسرائيلى ولا تذكر مصطلح جيش الاحتلال، بل وتسمح العربية والجزيره وغيرهما من فضائيات عربية لمسئولين متحدثين باسم الاحتلال للتحدث على شاشاتها بزعم أنها موضوعية وتنقل الرأى الآخر ، لكن فى المقابل لا يسمح فى الإعلام الاسرائيلى بالمطلق أن يظهر أى معبر عن وجهة النظر الفلسطينية على شاشاتها فالاعلام الاسرائيلى يصطف خلف وجهة نظر الاحتلال.

■ هل يقبل فلسطينى الظهور على فضائية  إسرائيلية وما هى الخطوط الفاصلة بين الحق فى التعبير عن القضية فى وسيلة اسرائيلية والتطبيع؟

هناك فرق شاسع بين التطبيع ونقل التصريحات والبيانات الفلسطينية للجبهة الأخرى فالتطبيع هو التعاون مع الاسرائيليين وبمعنى آخر هو الاعتراف بالكيان الصهيونى والتنازل عن التناقض العربى مع اسرائيل والرفض لها هذا الرفض الذى يجب أن يستمر حتى تحرير فلسطين لا أن يتم مع الأمة العربية ووسائل إعلامها فى ظل استمرار الاحتلال والاعتداءات وللاسف معظم الفضائيات العربية تسمح وتستضيف اسرائيليين بينما الاعلام الاسرائيلى يتجند لصالح الروايات والمواقف الاسرائيلية ويتجاهل ما يرتكبه جيش الاحتلال من مجازر بحق الفلسطينيين ولا تتعرض لها إلا بشكل ضعيف جداً، وبالتالى يجب أن تكون السياسات العربية تجاه القضية الفلسطينية واضحة.

■ بيان المؤتمر العام الثانى عشر لاتحاد الصحفيين العرب أفرد للقضية الفلسطينية غير انه تكرار لمصطلحات الشجب والاستنكار هل هذا كاف من وجهة نظركم؟

هو للأسف كما لاحظتم تكراراً لدرجة استخدامه مصطلحات التأكيد على القرارات السابقة وما نتمناه تجاوز مرحلة الشجب،  وتغيير النهج الذى كان سائدا للدخول فى مرحلة التدريب والسلامة المهنية وتوفير الاقمصة الواقية من الرصاص وهذا الحد الادنى عالميا لأى صحفى يغطى فى بؤرة صراع، وأيضًا مواجهة مخططات بعض المؤسسات الدولية التى تدفع الملايين لدفع وسائل إعلام عربية للتطبيع.

■ هل ذلك مسئولية الاتحاد أم النقابة والمؤسسات التى يعمل بها الصحفيون خاصة أن اتحاد الصحفيين العرب يعانى من ضعف التمويل؟

الوضع المالى للصحف الفلسطينية ضعيف ولابد من تبنى الاتحاد والنقابات العربية لتحقيق ذلك، وهناك بشائر جيدة من تولى الاستاذ أحمد البهبهانى لرئاسة الاتحاد وهو دعم الاتحاد فى مناسبات عدة وكان هناك تعهدات من نقابات عربية أوضاعها المالية جيدة وفاز ممثلوها بمقاعد فى الامانة العامة تعهدت بانعاش الاتحاد ماليا للخروج من أزمته، وأداء دوره.

■ تجرى مصر مفاوضات بين الفرقاء الفلسطينيين للمصالحة بين السلطة وحاكمى غزة ما رأيك فيما انتهت إليه وهل مآلها النجاح ام  الفشل وتكرار التنصل من تعهدات سبق توقيعها  فى الماضي؟

اتمنى أن تكون المصالحة هذه المرة واقع على الأرض وأن يتم الالتزام ببنودها، خاصة أن المصالحة الاخيرة التى أبرمت فى القاهرة فى ظل النظام الجديد بعد الثورة، هى ذاتها ما تم توقيعها فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، حتى انه عندما وقع الاتفاق الأخير فى القاهرة نسوا فى الدباجة عبارة نوجه الشكر للرئيس السابق مبارك وكانت تلك نكتة فى الشارع الفلسطينى.

