الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

علي مسئولية وثائق ويكيليكس .. مبارك أبعد موسي عن وزارة الخارجية بتعيينه أميناً للجامعة العربية






روزاليوسف اليومية : 12 - 08 - 2011


ربما لم تحل في عهده كأمين عام للجامعة العربية عدة مشاكل عربية لكن من خلفوه لم يفعلوا شيئا للعرب ومن عاصره من الرؤساء لم يساعده ولا يوجد شك أن «عمرو محمد موسي» المولود بالقاهرة في 3 أكتوبر 1936 حاليا من أقوي المؤهلين لمنصب رئيس الجمهورية المصرية بامتياز.
أهميته لا جدال عليها وهو أول شخصية مصرية تنشر عنه الوثائق السرية للويكيليكس 16 وثيقة حتي 16 فبراير 2011 وفيها اهتمام شديد به أكثر من أي مسئول آخر، حتي مبارك لم يسجل له هذا العدد من الوثائق.
موسي كتبت عنه الجيروزاليم بوست الإسرائيلية في عدد 8 مايو 2011 موضوعا مطولا يكفينا عنوانه لنعرفه فإسرائيل وصفته ب«الناصري الأخير في الشرق الأوسط» وفي الموضوع كتب الصحفي الإسرائيلي الكبير «باري روبين» يقول: «موسي وزير الخارجية المصري والأمين العام للجامعة العربية الأسبق هو الرئيس القادم لمصر مع أنه وجه من وجوه النظام البائد».
روبين قال عنه: «ليس أنور السادات وأبعد ما يكون عن حسني مبارك لكنه خليفة جمال عبدالناصر بامتياز وقد وضع إسرائيل هدفا له منذ أعوام طويلة».
تقارير الموساد الإسرائيلي أكدت أنه كان إلي مايو الماضي فائزا في الانتخابات المصرية الافتراضية التي أجرتها تل أبيب بنسبة 89%
إسرائيل تصفه ب«معادي السامية» وذكرت الجيروزاليم بوست بأنه كان يوما أسود علي إسرائيل عندما عين وزيرا للخارجية المصرية عام 1991 إلي عام 2001 وهي أعوام أطلقوا عليها أعوام الشلل في العلاقات المصرية الإسرائيلية.
كل الموسوعات السياسية أكدت أن موسي أبعد عن مصر في مايو 2001 بتعيينه في منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وتشهد إسرائيل والإدارة الأمريكية في وثائقها السرية أنه لم يكن يوما يدا لمبارك وأخطر جملة ذكرت بشأنه كانت: «إسرائيل ستبذل أقصي جهدها لمنعه من الوصول للحكم في القاهرة».
وكان علي قائمة اغتيالات فرقة الموساد المعروفة بالوحدة «كيدون» خبرته عميقة وعلاقاته الدولية متشعبة تخرج في كلية الحقوق المصرية عام 1957 والتحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1958 وتوشح رسميا بوشاح النيل من مصر والنيلين من السودان ومن وثائق الويكيليكس ندرك دون عناء أهمية موسي لدي العالم.
16 وثيقة كلها تصنيف سري للغاية من الويكيليكس وثقت بمعرفة السفارة الأمريكية بالقاهرة عن عمرو موسي سنتعرض لها جميعا بالترتيب التاريخي وأولاها الوثيقة الصادرة بتاريخ 15 نوفمبر 2005 برقم 05 القاهرة 8617 بعنوان «سكرتير الجامعة العربية عمرو موسي وتعليقاته علي سوريا» وفيها وصف لقاء تم بين موسي والسفير الأمريكي «فرانسيس جي ريتشاردوني» في 15 نوفمبر 2005 وفي اللقاء حكي موسي ما دار بينه وبين الرئيس السوري «بشار الأسد» ومن سياق التوثيق نجد أنه رفض أن يستغله الأسد لمساندة دمشق في أزمة مقتل «رفيق الحريري» وهي إشارة واضحة مبدئيا علي منهج عمل موسي مع أنه كان يحتاج تأييد سوريا القوي في تلك الفترة للتجديد له في جامعة الدول العربية لكنه لم يفعل.
