السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فاطمة اليوسف» سيدة حرة مستقلة ذات سيادة

«فاطمة اليوسف» سيدة حرة مستقلة ذات سيادة
«فاطمة اليوسف» سيدة حرة مستقلة ذات سيادة




كتبت : سوزى شكرى

رشاد كامل يواصل انفراداته فى الكشف عن تراث «»


 
على مدى مشوارها الصحفى تبنت «فاطمة اليوسف» السيدة العظيمة مبدأ «حرية الرأى» كلفها هذا المبدأ العديد من الخسائر والانكسارات وخاضت معارك شرسة من قبل الأنظمة السياسية والأحزاب واجهتها عقبات فرضت عليها عقوبات ومصادرة الحكومة لأعداد المجلة، إلا أنها لم تتراجع ولم تستسلم بل أكملت مشوار كفاحها وحققت مكاسب فكرية تحررية بإصداراتها الصحفية وجعلت من روزاليوسف مدرسة ومنارة للحرية لطرح القضايا المجتمعية والسياسية بالنقد الموضوعى .
• ومن واقع إيمانه الشديد وإدراكة لأهمية دراسة ورصد وتوثيق حياة ومشوار روزاليوسف السيدة والمجلة ودورها المفصلى والمؤثر فى تاريخ الصحافة المصرية وأحياء قيم ومبادئ المهنية والمصداقية فى العمل الصحفى وانعاش الذاكرة الوطنية يكمل ويواصل الكاتب الصحفى رشاد كامل رئيس تحرير مجلة « صباح الخير» الأسبق مشروعه التوثيقى التأريخى لتراث روزاليوسف من خلال السرد والكشف عن كواليس معارك روزاليوسف وذلك باصداره الجديد بعنوان « روزاليوسف – سيدة حرة ذات سيادة «الذى صدر مؤخرًا ضمن مجموعة« تراث روزاليوسف»، الكتاب يروى مشوارها الصحفى وكفاحها بأقلام 32 كاتب من نجوم الصحافة المصرية من عملوا معها فى إصداراتها ومن عرفوها أيام انتصاراتها وأيام هزائمها، ويضم مقالات وشهادات 40 مقالة موثقة بتاريخ نشرها، ومكان نشرها، بدون اختصار حرف من سياقها، يتخلل مقالات الكتاب رسوم كاريكاتير ورسوم لكبار فنانى روزاليوسف وصور نادرة لأغلفة مجلة روزاليوسف،  الكتاب يقع فى 240 صفحة .
- الجزء الأول من الكتاب مقالات لكل من «إحسان عبد القدوس- أحمد بهاء الدين – أحمد بهجت – أحمد عباس صالح – أحمد كامل مرسى –  سعد الكفراوى وشهرته إعلاميًا «إبراهيم خليل»-  حسن فؤاد – حافظ محمود – حازم فودة – زكى طليمات – سمير عطا الله- صلاح حافظ – عباس محمود العقاد – فتحى غانم – فكرى أباظة – كامل الشناوى – كامل زهيرى – محمد التابعى – مصطفى أمين – مفيد فوزى – محمود أمين العالم – محمد عودة – محمد عبد القدوس – هبة عنايت- يوسف فرنسيس – يوسف حلمى – عبد التواب عبد الحى».
- الجزء الثانى من الكتاب أطلق عليه «كامل» مقالات بنات روزاليوسف وهو مجموعة من المقالات النسائية وهن «مديحة عزت – زينب صادق – نجاح عمر – سعاد رضا – سناء البيسى».
- مفارقات فى عناوين المقالات وإن اختلفت صياغة المقال
 ليس عناوين المقالات مجرد كلمات متسقة متزنة رنانة وليس من قبيل الصدفة اتفقوا الكتاب فى اختياراتهم، لفت انتباهنا تكرار نجوم الصحافة الكبار لعناوين مقالاتهم، فمثلا الكاتب أحمد بهاء الدين ومقالة «روزاليوسف وأنا»، وأحمد كامل مرسى «روزاليوسف وأنا»، وأحمد بهجت «روزاليوسف وأنا»، ويكشف هذا التكرار أن لكل منهما ذكريات ومواقف خاصة مؤثرة ساهمت فى دعمهم ومساندتهم فى عملهم الصحفى مما جعل كل منهم يكتب اسم روزاليوسف ثم يذكر نفسه بصفه «أنا».