■ هل حدث ذلك فعلياً أم نكتة وسخرية كناية عن عدم تقديم جديد فى بنود المصالحة؟

هذه حقيقة أكدها لى أحد أبرز القيادات المشاركة فى المصالحة وبعد التوقيع اكتشفوا أن الشكر فى الدباجة موجه لمبارك وليس للقيادة المصرية الجديدة بعد الثورة لذلك أقول الأهم هو تنفيذ البنود فهى ذاتها التى تم التوقيع عليها سابقاً ولم تنفذ.

■ ألا يعكس ذلك أن الرئيسين السابق مبارك والحالى مرسى ليسا هما من يجريان المصالحة بل جهات سيادية مصرية تستكمل ما بدأته؟

نعم والاتفاق لم يتغير والقضية ليست التوقيع بل إيجاد إرادة حقيقية ، وكانت المطالب فى السابق للرئيس أبومازن تشكيل حكومة برئاسته للخروج من الخلافات واجراء انتخابات لتجديد الشرعية واختيار من يريده الشعب للمجلس التشريعى الذى انتهت مدته منذ سنتين والمجلس الوطني،ومفاهيم الديمقراطية قائمة على تداول السلطة والانتخابات وعندما اقتربنا من التطبيق قالوا اذهبوا إلى حيث اتيتم.

■ فى السابق لم يكن بامكان نقيب الصحفيين الفلسطينيين الذهاب لغزة وكان هناك خطورة على حياته لكنك مؤخراً ذهبت برفقة وفد كنت مشاركا به لغزة ولاحظت متغيرات فى العلاقة ألا يعكس ذلك انخفاضاً لدرجة حرارة الصدام بما يحقق بيئة تفاعل مواتية للمصالحة؟

هذا صحيح ولا شك ان هناك انفراجة بين الحركتين الكبيرتين فتح فى الضفة وحماس فى غزة بعد الاعتداء الاسرائيلى الأخير وتضامن الضفة فنحن نرفض الاعتداء على أى فلسطينى، ولا شك أن الانقسام فى الشارع الفلسطينى فى غزة وحماس صب فى صالح الاحتلال لدرجة تبجح نيتانياهو قائلاً عن أى شعب فلسطينى تتحدثون عنه وهل للرئيس أبو مازن سيطرة على الشعب الفلسطينى وأى شعب الضفة ام غزة لكن اسرائيل والعالم فوجئوا بـ خروج 80% من الفلسطينيين فى الضفة وفى غزة للاحتفال بذكرى تأسيس حركة فتح وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة بمنح فلسطين صفة مراقب وتأييد الرئيس أبومازن، وما حدث فى الامم المتحدة يعد اعترافاً بأن الاراضى المحتلة منذ 67 فلسطينية وما أقيم عليها من مستوطنات لا شرعية له بل هى ملك للشعب الفلسطينى، وهذا ما ازعج اسرائيل.

■ كيف تواجهون عمليات تهويد القدس؟

هناك محاولات مستميتة لتهويد القدس وهى ليست وليدة اليوم بل بدأت من اليوم الأول للاحتلال ودخلت ثلاث مراحل بخلق بؤر استيطانية فى جسد المدينة القديمة ثم محاولات تقسيم المسجد الاقصى كما حدث بالحرم الابراهيمى واقامة قدس لاقامة الصلوات الصهيونية، وهناك ممول يهودى يقدم ما لا يقل عن 30 مليون دولار شهريا لحركات التهويد ومنظماته، وللاسف الدول العربية مجتمعة لم تقدم للفلسطينيين للمقدسيين ما قدمه يهودى واحد.