نذهب للوثيقة الصادرة بتاريخ 6 إبريل 2006 برقم 06 القاهرة 2133 بعنوان «عمرو موسي سكرتير الجامعة العربية علي دارفور وحماس» وفي الوثيقة لقاء كان بين موسي و«دافيد والش» في قاعة كبار الزوار في مطار القاهرة يوم 4 إبريل عن سوريا والعراق ودارفور وحماس، ومن تصريحاته يمكن أن نتفهم حنكة الرجل فقد طلب من حماس وضع إسرائيل في موقف حرج بعدم مهاجمتها لمدة 100 يوم وهو ما كان سيجعلها تفقد حق الدفاع عن نفسها الذي تزعمه وعن سوريا طلب من العالم إمهالها والسماع لدعواها ودفاعها وعن قطاع غزة طالب بحمايته من الغارات الإسرائيلية وعن دارفور طالب بإنقاذها.
الوثيقة 08 القاهرة 2197 الصادرة بتاريخ 15 اكتوبر 2008 بعنوان «موسي والعراق والسودان وإسرائيل وفلسطين» وثقت فيها السفيرة «مارجريت سكوبي» مواقف موسي الحاسمة من إسرائيل ومخططاتها للبناء والاستيطان ورفضه الشديد لذلك ودفاعه عن فلسطين ومطالبته بتحرير العراق من أمريكا ومناداته لمساعدة السودان ضد مشاكله وكلها مواقف موثقة لعمرو موسي.
الوثيقة 08 القاهرة 2256 الصادرة بتاريخ 26 أكتوبر 2008 بعنوان «والش يقابل موسي» وفيها توثق «مارجريت سكوبي» للقاء تم بين عمرو موسي والمفوض الأمريكي «دافيد والش» بالقاهرة في 21 أكتوبر وفيه أعلن عمرو موسي صراحة أنه سيرفض أي مساندة لإسرائيل من تاريخه حتي توقف الاستيطان علي الأراضي الفلسطينية وهو ما نفذه الرجل بالفعل حتي خروجه من الجامعة العربية.
الوثيقة رقم 09 القاهرة 208 الصادرة بتاريخ 4 فبراير 2009 بعنوان «الجامعة العربية والعلاقات الأفريقية» ووثقها الوزير المستشار الاقتصادي والعلاقات السياسية «ويليام أر ستيوارت» عن لقاء دار بينه وبين موسي في 29 يناير 2009 وفي اللقاء دافع موسي بقوة وأمانة عن موقف السودان وحذر أمريكا من التفكير في ضرب السودان أو استهداف رموزه وكان قد أدرك النية الأمريكية للخرطوم كما طالب بإنقاذ الصومال وأحرج الممثل الأمريكي وطلب وساطة دولية كي يفضح بحنكة المخططات الأمريكية ضد السودان.
الوثيقة رقم 09 القاهرة 1051 الصادرة بتاريخ 10 يونيو 2009 بعنوان «خطاب من السكرتير العام للجامعة العربية» وكان الخطاب موجها من موسي ل«هيلاري كلينتون» وزيرة الخارجية الأمريكية حول خطاب الرئيس الأمريكي بارك أوباما بالقاهرة في 4 يونيو 2009 وفيها شكر موسي الإدارة الأمريكية عن توجهها الجيد للعالم الإسلامي وأضح الخطاب مدي تقدير الإدارة الأمريكية لموسي.
الوثيقة رقم 09 القاهرة 1129 الصادرة بتاريخ 18 يونيو 2009 وفيها توثق «مارجريت سكوبي» لقاء جري بينها وبين وزير الخارجية المصري «أحمد أبوالغيط» وفيه يحاول أبو الغيط أن يلقي اللوم علي موسي حيث كان لا يحبه كثيرا ويطلب أبو الغيط من الجميع منح بنيامين نتانياهو فرصة للحوار وهو في ذلك كان يمثل الفكر السائد في عصر مبارك للدفاع عن إسرائيل.
الوثيقة 09 القاهرة 1143 الصادرة بتاريخ 22 يونيو 2009 بعنوان «لقاء مع عمرو موسي» وفيه توثيق لمارجريت سكوبي للقاء تم بينهما في 21 يونيو وفي اللقاء برز بقوة مدي علاقات عمرو موسي الأمريكية القوية وهو يرسم لهم خريطة التعامل الأمثل في المنطقة ويطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعم الجهود العربية لمساندة الشعب الفلسطيني تجاه التعنت الإسرائيلي ويرفض في اللقاء بقوة الاستيطان ويهدد بغلق الباب في وجه إسرائيل لو تمادت في تعنتها وهو ما يوضح موقف موسي منذ البداية تجاه قضية فلسطين.
