الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك لـ«روزاليوسف»: توافق عربى لعدم تشتيت القضية الفلسطينية وجهودنا مستمرة لتحقيق المصالحة

السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك لـ«روزاليوسف»: توافق عربى لعدم تشتيت القضية الفلسطينية وجهودنا مستمرة لتحقيق المصالحة
السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك لـ«روزاليوسف»: توافق عربى لعدم تشتيت القضية الفلسطينية وجهودنا مستمرة لتحقيق المصالحة




حوار- أمانى عزام

 يستعد الرئيس عبدالفتاح السيسى، للسفر إلى نيويورك، لترأس وفد مصر المُشارك فى اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لتعظيم استفادة مصر من أنشطة المنظمة وتحقيق مصالحنا وتعزيز الوضعية والمكانة المصرية على الساحة الدولية.
«روزاليوسف» حاورت السفير  محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، لمعرفة برنامج الرئيس خلال الزيارة، وأبرز الفعاليات التى سيحضرها، وأهم الملفات التى ستحظى باهتمام مصر خلال مشاركتها فى اجتماعات الأمم المتحدة.
«الإدريسى» أكد أن مصر ستواصل جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما ستكون الموضوعات الإفريقية فى مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما كذلك لاعتبارات المصالح المشتركة والمصير الواحد، وهو الأمر الذى يكتسب أهمية خاصة هذا العام عقب اختيار القمة الإفريقية لمصر كرئيس للاتحاد الإفريقى لعام 2019.
وإلى نص الحوار..
■ باعتبار أن مصر ستترأس الاتحاد الإفريقى 2019 فما نصيب القارة السمراء من اهتماماتكم؟
 - تأتى الموضوعات الإفريقية فى مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما كذلك لاعتبارات المصالح المشتركة والمصير الواحد، وهو الأمر الذى يكتسب أهمية خاصة هذا العام عقب اختيار القمة الإفريقية لمصر كرئيس للاتحاد الإفريقى لعام 2019.
 ويتضمن برنامج عمل الرئيس خلال تواجده فى نيويورك عددًا من المقابلات الثنائية مع رؤساء الدول الإفريقية على هامش الشق الرفيع المستوى لدورة الجمعية العامة، حيث سيتم بحث التطورات المتعلقة بموضوعات السلم والأمن بالقارة خاصة فيما يتعلق بالأوضاع فى جنوب السودان وليبيا ومنطقتى الساحل والبحيرات العظمى، بالإضافة إلى سبل دفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى إفريقيا.
 وتهتم مصر بتعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى خاصة مع قرب توليها لرئاسته فى يناير 2019 من خلال تقوية الأطر التعاهدية القائمة فى هذا الصدد، وتحقيق المزيد من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بالتعامل مع النزاعات القائمة بالقارة من خلال تكامل الجهود الأممية والإفريقية بالبناء على الميزات النسبية التى تتمتع بها كل منظمة، وكذا دعم برامج الاتحاد الإفريقى لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإفريقيا وفقًا لأولويات واحتياجات دول القارة.
 وتشارك مصر كذلك على هامش إفتتاح الدورة 73 للجمعية العامة فى عدد من الاجتماعات الخاصة بإفريقيا، وفى مقدمتها الاجتماع على المستوى الوزارى الذى سوف يعقده مجلس السلم والأمن الإفريقي، والذى تتمتع مصر بعضويته.
■ ماذا عن موقف مصر من القضية الفلسطينية وما يُشاع حول صفقة القرن؟
- لا شك أن القضية الفلسطينية تواجه عددًا من التحديات على الصعيدين الإقليمى والدولي، فرغم أن موقف الدول العربية، والمجتمع الدولى بصفة عامة، لم يتغير على مدار السنوات الماضية، إلا أن الصراعات الحادة التى تشهدها المنطقة منذ عام 2011، والأزمات الإنسانية غير المسبوقة التى تسببت فى هزة كبيرة للشعوب العربية، قد ألقت بظلالها على مسألة التعاطى الدولى مع القضية نتيجة لحالة التشتيت التى أصابت المؤسسات والأطراف الدولية.
 ويكفى لنا أن نُلقى نظرة على طبيعة جدول أعمال مجلس الأمن ما قبل عام 2011 حيث كانت تتصدر القضية الفلسطينية أولويات المجلس فى الشرق الأوسط، ونقارنه بجدول أعمال المجلس حاليًا المتخم بقضايا عديدة خاصة بالمنطقة مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن.
 رغم ما تقدم، فإن هناك توافقًا عربيًا على عدم الاستسلام لهذا التشتيت، أو على الأقل عدم الاستسلام لأن تتأثر به الحقوق القانونية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، ومن ثم فقد عملت مصر خلال عضويتها بمجلس الأمن على ضمان ذلك من خلال الحفاظ على البنود الخاصة بالقضية بالمجلس وتجديد وتكريس الحقوق القانونية للأشقاء الفلسطينيين فى أرضهم لاسيما إقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لمرجعية خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 بما فى ذلك القدس الشريف.
