الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«القاهرة» و«طشقند».. ربع قرن من العلاقات التاريخية

«القاهرة» و«طشقند».. ربع قرن من العلاقات التاريخية
«القاهرة» و«طشقند».. ربع قرن من العلاقات التاريخية




كتب - أحمد قنديل

 

تحتفل مصر وأوزبكستان التى يزورها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إطار جولته الآسيوية الحالية، بمرور أكثر من ربع قرن على افتتاح أول سفارة مصرية فى طشقند عام 1993، بعد استقلالها عقب تفكك الاتحاد السوفيتى، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلالها عام  1991، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من خلال التوقيع على البيان المشترك فى هذا الشأن عام  1992، بينما افتتحت أوزبكستان سفارتها بالقاهرة عام 1995 .

وفى تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى هذه الجمهورية، أكد أن أوزبكستان نالت شهرة كبيرة لدى العرب منذ القدم باسم بلاد «ما وراء النهر»، كما يرتبط شعبها بشــعوب الدول العربية وفى مقدمتها مصر بالعديد من الأواصر التاريخية والثقافية والدينية، ومازالت «القاهرة» تحتفظ ببعض مآثر علماء وأعلام من أوزبكستان، وهناك العديد من الشواهد والآثار التى توضح عمق العلاقات التاريخية بين البلدين مثل «مقياس النيل» فى القاهرة الذى أنشأه «أحمد الفرغاني»، كذلك جامع «ابن طولون» هو من أكبر جوامع مصر من حيث المساحة، و»حديقة الأوزبكية» التى أنشأها «سيف الدين أوزبك اليوسفي».
وأضاف التقرير:» هذه الدولة حديثة الاستقلال تملك تجربة متميزة فى الإصلاح الاقتصادى والتنمية وضع أسسها أول رئيس لها إسلام كريموف، وتابع السير عليها الرئيس الحالى شوكت ميرضيائيف.

العلاقات المصرية -الأوزبكية

طبقاً لتقرير هيئة الاستعلامات، فإن نقطة الانطلاق الحقيقية للعلاقات بين البلدين كانت زيارة الرئيس إسلام كريموف إلى القاهرة فى ديسمبر عام1992 على رأس وفد حكومى كبير، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية «أسس العلاقات والتعاون بين مصر وأوزبكستان»، واتفاقية التعاون الاقتصادى والعلمى والفني، واتفاقية النقل الجوي، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات.
كما قام «كريموف» بزيارة مصر للمرة الثانية فى إبريل 2007 وتناولت المباحثات الثنائية القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد البلدان دعمهما للجهود الرامية لتجنب صدام الحضارات والثقافات، وأعربا عن أهمية إحلال مبادئ الاحترام المتبادل للأديان والخصوصيات الثقافية لكل الأطراف.
وفى سبتمبر عام 1993 تم التوقيع على بروتوكول التعاون فى مجال الشئون الإسلامية والأوقاف، وفى مايو عام  1995 تم التوقيع على اتفاقية التعاون فى مجال التعليم بين وزارتى التعليم فى كل من البلدين واتفاقية بين وزارة تعليم أوزبكستان وجامعة الأزهر، واتفاق بشأن التعاون العلمى بين جامعتى طشقند والقاهرة، وفى أكتوبر عام 1995 وقع الطرفان على اتفاقية بشأن التعاون السياحى وفى يونيو عام 1996 على اتفاق بشأن التعاون فى مجال الزراعة.
كما تم إنشاء اللجنة الأوزبكية-المصرية المشتركة برئاسة وزيرى الاقتصاد فى كل من البلدين التى عقدت أول دورة لها فى طشقند فى يونيو عام 1996، و قد أقيم خلال انعقادها معرض للمنتجات المصرية شاركت فيه 62 شركة مصرية، وتنعقد اللجنة مرة كل سنتين فى طشقند والقاهرة بالتناوب.
ووفقا لهذه الاتفاقيات، قدم الصندوق المصرى للتعاون مع دول الكومنولث التابع لوزارة الخارجية المصرية العديد من المنح التدريبية المتخصصة لأوزبكستان فى مجالات نقل الخبرة والتدريب فى المراكز والمعاهد العلمية المصرية، وشملت أكاديمية الشرطة والمعهد المصرفي، ومعهد الدراسات الدبلوماسية، والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، ومركز المعلومات، واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري، والهيئة العامة لتنشيط السياحة، والمعهد القومى للنقل، والمركز الدولى للزراعة، ومعهد الدراسات الاستراتيجية، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمركز الدولى للتدريب والاستشارات، وهيئة كهرباء مصر ومعهد التبّين للدراسات المعدنية، وفى عام 2014 تمت إعــادة تأسـيس جمعية الصداقة المصرية الأوزبكية، كما تم تشكيل جمعية مماثلة فى الإسكندرية.

