الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الفلسفة الإنسانوية».. تناهض الحروب والطائفية والمذهبية

«الفلسفة الإنسانوية».. تناهض الحروب والطائفية والمذهبية
«الفلسفة الإنسانوية».. تناهض الحروب والطائفية والمذهبية




كتب – خالد بيومى

صدر حديثا عن الدار العربية للعلوم ناشرون فى بيروت كتاب» الفلسفة الإنسانوية .. العلمنالوجيا والعقلنالوجيا» للمفكر اللبنانى المقيم فى أمريكا حسن عجمى.. يدلف بنا الكاتب إلى عوالم فلسفية تؤكد محورية الإنسان فى الوجود وتدافع عن حقوقه وعلومه مستشهدا فى هذا الصد بأطروحات أينشتاين وعالم البيولوجيا إدوارد ويلسون، فالفلسفة الإنسانية نجحت فى التوحيد بين مقبولية العلم ومقبولية الحقوق الإنسانية. فخارج الإنسان لا يوجد هدف ولا إرادة ولا أخلاقيات.. ويرى أينشتاين أن العلم بلا دين أعرج والدين بلا علم أعمى، كما يدعو أينشتاين إلى أنسنة العلوم ونشرها بين الناس، كما يرفض أينشتاين العنف ويدعو إلى إحلال ثقافة السلام، فالسلام هو التعبير الأرقى عن القيم الإنسانية التى دافع عنها أينشتاين وناهض العنصرية.
ويفسر ويلسون معنى أن نكون بشراً أى أن نكون مالكين لعقول قادرة على تخيل سيناريوهات ممكنة وثقافات معقدة  والإيمان بوجود وقائع خارج حدود وجودنا الإنسانى.
كما يدافع عن مركزية الإنسان فى الوجود.
ويرى عجمى أن فلسفة الثنائيات تعارض الإنسانية بقوة حيث تحولت المعرفة إلى أداة قمع واضطهاد، ففلسفة الثنائيات تميز بين الغرب والشرق،وبين المتحضر وغير المتحضر، وبين الأنا والآخر، إلخ فهى بذلك تنشر الانشقاقات بين الشعوب وتولد الصراعات بين الأفراد..وبذلك تؤسس فلسفة الثنائيات للطائفية والمذهبية والعنصرية وتحتم انتشار الصراعات والحروب.
وفى مقابل فلسفة الثنائيات تنمو الإنسانوية كاتجاه فكرى بديل، حيث ترسخ مبدأ أن كل البشر تمثل إنسانا واحداً وبذلك يملكون الحقوق والواجبات ذاتها.
كما أن الفلسفة الإنسانوية ترى أن كل المعارف تشكل معرفة واحدة لا تتجزأ.
والعلمانالوجيا هى علم العلمنة ومفادها علمنة كل الظواهر من خلال فصلها عن ذواتها، وماهياتها وصفاتها الماضوية بهدف تحقيق ذوات وماهيات جديدة لها فى المستقبل.. أما العقلنالوجيا فتعنى علم العقلنة الذى يهدف إلى عقلنة الظواهر كافة اعتماداً على العلوم مما يؤدى إلى التوحيد بين المذاهب الفكرية المتنافسة.. والعلمانالوجيا.. والعقلنالوجيا أداتان أساسيتان فى تأسيس الإنسانوية وتفعيلها.