الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«هن».. احتفاء بحيز أكبر من الكتابة النسوية

«هن».. احتفاء بحيز أكبر من الكتابة النسوية
«هن».. احتفاء بحيز أكبر من الكتابة النسوية




كتبت- رانيا هلال

 

وسط العديد من دور النشر الجديدة والتى تتميز بسياسات واضحة للنشر ورؤية هادفة لها توجهات ذات سمت نسوى أطلت علينا دار «هن» وعن تلك التوجهات وأهم الإصدارات حدثنا مدير «هن» الكاتب والناشر رجائى موسى قائلا «يقول بورخيس: «أنا الذى تخيلت دوما الجنة على شكل مكتبة». لم يكن هذا الحلم يراودنى مطلقًا، ولكنى أحب رائحة الكتب والحبر، أقف مشدوها بداخل المطابع، أراقب حركة الماكينات العظيمة التى تلتهم الورق وتعيده فى شكل صفحات عليها رسوم، ونقوش، وكلمات، وعندما فكرت فى تأسيس دار نشر تعنى بالكتابة النسوية بشكل خاص، كنت أحلم بمكان أوسع وأرحب من النظريات المعرفية التى يخترعها الذكر/الأب إلى حيز نسوى توفره لنا النساء، حيز هو الصمت أو هو النسيان، كنت ضجرًا من الحكايات العظيمة وأبحث عما يهرب فى الكلام، فى الحضور، فجاءت «هن elles «لكى تمنحنى هذا الهروب من الضجر والخيبة، دار نشر «هن» تحلم بأماكن بعيدة، بنوافذ قرب الجبل، بشجيرات بسيطة على مجرى النهر.

سوف نحتفى بفعل الكتابة بوصفها فرح الزائلين بالعالم

ويضيف: «هن» تحلم بكتابات لا تدعى المعرفة ولكنها تسأل عن المعيش واليومى. أحلم بكتابة مهجنة وغريبة ولدت بفعل نساء ورجال كثيرين. «هن»  ellesمشروع يريد الامتداد عبر لغات أخرى، استضافة لغات أجنبية للكتابة عن هذا الزمن، كتابات لم تتوفر لنا هنا، ولكنها فى مكان ما، سوف نحتفى بفعل الترجمة كفعل استضافة، ونحتفى بالكتابة بوصفها فرح الزائلين بالعالم. منذ أن شرعت فى التأسيس ووجدت حفاوة ودعما من أصدقاء كثيرين، من مصر ومن خارجها، من الوطن بمفهومه الأوسع، حيث تجد العالم كله صالحًا للعيش. فأنا ممتن لكل الأصدقاء والصديقات الذين قدموا من فيض محبتهم وكرمهم لدعم الدار باعتبارها دارهم ومكانهم، هذه الطاقة هى التى تغمر جدران المكان وتمنح ضيوفه راحة وطمأنينة. صار لدى شغف أكثر بالقراءة وافتتان بالورق، نوعه، وزنه، وذهول أمام الغلاف الجديد.

رسالة من «هن» إلى السيدة فاطمة اليوسف

أفكر فى الكتاب كابتكار، كصنعة، أتعلم كهاوٍ، شغف وصبر وافتتان. أبتكر الكتاب كأنى أبتكر الآخر الذى سيجيء. أفكر فى الكتاب بوصفه انفصال؛ الكاتب يقول:»هذا كتابى» والناشر يقول:»هذا كتابى» بينما الكتاب نفسه يجيء كتعويذة ضد الكاتب وضد ناشره.
تراودنى فرضية ما إذا كانت تعاصرنا السيدة الجميلة فاطمة اليوسف مثلا: لو كنتِ هنا الآن، ربما كنت تفرحين بالفكرة، وإن كنا لا نمتلك صلابتك وصبرك وتحملك.
الرائعة روزا..الآن لا نحتاج إلى صلابة بقدر حاجاتنا إلى الهروب على خط الكتابة، فالصلابة تكسرنا.
مثلا: كنت ستقولين أنتم فى حاجة للحرية أكثر من أى وقت مضى.
نحن فى حاجة للحرية ولكنها عصية وبعيدة، وكلما مر الوقت بنا صارت أبعد. أضحك «فى سرى» كلما رددت كلمة الحرية.
مثلا: بغضب ستقولين أنتم دمرتم كل شيء. لقد دفعنا حياتنا لكى نكتب.
أوافقك هذه المرة. لقد دمرنا كل شىء.