الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخيال العلمى فى رواية «الإسكندرية 2050»

الخيال العلمى فى رواية «الإسكندرية 2050»
الخيال العلمى فى رواية «الإسكندرية 2050»




 كتب - خالد  بيومى


صدر للناقدة الدكتورة ماجدة صلاح - المقيمة فى شيكاغو- كتاب يضم دراسات نقدية لعدد من النقاد العرب بعنوان «الخيال العلمى فى رواية الإسكندرية 2050» لمؤلفها صبحى فحماوي. وضم الكتاب الذى صدر عن  دار جليس الزمان– عمان- دراسات نقدية كتبها كل من الأساتذة النقاد؛ أ.د.عبد الرحيم مراشدة، د.ماهر البطوطي- د.عبدالجبار العلمى، أ.د.محمد صالح الشنطى، صبحى فحماوى،  شوقى بدر- ، د.على المومنى، محمد
وكتبت د.ماجدة صلاح فى مقدمتها أن رواية «الإسكندرية 2050» لصبحى فحماوى حظيت باهتمام عدد كبير من النقّاد، فجاءت تلك القراءات متنوّعة، مما أعطى للرواية دلالات جديدة مع كل قراءة .وهى رواية اجتماعيّة، تاريخيّة، سياسيّة، علميّة، عجائبيّة، متعددة الجوانب والاتجاهات، إذ تناولت سرديات تتضمن الأوضاع السياسيّة منذ وعد بلفور، إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم 1948، ثم حقبة الستينيات والأحداث التى شهدتها المنطقة العربيّة فى فترة حكم عبد الناصر، وغيرها من الأحداث التاريخيّة والسياسيّة، كما صوّر الروائى حياة اللاجئ الفلسطينى ومعاناته فى سبيل الحصول على لقمة العيش والبحث عن حياة كريمة، وتطور السرد  الروائى ليصور أن هذا اللاجيء الفلسطينى استطاع   فى عام 2050 أن يسعف الكرة الأرضية من الدمار البيئى الذى كاد  أن ينهى الحياة فيها، إذ حول الإنسان والحيوان إلى اللون الأخضر، فصار الغزال ينام إلى جوار الأسد، ولم تعد البعوضة تمتص دم الآخرين ذلك لأن جميع  الناس والحيوانات يأكلون من التمثيل الضوئى كالنباتات.. فعمّت السعادة  بين الناس الذين تفرغوا للحب بكل أشكاله، وانتعشت النباتات وعاد النقاء للمياه والجو..وسادت السعادة على الأرض كالجنة.
وهذه الخصائص والمميزات جعلت غالبية النقاد يضعون رواية «الإسكندرية 2050» على قمة قائمة روايات الخيال العلمى، إذ ركّز أ.د.عبدالرحيم مراشدة على ما اشتملت عليه الرواية من أمور غرائبية وعجائبية علمية نابعة من خيال الروائى الخصب المبنى على أسس علمية فى غالبيته.مشيرا إلى قدرة الروائى فحماوى على استثمار واستخدام التكنولوجيا والتطوّر العلمى، وأشاد بقدرته على ربط الخيال بالواقع مما أبقى الرواية فى دائرة الواقعية، بفضل المزج بينهما مبتعدا بها عن الأساطير.
وتحت عنوان، «الإسكندرية 2050» رواية الخيال السحرى كتب الناقد المتميز ماهر البطوطى- من  نيويورك: أن الروائى البارز صبحى فحماوى سرد رواية بانورامية ، جمعت أزمان كثيرة بين دفتيها، وصورت مجموعات متباينة من الشخصيات من جميع الأطياف والجنسيات، وهى أيضا رواية مستقبلية، إذ تصل وقائعها إلى عام 2050، لنجد الإسكندرية وقد أصبحت مركزا عالميا، تزخر بآخر المخترعات، وتتباهى بمبانيها متعددة الخصائص، ويستخدم سكانها الإنسان الآلى فى مختلف نواحى حيواتهم.وتعتمد التركيبة السردية للرواية على المقابلة المستمرة بين واقع مدينة الإسكندرية عام 1966 وما بعدها، وإسكندرية 2050 ؛ وهى مقابلة مكتوبة على نحو بالغ التشابك والحرفية الفنية،وكتب الناقد المغربى د.عبد الجبار العلمى  أن الرواية بينت الواقع الاجتماعى لطبقات المجتمع المصرى المتعددة بشىء من التفصيل.. وواقع المرأة فى المجتمع الذكورى، والأحداث السياسية كتأميم قناة السويس، والسد العالي، فأعطت القارئ صورة واضحة عن الحياة فى إسكندرية الستينيات وإسكندرية 2050 التى تغيّرت بفعل التكنولوجيا والتقدّم العلمى الهائل.
وكتب الناقد أ.د.محمد الشنطى أن الزمن الاستشرافى فى الرواية أظهر نوعين من التنبؤات، بُنيت على الخيال العلمى بأفكار علمية ومعلومات تقنية، كالإنسان الآلى وطائرات الطاقة الشمسية والهيدروجينية، والمدن الفضائية وغيرها، وتنبؤات غرائبية كتقزيم الأطباء والدخول إلى شرايين المريض لإزالة الانسدادات وغيرها، والعيش تحت الماء دون الحاجة إلى أدوات غطس «...فباستطاعة الإنسان الأخضر لو عُمم وسيطر على الأرض، أن يتوسّع فى بناء مدنه داخل البحر، ويعيش هناك متنقلا بين البحر واليابسة...» وكذلك وجود تقنية جديدة تريح المرأة من الحمل والولادة إذ تتحوّل مستشفيات الولادة إلى مختبرات تكاثر وتلقيح بالأنسجة، يقول السارد: «هذا إذا بقيت حتى الآن امرأة عاقلة تحمل فى بطنها».
ويطرح الناقد أ.د.محمد القضاة فى دراسته بعنوان «الإسكندرية 2050 نبوءات تسبق الثورة» السؤال الآتى: هل تتنبأ الرواية بالتغيير والثورة، أو بهذه التحوّلات التى تشهدها الأمة خاصة مصر؟ فجاءت دراسته فى محاولة للإجابة عن هذا السؤال من خلال قراءته للرواية، واستنطاقها.إذ يرى تحقق نظرة الروائى الاستشرافية فى هذا الجانب، مستشهدا بقول الراوى العليم:» إن انهيار عالم عتيق وشيك بالفعل، إن شيئا سيحدث على نطاق واسع، العالم يريد أن يجدد نفسه».
وأشار د.على المومنى إلى إنشاء اتحاد الولايات العربية، وتوحيد عملتها، واختفاء مدن وقرى بفعل العوامل الجوية، واختفاء بحيرة مريوط ، وسيطرة الصين وهيمنتها على التكنولوجيا، وأشاد الناقد بقدرة الروائى على استخدام التكنولوجيا فى الرواية، إذ استعان بها سرديا فى بناء مدينة فاضلة يحلم بها كل إنسان.