أبرز المعاهدات بين البلدين

فى عام 1992  تم توقيع على بيان مشترك لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين،  واتفاقية تعاون اقتصادى وعلمى وفني، واتفاقية النقل الجوي،  واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات، واتفاقية التبادل التجاري، وتوقيع وزارة الصناعات الغذائية الأوزبكستانية وشركة السكر والصناعات التكميلية المصرية على اتفاقية تعاون، علاوة على توقيع 4 اتفاقيات للتعاون بين «معهد طشقند» للدراسات الشرقية وجامعات «القاهرة» و»الزقازيق» و»أسيوط» و»مركز الدراسات الشرقية» بجامعة القاهرة، وتوقيع برنامج تنفيذى لاتفاقية التعاون العلمى والثقافى الموقعة بين «معهد طشقند» وجامعة الأزهر، وتوقيع اتفاقية تبادل افتتاح المراكز الثقافية والتعليمية.
وفى عام 1993 تم توقيع مذكرة تعاون فى مجال الشئون الإسلامية والأوقاف، وفي1995  وقعت اتفاقية للتعاون السياحي، واتفاقية للتعاون فى مجال التعليم بين وزارتى التعليم فى البلدين، وتعاون الأزهر مع وزارة التعليم الأوزبكستانية.
 وفى 1996  تم الاتفاق على التعاون فى المجال الزراعي، وفى 2007  افتتح خط جوى مباشر من شركة الخطوط الجوية الأوزبكستانية إلى القاهرة.

علاقات ثقافية

منذ عام 1993 يعمل فى طشقند «مركز التعليم والعلوم المصري» الذى ينظم دورات دائمة لتعليم اللغة العربية، ويقوم بنشاطات ثقافية متنوعة، حيث تقدم مصر  نحو  20 منحة دراسية للطلاب الأوزبكستانيين لدراسة اللغة العربية بالجامعات المصرية، و20 منحة دراسية للحصول على درجتى الليسانس والبكالوريوس.
ويوجد مركز ثقافى مصرى بطشقند يدرس به 2000 طالب اللغة العربية عن طريق مجموعة من الخبراء المصريين، علاوة على مشاركة مصر فى العديد من الأنشطة والأسابيع الثقافية والفعاليات الثقافية مثل «مهرجان ألحان الشرق»، ومن جانبها تشارك أوزبكستان بصورة منتظمة فى معظم الفاعليات الثقافية المصرية(مهرجان المسرح التجريبى- مسابقة مصر فى عيون أطفال العالم- مسابقة القرآن الكريم- مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية)، كما حصل التليفزيون الأوزبكستانى على المسلسلات التليفزيونية المصرية التى بثتها القنوات الأوزبكستانية بعد دبلجتها للغات الأوزبكية والروسية، وسبق أن قام المكتب الإعلامى المصرى فى طشقند نيابة عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى بإهداء تليفزيون أوزبكستان محطة استقبال أرضية مكنته من التقاط القناة التليفزيونية الفضائية المصرية.
فى فبراير 2018 استضاف متحف الفن الإسلامى فى القاهرة معرضاً لصور فوتوغرافية من أوزبكستان وذلك فى إطار الاحتفال بالذكرى السنوية 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، افتتح المعرض رئيس قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة والسفير الأوزبكستانى فى القاهرة أويبك عثمانوف تحت عنوان «تاريخ أوزبكستان وما وراء النهر عبر مدن طريق الحرير العظيم».
فى أغسطس 2018 صرح مدير «مركز الحضارة الإسلامية» فى أوزبكستان بأنه سلم خلال زيارته للقاهرة دعوة من الرئيس الأوزبكى شوكت ميرضيائيف إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ليزور أوزبكستان فى منتصف أكتوبر المقبل.

محطات فى التجربة الأوزبكية

مضت 27  عاماً على استقلال جمهورية أوزبكستان فى 31 أغسطس عام 1991، ودخلت البلاد مرحلة جديدة فى تاريخها، ففى عام 1992 تم إقرار الدستور الجديد للبلاد، كخطوة مهمة على طريق الإصـلاح وبناء الدولة الجديدة ذات النظام الديمقراطى الذى يضمن كل الحقوق، حيث منح الاستقلال العالم  فرصة اكتشاف أوزبكستان التى تعد اليوم عضواً كامل الحقوق فى منظمة الأمم المتحدة و غيرها من الهيئات الدولية الأخرى، وفى الوقت الراهن أقامت أوزبكستان علاقات دبلوماسية مع 130 دولة فى العالم وتعمل فى عاصمتها أكثر من50 سفارة للدول الأجنبية وكذلك عدد كبير من ممثليات الهيئات الدولية.
وفى عام 1992 أعلن الرئيس الأول إسلام كريموف 5 أسس للاستراتيجية طويلة الأمد لتطور أوزبكستان فى كل المجالات، وحققت البلاد نجاحات هائلة فى تطورها الاقتصادى، حيث أخذت قاعدة النموذج الوطنى للإصلاح والتنمية فى الاعتبار الجوانب الاجتماعية - الاقتصادية لأوزبكستان وتاريخ الدولة والقيم القومية والخبرات الدولية، حيث ترتكز إلى خمسة مبادئ جوهرية للانتقال إلى اقتصاد السوق الحرة ذات التوجه الاجتماعي. وبفضل تحقيق أوزبكستان لنموذجها الخاص فى التحديث والنهضة للمجتمع، والذى حصل على اسم «النموذج الأوزبكى» للتنمية، وبالتحقيق المتواصل للإصلاحات الواسعة فى كل المجالات والقطاعات عبر سنوات الاستقلال، فقد تم التغيير الجذرى لهيكل الاقتصاد، .