■ ما هو المطلوب من الدول العربية تحديدا؟

المطلوب الفعل وليس القول لا نريد التغنى بحب القدس بل الأفعال أولا: الدعم المالى للمقدسيين ليستطيعوا الصمود  ولا تتسرب الاملاك الفلسطينية للاحتلال ولا يجبرون على الرحيل، وهناك نوعان من المدارس بالقدس الاول منها يسيطر عليه بلدية الاحتلال وتسعى لتدريس المناهج الاسرائيلية ومدارس خاصة مقدسية تدرس المناهج الفلسطينية ولابد من دعم هذه المدارس وتعزيز انتشارها وتقويتها، ومطلوب الاستثمار فى فلسطين وزيارة المقدسيين لدعم متاجرهم.

■ البعض يقول إن زيارة القدس فى ظل الاحتلال تطبيع ما رأيك؟

لدى إيمان بمقولة كان يرددها الرئيس الراحل ياسر عرفات «أن زيارة السجين لا تعنى تطبيعاً مع السجان»، فالسجان قاتل ومجرم وظالم وجلاد لكن رفضنا له لا يمنحنا تبريراً لتجاهل زيارة السجين والشعب الفلسطينى سجين الاحتلال الصهيونى، ولا بد من النظر للقضية الفلسطينية على انها قضية أمن قومى مصرى وعربى فهى ركيزة عربية ولابد للمستثمرين العرب من العمل فى فلسطين وتوفير حماية دولية وعربية لاستثماراتهم، والسلطة الفلسطينية دائما تقول سنوفر حماية وتعويضاً كاملاً لصاحب المنع اذا تم قصفه، ويمكن الاستثمار فى قطاعات اقل خطورة مثل الزراعة والمشروعات الصغيرة فلا نطلب استجداء بل استثمار، والقضية الفلسطينية  قضية عربية واسرائيل لا تهدد فلسطين فقط بل كل العالم العربى والاعلام الاسرائيلى مرتاح لما يحدث فى البلدان العربية من انهيار للجيوش فى سوريا وليبيا.

■ هناك دراسات تقول بتزايد  اعداد الشباب المهاجرين من فلسطين ألا يضعف ذلك الموقف على الارض والتوازن السكانى مع الاحتلال؟

يحدث هذا مع تزايد نسب البطالة لكن ليست هجرات جماعية كما يدعى البعض، ولذلك لابد من استثمار عربى خاصة من الدول الغنية وعلى الاقل فتح مشروعات صغيرة للشباب.

■ كيف ترى الاعلام  فى بلدان الربيع العربى بعد الثورات؟

للاسف اصبح لدينا عدة اشكال فلازال  هناك اعلام حكومى سلطوى وإعلام آخر ممول خليجيا، وإعلام  خاص، ومع ذلك هناك تزايد فى الحريات.

■ مع تزايد الحديث عن القمع فى الدول العربية بعد الثورات هناك زيادة كبيرة فى المطبوعات وانتقادات لا سقف لها للحكومات ومع ذلك تضييق فى التشريعات كيف ترى هذه المعادلة؟

التضييق يحدث فى التشريعات وعلى سبيل المثال السلطة هى من تختار رؤساء التحرير فى الصحف القومية، وهناك مشكلة أخرى تجعل التشريعات عديمة الجدوى حال إطلاقها للحريات وهى أن قيادات صحفية تغلب مواقفها السياسية وانتماءاتها الحزبية على الانتماء المهنى، ومن العجيب أن الاهرام التى كانت منتمية للنظام السابق، لم تكتب غير اسطر معدودة عن  مؤتمر اتحاد الصحفيين العرب رغم وجود فعاليات ومشادات فى الجلسة الافتتاحية التى حضرها وزير الاعلام المصرى ونقيب الصحفيين ممدوح الولى الذى يشغل رئاسة مجلس ادارة الاهرام.
■ هل ذلك تحرر من السلطة أم خطأ مهني؟

خطأ مهنى ففى اليوم التالى كان لدينا لقاء كوفود عربية مع الرئيس مرسى وعندما تصفحنا الأهرام لم نجد أى تغطية وبالتالى فالصحيفة أخطأت مهنيا بتجاهل حدث وخبر مهم، فالخطر هو تغليب السياسى على المهني.

