الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السلفيون المتلونون

السلفيون المتلونون
السلفيون المتلونون




«الغاية تبرر الوسيلة» شعار السلفيين فى مصر للبقاء ومن خلال التلون من حين لآخر كالحرباء فهم يتغيرون، ويتلونون من حين لآخر لركوب الموجة، ويسيرون على نهج «أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب».. فهم يخرجون على المجتمع من حين لآخر بفتاوى غريبة ومتشددة لأبعد الحدود ولا تتناسب والوسطية التى هى طبيعة المجتمع المصرى، بينما تجدهم بأنفسهم يخرجون عن هذا التشدد إن اقتضت مصلحتهم ذلك فهم يحرمون الخروج على ولى الأمر.. ولكن يتظاهرون إن اقتضى الأمر.. يفرضون مناهج التشدد فى الاختلاط الجنسى.. يحرمون التحدث إلى المرأة ثم يقولون إن الضرورات تبيح المحظورات.

 

1 ـ بدعة «النقاب» من المتشدد إلى الملزق.. والمجسم.. والملون

 

كتبت ـ ناهد سعد

أثارت الموضة الجديدة للنقاب الملون والمزخرف الخلافات بين شيوخ التيار السلفى فمنهم من يراه ليس بنقاب بل أسماه بالنقاب «المزيف» ومنهم من أيده وقال إنه مواكب للشرع ولا ضرر من تغيير لون النقاب التقليدى الأسود إلى ألوان أخرى أكثر بهجة.
الأمر الذى رفضه بعض مشايخ السلفية وهاجموه ومنهم السلفى سامح عبدالحميد الذى قال إن النقاب الملون والذى يظهر العيون وحواجب المرأة بشكل واضح نقاب مزيف ابتدعه قوم يريدون تحريفه وتغيير معالمه وشيء فشىء نرى مسخاً لا يمت للنقاب بصلة ويصبح هذا النقاب المسخ هو النقاب المتعارف عليه ثم يتم تخفيف قطعة القماش على الوجه لتكشف عن ملامح الوجه تحت دعوى التجديد فى النقاب، فمن لم يستطيعوا القضاء على النقاب من خلال التشكيك فى فرضيته هم من يتلاعبون فيه الآن وفى أصوله.
كذلك سبق أن رفض ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية فكرة النقاب الملون حيث علق ساخراً منذ فترة على تلك الظاهرة قائلاً بدأنا نرى النقاب الملون والنقاب الملزق وغدا نرى النقاب بالبنطلون المقطوع المهم عندهم ان اخفاء الفم والمنخار وبس!  بينما رفض الداعية السلفى أسامة القوصى فكرة النقاب من الأساس وقال إنها ليست من صحيح الإسلام ولكنها عادة مبتدعة ابتدعها المتشددون والمتطرفون الذين قاموا بتحريف الإسلام موضحاً أنها عادة مكتسبة، وأضاف أن إضفاء ألوان جديدة وأشكال مبتكرة للنقاب وهى حيلة سلفية ابتدعها السلفيون لمواجهة الهجمة ضد النقاب وعدم فرضيته وكذلك التجديد فى النقاب وسيلة للتقرب إلى الشابات وإقناعهم بارتدائه وتحبيبهم بالألوان المبهجة والإضافات الجديدة عليه التى تجعله فى البداية موضة.
ومن جانبه حذر الداعية السلفى، محمد الغليظ، من تغييرات خطيرة فى المجتمع السلفى، كشفها ما طرأ من تحولات على عقلية الفتيات المنتقبات، حيث قال فى مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى بكثافة: إن «المظاهرات بوظت المنتقبات». وأشار الداعية السلفى إلى أنه متخوف من تجاوز المجتمع السلفى -خاصة فتياته- للأفكار التقليدية المتشددة، حيث يقول: «مش عارف ليه المنقبات مابقوش زى زمان، نفسى أعمل كتاب أو أفتح قناة أو أعمل درس بعنوان (تبرجت ونسيت أنى منتقبة)». وأضاف: «النقاب بقى شكله عجيب شوية، بقى ملون شويتين، وضيق بعض الشىء، ومجسم على الجسم إلى حدٍّ ما، والعين مكشوفة والحواجب معمولة، والجوارب أصبحت منسية مش موجودة، وعمالين ننزل على فيس بوك قلوب ودبابيس وأطواق على الرأس وشنط ظهر مقسمة الجسم، وواقفة مع الأولاد فى الشارع، واحنا شلّة ومؤدبين وبحدود واحترام وبأدب». وتابع: «الكلام ده جديد شويتين.