 وقامت مصر بجهود كبيرة كذلك فى إطار رئاستها السابقة، وعضويتها الحالية، للجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، سواءً من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف وعقد المؤتمرات الدولية بهدف سد العجز الموازنة أو فى اللقاءات الثنائية، وذلك للتعامل مع التحديات التى تواجهها الوكالة حاليًا والتى تؤثر سواءً على الجانب الفلسطينى خاصة  بقطاع غزة، أو على الدول العربية الشقيقة التى تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين.
 كما تستمر مصر فى جهودها الهادفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية واضعةً فى ذهنها الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى قطاع غزة، وأهمية وحدة الفلسطينيين تحت مظلة منظمة التحرير لتدعيم الموقف التفاوضى الفلسطيني، كما تبذل جهدًا كبيرًا فى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة من منطلق شعورنا بالمسئولية المعنوية تجاه أشقائنا هناك، رغم إدراك الجميع أن المسئولية الرئيسية والقانونية فى هذا الصدد تقع على عاتق دولة الاحتلال وفقًا لاتفاقات جنيف الدولية.
 وستستأنف مصر خلال الدورة 73 للجمعية العامة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وفقًا للمحددات والأهداف السابقة، سواءً فى سياق مواقفها بالبيانات المختلفة التى ستلقيها بمختلف المحافل، أو من خلال اللقاءات الثنائية التى ستعقد على هامش الدورة، وستؤكد فى هذا الصدد أن السبيل الوحيد لأن يتمكن الشعبان الفلسطينى والإسرائيلى من العيش بسلام هو العودة إلى مائدة المفاوضات على أسس القرارات الدولية، والمبادرة العربية للسلام التى لا تزال مصر ترى أنها تتضمن أساسًا لتسوية شاملة تخدم مصالح جميع الأطراف.
■ هناك الكثير من الدول التى تشهد نزاعات وصراعات فى المنطقة مثل اليمن والعراق وليبيا فما الموقف المصرى منها؟
- تتبنى مصر موقفًا ثابتًا بالنسبة للشأن العراقى يقوم على أن قوة واستقرار العراق تكمن فى وحدة أراضيه وسيادة شعبه على ترابه الوطني، مع رفض أى تدخلات خارجية فى الشأن الداخلى العراقي، خاصة تل التى تؤدى إلى تأجيج الفتن وترسيخ الانقسام بين مكونات الشعب العراقي، بما يغذى التربة الحاضنة للفكر المتطرف والإرهاب والذى يعانى منه الشعب العراقى ويدفع ثمنه شعوب المنطقة بأسرها.
واتصالا بالشأن العراقي، والرغبة فى محاسبة داعش بالعراق على جرائمه، ساهمت مصر خلال عضويتها فى مجلس الأمن فى استصدار قرار المجلس رقم 2379 «2017»، والذى يقضى بإنشاء فريق تحقيق، برئاسة مستشار خاص، لدعم الجهود المحلية الرامية إلى مساءلة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» عن طريق جمع وحفظ وتخزين الأدلة فى العراق على الأعمال التى قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التى ترتكبها جماعة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، لضمان استخدام تلك الأدلة على أوسع نطاق ممكن أمام المحاكم الوطنية، واستكمال التحقيقات التى تقوم بها السلطات العراقية، أو التحقيقات التى تضطلع بها السلطات فى بلدان ثالثة بناء على طلبها.
■ وماذا بشأن الأزمة اليمنية؟
- يتأسس الموقف المصرى من الأزمة اليمنية على ثوابت سياستنا الخارجية والتى يتصدرها دعمنا لشرعية الرئيس هادى وحكومته، فضلًا عن دعمنا لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض التدخل فى شئونه الداخلية، لذلك جاءت مشاركة مصر بالتحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن، وتأييد الجهود السياسية التى تستهدف تسوية الأزمة سلميًا على أسس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى لعام 2013 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فى ذلك القرار 2216.
مصر تدعم الصيغة أو الآلية الحالية التى تديرها الأمم المتحدة من خلال المبعوث مارتن جريفيث، ويدعمها المجتمع الدولى، وتدعو جميع الأطراف السياسية فى اليمن للتعاطى الإيجابى معها تجنبًا لمزيد من إراقة الدماء وللتعاطى مع الأزمة الإنسانية الحادة التى يعانى منها أشقاؤنا اليمنيون.
■ وماذا بشأن ليبيا؟
- تعانى الشقيقة ليبيا من إحدى أخطر مظاهر الأزمات فى دول المنطقة، وهى انتشار الجماعات المسلحة وعدم قدرة مؤسسات الدولة على ممارسة مهامها، ونحن على اقتناع بأن السبيل الأمثل والرئيسى للتعامل مع الأزمة الليبية لن يتم إلى من خلال دعم الاتفاق السياسى الليبى وخطة عمل الأمم المتحدة، وحتى يتسنى تنفيذ ذلك فى أجواء مستقرة فإن هناك حاجة ملحة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية والقضاء على ظاهرة الميليشيات، لذلك تعمل مصر على توفير الظروف الملائمة لهذا التوحيد مع الحرص على عدم التدخل فى تفاصيله كونه شأنًا ليبيًا.