■ كيف ترى نتائج الانتخابات الاخيرة لاتحاد الصحفيين العرب وفقدان وذهاب الرئاسة لخارج المرشحين المصريين بعد أن شغلها مصرى 16 عاماً؟

هناك اتفاق عام  بالاجماع بين الصحفيين العرب على بقاء مقر الاتحاد فى مصر، وأن يكون الامين العام والأمين المالى من مصر، ولم يقدم النقيب المصرى نفسه للوفد ولم يجر بهم اتصالات والوفد المصرى كان منقسماً فهناك عوامل عدة كانت وراء هذه النتيجة وانا شخصيا ظللت ثلاثة أيام أجرى اتصالات ليل نهار بالوفود العربية التى لها حق التصويت فى الاقتراع.

■ تعانى الجماعة الصحفية الفلسطينية من غلبية الانتماء الحزبى على الانتماء المهنى وظهر ذلك فى الانقسام بين الضفة وغزة كيف تواجهون ذلك؟

هناك عوامل عدة لها علاقة بالتمويل للوسيلة ونوع الملكية فالاعلام الحزبى منحاز وما بعد الشهور الأولى للانقلاب فى غزة كان الاعلام المنحاز سياسيا مدمراً، والاعلام الخاص سياسته غير واضحة ولا أنكر أن كثيراً من الصحفيين الفلسطينيين فى فترة ما غلبوا انتماءهم السياسى على المهنى، لكن فى النهاية نقابة فلسطين واحدة ومجموعة حزبية قليلة العدد هى من قامت بالسيطرة على مقر غزة وهم لا يتجاوزون 70 صحفياً ونرحب بانضمامهم للنقابة الفلسطينية واكدت على وحدة الصحفيين الفلسطينيين فى كلمة الاتحاد التى أصرت الوفود ان ألقيها تكريما لفلسطين  وشكرا لهم لاختيار فلسطين لإلقاء الكلمة وشارك فى الانتخابات 78% من صحفيى غزة  التى اجريت تحت اشراف اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي، ومن لديه شكوى يقدمها لنبحثها بقلوب مفتوحة.

■ كم عدد الصحفيين الفلسطينيين؟

1200 عضوا بالنقابة، يقدمون خدمات إعلامية لـ 3 ملايين فلسطينى تقريباً ففلسطين بؤرة حدث بشكل دائم.

■ هناك مخاوف فى ظل دعم غزة الآن لعودة وضع 48 بتحميل مصر مسئولية غزة وتحميل الأردن مسئولية الضفة ليتهرب الاحتلال من مسئولية اراض يحتلها هل ذلك السيناريو قائم وما رأيك فى الانفاق بين مصر وغزة؟

أنا ضد الانفاق بشكل مطلق فهى اقتصاد اسود خلق مجموعة من المليونيرات فى قطاع غزة وصل عددهم 700 مليونير فى القطاع، ولابد من الضغط كدول عربية وإعلام عربى لإجبار اسرائيل على رفع الحصار عن القطاع وعودة الوضع للسابق لتمكين الشعب الفلسطينى فى غزة من الحياة وتفويت الفرصة على مليونيرات الانفاق لاستغلال هذا الوضع خاصة أن لدينا معلومات أنهم أهم اسباب عرقلة تنفيذ اتفاقات المصالحة لابقاء الوضع على ما هو عليه لتتضاعف ثرواتهم على حساب الشعب الفلسطيني، كما أن هناك مخططاً اسرائيلياً لمنح الفلسطينيين دولة تكون فى غزة وجزء ملاصق له من سيناء، لتهويد اسرائيل القدس، خاصة أن عقيدة اليهود ترتبط بالقدس والهيكل المزعوم وليس غزة، ومصر مستيقظة لذلك المخطط والفلسطينيون لن يتنازلوا عن شبر من أرضهم.


