الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سَجَّان تركيا

سَجَّان تركيا
سَجَّان تركيا




كتبت – خلود عدنان

ما زالت تتوالى فضائح نظام الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، وممارساته وانتهاكاته فى حق الشعب التركي، مستخدما جميع الطرق لقمع معارضيه ممن يخالفونه فى سياساته أو فى التوجهات، حتى وإن حاولوا الفرار من بطشه فإنه يطاردهم فى كل مكان، إلى جانب ممارسة نظامه المزيد من التعذيب فى سجون تركيا.
بالداخل، لم يرحم أردوغان العمال البسطاء الذين طالبوا بحقوقهم، وشدد الخناق عليهم، بعد إضرابهم فى مطار إسطنبول الجديد، واعتقلت الشرطة العشرات منهم ومن النقابيين الذين تظاهروا دفاعًا عنهم.
ولم يكف اعتقال  404عمال بعد يوم من إضراب العمال فى المطار، فطالب ممثلو الادعاء التركى بالأمس، من إحدى المحاكم اعتقال 28 شخصًا بينهم نقابيون، تنفيذا لرغبات «الجلاد أردوغان» على خلفية عدد من الاتهامات من بينها الإضرار بالممتلكات العامة خلال الإضراب.
وفى الخارج، جن جنون الديكتاتور العثمانى مطاردا كل من عارضه بتهمة الإرهاب، إذ كشفت الحكومة الألمانية، أنه ومنذ محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة فى تركيا فى يوليو عام 2016، فقد طلبت السلطات التركية من المكتب الاتحادى فى الشرطة الجنائية بألمانيا عبر منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) ملاحقة 848 حالة.
وبحسب معلومات الحكومة الألمانية، تم إلقاء القبض على 35 ألمانيًا فى تركيا منذ محاولة الانقلاب العسكرى على خلفية اتهامات سياسية، من بينهم 16 ألمانيًا كانوا متواجدين فى تركيا بصفة مؤقتة.
وفى «عفرين» السورية التى لم تسلم من بطش الأغا المحتل ومليشياته الإرهابية، ولايزال ينتهك حقوق شعبها ويملأ بهم السجون التابعة له، إذ قضت محكمة تركية بالأمس بحبس 9 أفراد من حزب العمال الكردستاني، اعتقلتهم الاستخبارات التركية قبل أيام فى سوريا.
وأسند الادعاء العام التركى إلى ضحايا عفرين «الإرهابيين» وفقا للوصف التركي، تهم «القتل العمد» و«الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة» و«السعى لتقويض وحدة الدولة»، حيث أمرت المحكمة بحبسهم رهن المحاكمة.
«أكبر سجانة للصحفيين» كان هذا الوصف الأنسب الذى أطلقته مجلة «نيوزويك» الأمريكية بحق تركيا، إذ إن الصحفيين الأتراك ليسوا فقط هم المستهدفين، بل والأجانب أيضا بزعم عضويتهم فى منظمة إرهابية، مؤكدة أن تركيا أصبحت تحت حكم أردوغان، أكبر سجانة للصحفيين مع اعتقالها أكثر من 150 منهم منذ محاولة الانقلاب التى باءت بالفشل فى يوليو 2016.
وذكرت «نيوزويك» أن «أكثر من 180 وسيلة إعلامية أغلقت، وخسر نحو 2500 صحفى وغيرهم من العاملين فى مجال الإعلام وظائفهم».
وعلى نحو غير مفاجئ، صنفت تركيا فى المرتبة 157 من 180 دولة فى مؤشر حرية الصحافة لهذا العام، واقعةً بين رواندا وكازاخستان.
 ولعل ما يثير الدهشة أكثر هو حقيقة أنه من بين جميع الصحفيين المسجونين فى العالم، يقبع الثلث فى السجون التركية.