 

2 ـ «الدجل والشعوذة» البديل للاستمرار على الفضائيات

 

كتب: محمود محرم

بعد حرمانهم من الفتاوى عبر الفضائيات.. اتجه سلفيون إلى حيلة الدجل عبر الفضائيات للاستمرار فى جذب ضحاياهم، وهى ظاهرة جديدة طفت على السطح أملًا فى لفت الانتباه على يد أحمد عبده عوض رئيس مجلس إدارة قناة الفتح والذى تثار حوله العديد من التساؤلات حول مدى توافق عمليات ما يسميها الرقية التى يقوم بها على شاشة قناة الفتح فى ساعات متأخرة من الليل بشكل دورى بالإضافة إلى استحداث أدعية غريبة على ديننا افتراء على رسول الله «ص»
ويركز عوض رئيس مجلس إدارة قناة الفتح على جذب البسطاء إليه والمشوشين حتى يستغلهم أفضل استغلال وهو ما يؤدى إلى احتشاد مئات المواطنين بشكل أسبوعى وتحديداً يوم الأحد من كل أسبوع أمام بوابة 3 بمدينة الإنتاج الإعلامى للحصول على عمليات الرقية التى يقوم بها وتستمر لمدة ساعة يقوم خلالها بقراءة القرآن على بعض منهم باعتبارها أفضل علاج لكل الأمراض.. ودفعت هذه الظاهرة عددا من الشيوخ إلى شن هجوم حاد عليه بقنوات الشعوذة فى مصر والمتخصصة فى فك الأعمال ومواجهة الجن والعفاريب. وأطلق وليد إسماعيل مؤسس ائتلاف آل البيت حملة باسم «معا لإغلاق قنوات الشعوذة» بهجوم شرس على قناة الفتح المملوكة للداعية السلفى أحمد عبده عوض. وأضاف: سنبدأ حملة بإذن الله لإغلاق قناة الفتح للشعوذة لصاحبها أحمد عبده عوض وذلك لما تقدمه من صورة مسيئة للدين الإسلامى. ورفض محمد الأباصيرى الداعية السلفى ما يفعله أحمد عوض على قناة الفتح مؤكدا أنه خبل فى خبل وخرافات وخزعبلات ينبغى أن يدخل هو وأمثاله تحت مقصلة تجديد الخطاب الدينى. وأضاف: هذا الشخص وأمثاله ممن يغيبون وعى الشعوب ويذهبون بعقولهم ينبغى أن يحجر عليهم وأن يمنعوا من ممارسة تلك الشعوذة الإعلامية. وقال أحمد البهى إمام مسجد السيدة زينب :إن ما يقوم به المدعو أحمد عبده عوض شىء مرفوض وينبغى على الجهات المسئولة وقف المهزلة.

 

3  ـ هوس السلفية.. بـ«الضرورات تبيح المحظورات» للالتفاف على فتاويهم  

 

كتب – محمد السيد

عمل المرأة حرام.. الاختلاط فى العمل والمدارس والجامعات من المنكرات.. والحديث فى التليفون بين الرجل والمرأة فتنة، هذه أبرز فتاوى السلفيين التى ولولوا بها خلال سنوات طويلة، إلا أنهم  يأمرون الناس بمالا يفعلون...
فالسلفيون سمحوا لزوجاتهم بالعمل فى الوظائف المختلفة بارتداء النقاب، ويتحدثون ليل نهار عبر المنابر الإعلامية مع الإعلاميات وهى الأمور التى حرموها من قبل، وسمحوا لنسائهم بالمشاركة السياسية  والانضمام للحزب مبررين أن هذه ضرورات وتبيحها المحظورات, بينما يدرس إعلامهم بالجامعات الأجنبية المختلطة بحجة طلب العلم.
وقال أبوالفضل الإسناوي، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إن الجماعة السلفية دائما تبحث عن الظهور، وتحويل فتوى الاختلاط من التحريم للإباحة، وهو ما يؤكد أن التيار السلفى فى فتواه مضطرب، ويحاول طوال الوقت أن يوظف هذه الرسائل من أجل إثبات الوجود اجتماعيا او سياسيا.
وأضاف الإسناوى لروزاليوسف أن جميع أهداف السلفيين وعلى رأسهم ياسر برهامي، استغلال اعلامى لا أكثر، لأنهم يعلمون أن فتواهم لا يقبلها الشارع المصرى ولا الأزهر الشريف لأنه المنوط بالفتوى فقط دون غيره، مشيرًا إلى أن حزب النور اختفى سياسيا، فبرغم من أن لديهم 11 نائبًا برلمانيًا إلا أنهم ليس لهم أى وجود.
بينما أوضح سامح عيد، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن الجماعة السلفية دائما تحرم الاختلاط وعمل المرأة فى مكان مُختلط بشكل عام، إلا أنهم يرحبون بفكرة عمل المرأة بالطب والتدريس، وهما بهما اختلاط، فكون أن السلفيين وحزب النور يبيحونه بعدما حرموها فهذا من باب المصالح المرسلة، أو الضرورات تبيح المحظورات، مشيرًا إلى أنه لا بد من التواصل الهاتفى فى جميع الوظائف، مواصلًا أن تبديل الفتوى من الحرام للحلال للتخفيف على المواطنين من باب ما يسمى المصالح المرسلة، فبرغم أنهم يعتبرونه محظورًا إلا أن الضرورات دفعت إليه.