■ إذن تكرار انحياز النظام السابق لفتح  بانحياز مناقض للنظام الحالى لحماس يضر أمن مصر القومى ووحدة الأرض الفلسطينية؟

طبعا لابد لأى وسيط أن يقف على مسافة واحدة ويعمل لصالح وحدة الشعب الفلسطيني، والضغط لاعادة فتح المعابر وفقاً لاتفاق أسلو  الذى ينص على فتح ممر آمن بين غزة والضفة الغربية، ومن الخطر ترسيخ مصطلحات غزة ورام الله لان فلسطين دولة واحدة وبها محافظات فلسطينية بعضها شمالية وجنوبية لكنها كلها وحدة واحدة هى الارض الفلسطينية، وهذا ما أكده الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى فى لقاء الصحفيين العرب به منذ أيام حيث أكد أن مصر تقف على مسافة واحدة من الفرقاء الفلسطينيين، وتعمل على وحدة الشعب الفلسطينى  ونشكره  على ذلك. كما أكد أن مصر لا تتدخل فى الشأن الداخلى لاى دولة عربية، وهذا رائع إذا تحقق واقعياً من قبل الإخوان لان حماس كان لديها اعتقاد بوصول الإخوان للحكم انها لديها دعم مصرى مميز  باتجاه واحد  وانها تستمد قوتها من إخوان مصر وليبيا والسودان، ولذلك توقفت المصالحة بعد الثورة اعتقادا من حماس انها لا تحتاج فى ظل دعم الإخوان لمصالحة وهذا التفكير الخطير يدمر القضية الفلسطينية ولذلك على جماعة الاخوان التأكيد لحماس  على أن تدخلها فى الدعم للتوحد وليس التفرقة وان قوة القضية الفلسطينية فى وحدة شعب فلسطين ووحدته فى الرضوخ لقواعد الديمقراطية.

■ هل تغيير ضغوط ايران فى غزة مع ترنح بشار الاسد؟

اى دولة لا تمارس ضغوطاً من اجل مصالحها هى دولة ضعيفة، ومع ذلك انظر  لخطورة  نفوذ ايران فى غزة لان لها مشروع فارسى مناهض لمشروع الوحدة العربية والتكامل العربى وكان هناك تصريحات لقادة إيرانيين تفيد بأن التدخل فى غزة ولبنان يهدف لخلق أوراق تستخدم فى معركتها مع اسرائيل وتستغلها وقت الحاجة،  والهدف مع الحروب ليس الحرب بل تحقيق أهداف سياسية وهذا ما يهمنا.

■ تحدثت عن أهمية اتخاذ العرب لمواقف موحدة داعمة لفلسطين هل من الممكن تحقق ذلك فى ظل تمزق العالم العربى لكتل متصارعة نابعة من مصالح وارتباطات خارجية مثلا معظم دول الخليج تناهض بلدان الربيع العربى خشية تصدير الثورات، ثم صراع مكتوم بين التعاون الخليجى وقطر لمواقفها الداعمة للإخوان فى مصر وتونس؟

السياسة الفلسطينية بعد تجاربها فى مرحلة غزو العراق للكويت وما دفعناه من ثمن باهظ تعلمنا أن قضيتنا مركزية وتحتاج إلى دعم الجميع، ويجب ألا نتدخل فى شأن داخلى لبلد عربى أو نتناقض مع قرار أى شعب فما يتخذه أى شعب عربى نحن مع إرادة هذا الشعوب، مصر قدمت الكثير من التضحيات والدعم للقضية الفلسطينية على مدار تاريخها، والمؤكد أن قوة وازدهار مصر التى نتمناها تصب فى صالح فلسطين ففلسطين تقوى كلما قويت مصر.