- وبعض المقالات التى اعتمدت على سرد العلاقات الاجتماعية داخل روزاليوسف والعلاقات الاسرية، فجاء ابنها احسان عبد القدوس مقالة «أمى هذه السيدة»،  والحفيد الكاتب محمد عبد القدوس «لهذه الأسباب أحبك يا جدتى»،  والمقربون الذين منحوا صحفيي روزاليوسف لقب «أسرة «مثل الكاتب فتحى غانم» إننا أسرة لها تاريخ»، محمد عودة «كلهم أبنائى»، نجاح عمر «عندما بكت فاطمة اليوسف».
- وأيضا كتاب منحوها صفات وألقاب  فى مقالاتهم مثل أحمد كامل مرسى «امرأة قوية شديدة الذكاء»، فكرى أباظة «مجلة شجاعة وصحفية شجاعة»، سمير عطا الله «سيدة المسرح وسيدة المجلات»، كامل الشناوى «السيدة الرجل»،  مفيد فوزى «امرأة بمائة راجل»، يوسف فرنسيس «مقابلة الست». يوسف حلمى «أشجع من الأبطال»، مديحة عزت « أيامى مع سيدة الصحافة العربية»، زينب صادق «الست روزا»،  كامل زهيرى «امرأة حرة مستقلة ذات سيادة» وهى الصفة والعنوان الذى اختاره الكاتب رشاد كامل لإصداره .
-  عناوين أخرى تشير إلى دورها فى الصحافة المصرية وتحملها العقبات مثل مقالة صلاح حافظ  «قف - من السيدة فاطمة اليوسف إلى المجلس الأعلى للصحافة»، محمد التابعى «الصحافة بين اليوم والأمس»،  مصطفى أمين «لولا روزاليوسف لأكلنى السمك الكبير»، محمود أمين العالم «روزاليوسف الاسم والفعل والقيمة المتجددة».
- نصوص المقالات بالكتاب يصعب الاختيار بينهما  أو المفاضله ونكتفى بسرد بعضهم، الكاتب «محمد التابعى» الذى عاصر صدور العدد الأول من روزاليوسف إلا أنه وانفصل عنها 1935 لكن بقى بينهما على حد قوله: الود والتقدير والاحترام لكفاحها وان لو تواجدت رجل أو امرأة أخرى لوقفت المجلة عن الإصدار، إلا أنها تغلبت على  العراقيل واستمرت المجلة فى الصدور، وحين رحلت روزاليوسف كتب «التابعى» فى رثائها: القلم لايطاوعنى لاكتب عن روزاليوسف ميتة، أنه نفس القلم الذى كتب عنها وهى نجمة المسرح وكوكب الصحافة، كيف يستطيع القلم الذى كتب شهادة الميلاد أن يكتب شهادة الوفاة».
- الكاتب الكبير «محمد حسنين هيكل»  فى جزء من حوار صحفى تحدث عنها فقد اشتغل لسنوات فى روزاليوسف فقد وصفها : بأنها الشخصية الخارقة للعادة التى أعطت للمؤسسة اسمها وكانت بالفعل بانية صرحها وصانعة تاريخها ومحركة دورها وملهمة تأثيرها فى حياتنا العامة، وكان لها تأثير كبير فى حياتى ولديها قدرة على دفع الإنسان للعمل».
- الكاتب أحمد بهاء الدين وصفها «إنها سيدة عظيمة بدأت من نقطة الصفر من ممثلة كمبارس الى نجمة المسرح الاولى الى صاحبة مجلة فى الصحافة، اعتمدت على موهبتها وصفاتها الخاصة وإرادتها، والوحيدة التى صنعت نفسها بعنادها الأسطورى وموهبة نادرة فى بث الثقة فى الناس وتشجيع الكفاءات، فهى فوق المنافسة وفضلها وأثرها علىَّ كصحفى لا يماثله أى تأثير». وكتب مقالته « نصف الساعة الأخيرة « فى «روزاليوسف» 14 ابريل 1957، سرد «بهاء الدين» اللحظات الاخيرة قبل وفاتها حيث كان لديها شعور أن النهاية اقتربت بلا سبب تتحدث وكانها تتحدث عن سفر عادى وابتسامة غريبة تعبر عن الرضى النفسى، فجاءها السكتة القلبية وهى جالسة فى احد دور السينما ولكنها لم تستقط بل تحملت ووصلت الى بيتها، ودائما كانت تقول «لا أريد شيئًا إلا أن التقى بالموت وانا فى بيتى»، وعند وصولها للبيتها نامت فى فراشها وتركت اراداتها وجاءتها النهاية، لولا روزاليوسف لما جاءت انا وعشرات مثلى جيلا بعد جيل الذين وجدوا الدارالتى تضمهم، والتى لاتقاس برقم التوزيع  وعدد الذين يعملون فية بل يقاس بمئات بل ملاين الذين اتاحتهم لهم أن يقرأوا، إن إرداتها الخلاقة هى ربحها وربحنا».