الوثيقة 09 القاهرة 1177 الصادرة بتاريخ 23 يونيو 2009 بعنوان «مؤتمر الجامعة عن لبنان واليمن» وفي الوثيقة يكتب «وليام أر ستيوارت» المفوض الأمريكي عن رؤية موسي بسبب المشاكل التي ستؤدي لعدم حضور وزراء خارجية سوريا وقطر والسعودية مؤتمر الوزراء ويشرح موسي وجهة نظره بتفصيل بليغ عن الحلول ومنه يفهم المفوض الأمريكي مدي حنكة موسي بالقضايا الإقليمية.
الوثيقة 09 القاهرة 1258 الصادرة بتاريخ 2 يوليو 2009 بعنوان «متابعات سكرتارية الجامعة العربية» وتوثق فيها سكوبي تأكيدات أن عمرو موسي هو الوحيد القادر علي إدارة دفة الأمور في الجامعة العربية لعلاقاته الجيدة مع كافة الدول العربية مما يؤكد معني سيادة الرجل في المجال العربي.
الوثيقة 09 القاهرة 1410 الصادرة بتاريخ 22 يوليو 2009 بعنوان «متابعات سكرتارية الجامعة العربية حول التعاون العربي» ووثقها المسئول عن العلاقات «ايه آي ماثيو إتش» عن السفارة للقاء تم بينه وبين موسي في 20 يوليو وفيه وصف الممثل الأمريكي عمرو موسي ب«مفتاح الشرق الأوسط» وهو زيادة علي تأكيد دراية موسي بالمنطقة ومشاكلها وبراعته في إدارتها.
الوثيقة 09 القاهرة 1616 الصادرة بتاريخ 20 أغسطس 2009 بعنوان «مساعدات الجامعة العربية للسودان والصومال» وفيها وثق الوزير المفوض المستشار الاقتصادي والسياسي «دونالد ايه بلوم» المجهود الذي بذله عمرو موسي في الجامعة العربية من أجل مساعدة الصومال والسودان وكيف أن دولا عربية كبري وقفت أمام تلك المساعدات وهو ما يؤكد سلامة موقف موسي.
الوثيقة 09 القاهرة 1705 الصادرة بتاريخ 2 سبتمبر 2009 بعنوان «جراتون يلتقي موسي بشأن السودان» ووثقها المسئول عن العلاقات «ايه آي ماثيو إتش» وفي هذا اللقاء أيضا نجد ذات الوصف لموسي عن السودان فقد وثق ماثيو عن موسي بقوله: «مفتاح السودان في مصر» ويشيد المفوض الأمريكي بخبرة موسي عن السودان وعلاقاته ويؤكد أنه لا يملك شيئا في الوقت الذي تقف فيه إرادات دول عربية كبري ضد تحقيق الاستقرار في السودان.
الوثيقة 10 القاهرة 67 الصادرة بتاريخ 12 يناير 2010 بعنوان «خطط الجامعة العربية للسودان» وفي الوثيقة وثق الوزير المستشار السياسي والاقتصادي للسفارة مؤتمراً أقيم في السودان في 23 و24 فبراير 2010 ويشيد في تقريره السري بدور موسي في وضع خطط عاجلة لإنقاذ السودان من مشاكله لكنه يؤكد أن موسي لا يمكنه تطبيق عدد من الأفكار بسبب رفض الدول العربية الكبري.
ننتقل للوثيقة التالية لكننا مع كل وثيقة نتأكد من أن الرجل كان يريد فعل الكثير وكأن هناك من أراد له ألا ينجح من داخل الدول العربية الكبري ومن بينها مصر كما ذكرت الوثائق دون خجل.
الوثيقة 10 القاهرة 171 الصادرة بتاريخ 8 فبراير 2010 بعنوان «حلول الجامعة العربية للسودان والصومال» ووثقها الوزير المستشار «دونالد ايه بلوم» وذكر فيها الدور الخفي الذي لعبه عمرو موسي ليهدأ العالم تجاه السودان وأنه انقذ السودان من مشاكل عديدة بخطط فورية وضعها ونفذها وأنه كان الجندي المجهول في السلام مع الجنوب.
الوثيقة 10 القاهرة 237 بعنوان «عودة البرادعي للقاهرة» ومع أنها ليست صادرة عن عمرو موسي لكن السفارة الأمريكية وثقت فيها أن موسي المحنك يعلم جيدا أن الدكتور محمد البرادعي هو منافسه الأوحد ولذلك فقد سعي منذ نزول البرادعي لمطار القاهرة لاحتواء الأخير إلا أنه فشل ويبقي الصراع السياسي بينهما حتي النهاية.