السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قتل الأزواج يتصدر جرائم العنف عند النساء فى مصر




تصدرت نساء مصر القائمة العالمية فى ضرب الرجال حيث احتلت المرأة المصرية بنسبة 23% قائمة ضرب الزوجات لأزوجهن، وذلك وفق أحدث الدراسات التى صدرت عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية ، التى ذكرت أن تصدى المرأة للأزواج فى مصر بلغ 28% بينما بلغت فى امريكا 23% وفى بريطانيا 17% ، وأوردت الأبحاث أن تصدى المرأة المصرية للأزواج وصل إلى حد العنف باستخدام السكاكين والسم.
 
ولفتت الدراسة التى قامت بها كل من «الدكتورة فادية أبو شبيهة» و«الدكتورة ماجدة عبد الغنى» الباحثتين بالمركز تحت عنوان «النساء مرتكبات جرائم القتل العمد» إلى أن النسب الأعلى تكون فى الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلى، أما فى الأحياء الشعبية فالنسبة تصل إلى 18% فقط، موضحة أن 84.4% من النساء القاتلات متزوجات، وان الضحايا من الرجال فكان منهم 39.3على علاقة زواج بالجانيات.. ويأتى الجيران بين نسبة الغرباء 2% بينما كانت 48.6% من النساء القاتلات الأمور.
 
ومن أهم النتائج التى توصلت لها الدراسة أن النساء عندما يقمن بارتكاب العنف ضد الرجال فإنهن يفعلان ذلك بشدة وقسوة تتفاوت حسب درجة القرابة وغالباً ما تكون لديهن دوافع وانفعالات وصراعات داخلية مكبوتة تجاه المجنى عليه.
 
وتظهر هذه الانفعالات الشرسة واضحة إذا كان المجنى عليه الزوج أو العشيق. كما أن معظم الدوافع لدى مرتكبات الجرائم مرتبطة بالحالة الاقتصادية والتنشئة الاجتماعية والتاريخ الأسرى وأماكن الإقامة حيث إن غالبية القاتلات من المناطق الشعبية الفقيرة من حيث التنشئة الاجتماعية الخاطئة فى مراحل الطفولة كالقسوة الشديدة والمعاملة والعقاب البدنى المبرح والعلاقات السيئة بين الأقارب التى تعمل على إذكاء مشاعر الغيرة والحقد والعداوة لدى البعض والتى يؤدى تفاقمها إلى نمو رغبات تدميرية لأقرب الأقارب. وقد يبدو غريباً للبعض أن يتسبب الحرمان العاطفى بالإضافة إلى البطالة فى نحو 47% من جرائم النساء ضد الرجال.
 
واحتلت محافظات الوجه البحرى المرتبة الأولى بين محافظات الجمهورية فى ارتكاب النساء لجنايات القتل العمد أو الشروع فيها بنسبة 48.2% تليها محافظات الوجه القبلى بنسبة 35.2% ثم فى المرتبة الثالثة المحافظات الحضرية وهى تشمل القاهرة الكبرى والإسكندرية حيث بلغت 15.6% فى المتوسط خلال العشر سنوات الأخيرة.
 
 وتتنوع الأسباب والدوافع لارتكاب مثل هذه الجرائم حيث تأتى بعد ذلك دوافع الخلافات الأسرية وبخل الرجل والخيانة الزوجية.. ثم تأتى سرقة أموال الضحية كسبب ثالث من أسباب العنف ضد الرجال. حين تتعرض المرأة لحالة القهر والإهانة والقسوة لمدة طويلة.. أو حين يمارس الرجل معها ألواناً من العدوان السلبى فإنها تنفجر بداخلها قوة انتقام هائلة تمنحها عدوانية غير متوقعة لأحد! وهذه الطاقة لا تمكنها فقط من الضرب ولكن أحياناً تمكنها من القتل بأبشع الوسائل مثل تقطيع الزوج وتعبئته في أكياس.. ومع هذا فضرب الزوجة لزوجها يكون فى الأغلب ضرباً غير مبرح وكأنه فقط تعبير رمزى عن الشعور بالظلم والإهانة.
 
 
وغالباً ما يكون ذلك بيديها
 
كما توضح أن الأدوات التى تستخدمها المرأة فى ارتكاب جرائمها تجاه الرجل تتمثل فى استخدام الأسلحة البيضاء مثل السكين والساطور والمطواة وذلك بنسبة 25.3% على مستوى الجرائم على مستوى المحافظات.
 
بينما يسبق هذا النوع من الأسلحة استخدام الآلات الحادة وذلك بنسبة 27%. ووصل معدل استخدام الأسلحة النارية إلى 17.1% واستخدام السم مثل التيتانوس والمبيدات الحشرية وصبغة الشعر إلى 11.2% ثم الحرق بالنار واستخدام قوالب الطوب بنسبة 5.3% ويليها الضرب بالعصا والحذاء أو المنفضة أو المقشة أو أى شيء من أدوات المطبخ بنسبة 4% تقريباً.
 
ويشير وائل أبو هندى – استاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الزقازيق – أن هذا العنف ناتج عن الظروف الحياتية التى تمر بها النساء خاصة الأمور الأمنية ، فأغلب النساء يحملن الأسلحة للدفاع عن أنفسهن وبالتالى لذلك تأثير كبير على شخصيتها.
 
كما أوضح دكتور نبيل السمالوطى أن استاذ علم الاجتماع أن هذه الظاهرة جديدة على مجتمعنا المصرى الذى تتميز فيه المرأة بأنها مخلوق رقيق ضعيف أحيانا.وأوضح أن السبب فى هذه الظاهرة تعامل بعض الازواج مع زوجاتهم بطريقة غير مقبولة اضافة إلى ضغوط الحياة فيؤثر ذلك بشكل مباشر على سلوك المرأة.
 
كما اشار الى أن هذا السلوك سيؤثر على الأجيال القادمة بشكل سلبى وطالب المنظمات النسائية التعامل مع هذه الدراسات بشكل جدى حتى يمكن تجنب هذا المستقبل القاتم.