«قرقماس» مجمع فنون إسلامية بناه أتابك عسكر الغورى

تقرير وتصوير - علاء الدين ظاهر


وسط كنوز كثيرة ومنتشرة وسط صحراء المماليك، يأتى مسجد الأمير قرقماس»أمير كبير» أثر رقم 162،ضمن مجمع كامل تركه صاحبه ليخلد ذكراه،كأحد الأدلة الواضحة على تميز وروعة الفنون فى الحضارة الإسلامية.
كان هذا المسجد فى الأصل مدرسة، أنشأها الأمير قرقماس أحد أمراء الغورى وقد توفى فى معركة مرج دابق (1516)، وكان قد أنشأ بجوارها قصرًا وسبيلاً وحوشًا لدفن الموتى.
هذه المجموعة المعمارية المتكاملة التى أنشأها الأمير قرقماس أتابك العسكر فى عصر السلطان الغوري،وهو بمثابة منصب وزير الدفاع حاليًا،تضم مدرسة وقبة دفن وسبيل وكتاب،وتشرف المدرسة على الخارج بثلاث واجهات،والواجهة الشمالية الشرقية هى الرئيسية فهى التى تحوى المدخل الرئيسى للمدرسة.
ويتقدم المدخل سلم ذو جناحين وفتحة الدخول متوجة بعقد مدائني،وتقود فتحة المدخل إلى دركاة تؤدى للمدرسة من الداخل, وتتبع المدرسة فى تخطيطها المعمارى العام ما اصطلح علماء الآثار على تسميته باسم التخطيط الإيوانى.
ونموذجه هنا صحن أوسط أو درقاعة يحيط بها إيوانان رئيسيان هما الجنوبى الشرقى الذى يحوى محراب القبلة، والإيوان المقابل له وهو الشمالى الغربي، كما يحيط بهذا الصحن إيوانان صغيران جانبيان أو سدلتان فى الناحيتين الجنوبية الغربية والشمالية الشرقية،والقبة الملحقة بالمدرسة بها قبر المنشئ، كما يعلو سبيل المدرسة كتاب.