الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق فى حوار لـ «روزاليوسف»: الدعاة الشباب لا يُفتون.. وأغلب القنوات الإعلامية تجرى وراء الربح

د. نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق فى حوار لـ «روزاليوسف»: الدعاة الشباب لا يُفتون.. وأغلب القنوات الإعلامية تجرى وراء الربح
د. نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق فى حوار لـ «روزاليوسف»: الدعاة الشباب لا يُفتون.. وأغلب القنوات الإعلامية تجرى وراء الربح




حوار – عمر حسن

 

فى ظل التوترات التى يشهدها العالم بفعل الجماعات الإرهابية ودعاة التطرف، يزداد المشهد ضبابية ويختلط الحابل بالنابل، ويفقد أصحاب الحق وأهل العلم المتخصصين قدرتهم على توصيل المفهوم السمح للإسلام، مما زاد المشهد تعقيدًا، وأصاب الخطاب الدينى بحالة من الشلل، خاصة فى دول العالم الغربي، حيث البيئة الخصبة لتزايد حدة الإسلاموفوبيا، بجانب تصدر أهل الباطل وأنصاف العلماء للفتوى فى كثير من دول العالم الإسلامي.
وحول ذلك الأمر، التقينا فضيلة الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، للحديث فى شأن الفتوى، وصورة الإسلام لدى العالم الغربي، التى تتآكل يوما بعد يوم بفعل المتطرفين، وإلى نص الحوار..

■ هل تصاعدت حدة الإسلاموفوبيا فى العالم الغربى بسبب الفتاوى الشاذة؟
- نعم.. هذه حقيقية حتمية، والواقع يؤكد ذلك، فمن ينتسبون للإسلام هم أنفسهم الذين يكفرون المجتمعات الإسلامية، ومن ثم ينشئون دولا يلصقون هويتها بالإسلام، والدين منها براء، كما أنهم يقاتلون المجتمعات الإسلامية، وهذا ما أدى إلى القتال الدائر الآن فى العالمين العربى والإسلامي، وذلك بعد أن خُربت الديار والبلاد بمساندة أعداء الإسلام عن طريق تقديم الذخيرة والسلاح وكل الإمكانيات التى تعينهم على هدم البلاد الإسلامية، وخدمة مصالح الدول المفسدة.
■ إلى متى ستظل صورة الإسلام لدى العالم الغربى على أنه دين إرهاب؟
- تصحيح صورة الإسلام لدى العالم الغربى مرهون بتصحيح مفهوم الدين لدى العامة من غير المتخصصين فى الأحكام الشرعية، فالإسلام والسلام ما هما إلا وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة والبعد عن الأمية الثقافية والدينية التى عمت العالم الإسلامى شرقا وغربا.
■ ولكن كيف يمكن القضاء على الأمية الثقافية والدينية؟
- بداية تغيير أى مجتمع يأتى من الأسفل، أى من الجذور وأقصد هنا النشء، إذ لا بد من الاهتمام بمراحل التربية فى الصغر، وربط الثقافة التعليمية الحياتية بالثقافة الدينية، لأن الدين والدنيا متلازمان، ووجهان لعملة واحدة أيضا لا يمكن الفصل بينهما كما يدعى البعض.
■ كيف ترى إدارة الإعلام للخطاب الدعوى خاصة فيما يتعلق بمجال الفتاوى؟
- للأسف تجرى معظم القنوات الإعلامية وراء الربح المادى على حساب العقيدة والمصلحة العامة، بل وعلى حساب الدولة إن لزم الأمر، فلا تهتم الغالبية العظمى من وسائل الإعلام بنشر المعلومات الدينية الصحيحية، وإنما تحرص على تمرير الموضوعات والقضايا التافهة التى تجتذب الإعلانات، وتثرى الناحية التجارية، فالبعض يستضيفون غير المتخصصين الذين يهاجمون الإسلام ويطعنون فى ثوابته، ويحرضون ضد الأزهر الشريف ويشوهون صورته لدى المسلمين داخل مصر وخارجها، ولأن الإسلام بطبيعة الحال هو الدين السائد فى مصر والدول العربية يحق للجميع الحديث عنه كيفما شاءوا متذرعين فى ذلك بالحرية المزعومة.
■ بعض الدعاة الشباب يتصدرون للخطاب الدينى فى القنوات التليفزيونية ويؤثرون على الشباب.. ما رأيك فى هذه الظاهرة؟
- هذا خطأ كبير، فهؤلاء الدعاة لا يحق لهم الفتوى، لأن هناك فرقًا بين الفتوى كبيان حكم شرعي، وبين الدعوة للإسلام وأخلاقه، والأمر الثانى كلنا مطالبون به، ولا مانع أن يتحدث فيه هؤلاء الدعاة، لكن إصدار الفتوى والتعرض للقضايا الجدلية وحسمها ليس من اختصاصهم، بل هو قاصر على أهل الفتوى من خريجى الأزهر، والمجامع الفقهية المتخصصة.