- الكاتب إحسان عبد القدوس فى تاريخ 13 أغسطس عام1947 فى مجلة روزاليوسف كتب مقالة بعنوان «1000 عدد» لم يكن من المالوف  أن تصدر مجلة باسم سيدة وتنتقد الزعماء فسلطوا عليها الحديد والنار وحاربوها فى العلن وفى الخفاء إلا أنها قضيت عليهم واستمرت مجاهدة ومكافحة، سر حياة روزاليوسف السيدة المجلة إنها لا تعمل لتعيش يومها بل تعمل لتعيش فى التاريخ وسيذكر التاريخ روزاليوسف كلما تحدث عن جهاد مصر، وسيذكرها التاريخ كلما تحدث عن الثورات فما من ثورة قامت إلا وكان رئيس التحرير هذه المجلة فى السجن، وسر بقاءها هو وجود شباب  كلهم يشاركون فى سياسية المجلة،  ليس لروزاليوسف رئيس ولكن لها «أم» علمت أولادها التضحية فى سبيل مبدا الحرية، هذه الأم هى « أمى»  وأمهم وأم كل من له رأى ومبدأ».
- سبب اختيار العنوان
يقول الكاتب رشاد كامل : لم أجد أفضل من هذه العبارة التى كتبها الأستاذ الكانب «كامل زهيرى» فى مقالته حيث وصف روزاليوسف بأنها سيدة حرة مستقلة ذات سيادة وهو عنوان يعبر عنها بكل دقة».
- وعن كيفية حصوله على المقالات أشار إلى أن مقال إحسان عبد القدوس بعنوان «أمى هذه السيدة» كانت هى البداية، ويليها عدة مقالات منهم أحمد كامل مرسى -عباس محمود العقاد - كامل الشناوى وأكثر من مقال للكاتب فكرى أباظة، إلى أن شاءت الصدفة وعثر فى مكتبته على عدد ممتاز من مجلة «نصف الدنيا» ملف كامل عن روزاليوسف من إعداد الكاتبة «سناء البيسى» مكون من 16 صفحة بعنوان «روزاليوسف لماذا» وهو عنوان مقاله «البيسى»، وضم هذا الملف مقالات لكل من «إحسان عبد القدوس – محمد عبد القدوس – فتحى غانم – أحمد بهجت – محمود امين العالم – هبه عنايت – محمد عودة – يوسف فرنسيس – مفيد فوزى – زينب صادق – مديحة عزت - نرمين القويسنى»، توصل « كامل» للمقالات وجمعها لتكون هذا الكتاب والانفراد كتاب شاملا عن السيدة روزاليوسف باقلام الذين عرفوها وعملوا وخاضوا معها المعارك منذ إصدارها عام 1925 حتى رحليها 10 ابريل عام 1958.
- عن اهمية توثيق المقالات فى كتاب منفصل
يوضح « كامل» ان عام 2018 يكون قد مر ستون سنة على رحيلها ومائة وثلاثين عامًا على ميلادها، فقد ولدت سنة 1888 ورحلت فى أبريل  سنة 1958، ان توثيقها جاء ليكمل ما سقط سهوا من ذكرياتها او كتبته باختصار ودون تفصيل او اسهاب او تعمدت عدم كتابته لأسباب متنوعة، ولكن رحلت السيدة «روزاليوسف» ورحل احسان وخسرت المكتبة ذكريات وحكايات مهمة كان ينبغى ان تكتب ولم تكتب» . وعلى حد وصف احسان عبد القدوس أن ذكريات والدته ناقصة الى حد كبير،  وقتها ردت علية السيدة روزاليوسف: «انى لم اكتب فى هذه الذكريات كل شىء، وبأن ما تركته منها كثير، وانك تعلم أن من الاشياء ما يصعب على المرء ان يقوله او يوضحه، ولعل الظروف فى المستقبل تتيح لى ان اعود الى هذا الحديث، أو لعلى اترك هذه البقية ليكتبها لكم  ابنى «إحسان» .
وجدير بالذكر كان قد صدر للكاتب رشاد كامل عدة اصدارات حول تراث روزاليوسف حوالى اكثر من 13 إصدار منها على سبيل المثال وليس الحصر « مقالاتى الصحفية – جريدة قالت لا – «روزاليوسف» والمصرى افندى « وصف مصر بالكاريكاتير» - مقالات لها تاريخ- «أحمد بهاء الدين» -  الصرخة «خمسة مجلدات»– مقالاتى الصحفية – مقالاتى السياسية، وغيرها.