الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أنا وقضية المرأة




كنت فى الخامسة من عمرى عندما وقع هذا الحدث الجسيم. توفى والدى المرحوم محمد سلطان باشا يوم 14 (أغسطس) 1884 فى مدينة غراتس فى النمسا. الانطلاق من الوفاة، ليس سوى مبرر للحديث عن الأصول. العائلة ذات الأصول الحجازية تنتمى إلى برجوازية الصعيد، والوالد تدرج فى سلك الخدمة العمومية قبل أن يصبح أول رئيس للبرلمان المصري، والحاكم العام للصعيد.
 
المرأة مشغولة بالدفاع عن ذاكرة والدها الذى يتهمه منافسوه بالخيانة وبيع مصر للإنجليز. ختمت القرآن والكتابة ودراسة اللغة التركية والخط الرقعة والنسخ وكنت أشترى من أمام الباب خلسة الكتب العربية من الباعة المتجولين، وكان ذلك محظوراً علينا. وكنت بفطرتى أميل للشعر.
 
أصل الحكاية أن الرأسمالية المصرية المشوهة سحقت الأطراف الأضعف فى المعادلة الطبقية.
 
اضطهدت الفئات الأكثر فقراً فى المجتمع، والمرأة شأنها شأن العامل الفقير، والقبطى الفقير، والمسلم الفقير. المرأة الغنية فى مصر لا تعانى الاضطهاد، وحقوقها متقدمة بخمسين سنة عن حقوق كل الرجال والنساء المنتمين إلى الطبقة الفقيرة.