20 خطيئة لمرسى العياط
أمانى عزام
كتبت - أمانى عزام
360 يومًا فقط كانت كفيلة أن يهدم مرسى وجماعته أركان الدولة المصرية كافة، ويبنى سدودًا منيعة بينه وبين الشعب المصرى الذى خرج يطالب برحيل جماعة الإخوان الإرهابية، التى ارتكبت أخطاء قاتلة خلال حكم المعزول أحدثت صداعًا كبيرًا بينها وبين قوى مدنية وليبرالية وتسببت بتنامى غضب شعبى أنهى حكم مرسى وقاد الجماعة إلى مصير مجهول.
مرسى اختار أن ينتصر لجماعته، ولجأ إلى خطاب شعبوى غايته الاستقطاب السياسى، فخلق حالة من عدم الثقة وأدى إلى شلل مصر عن الحركة وهو ما وسّع دائرة معارضيه، فشملت كل الفئات وتحولت إلى غضب شعبى هائل إذ نزلت الجموع الغفيرة إلى الشوارع والميادين تطالب بإسقاط نظام الجماعة فى ملحمة جسدت أسمى معانى الوطنية وسجلت فى التاريخ كواحدة من أعظم الثورات المصرية هى 30 يونيو.
1 تغليب الجماعة على مصلحة الوطن
مرسى رغب فى تقوية مصالح جماعته على حساب مصالح الوطن، وأراد أن يحتكر الإخوان المسلمون الحكم بمصر، متذرعا فى ذلك بالنجاح الانتخابي، كما أنه أبعد النشطاء السياسيين وفتح جبهات خصام مع الإصلاحيين، ثم تجاهل دعاوى المصالحة، بل عَزَل حتى قوى سياسية قريبة منه كحزب النور السلفى الذى تخلى عن مرسى فى الساعات الأخيرة.
2 تحصين نفسه بإعلان دستورى
فى 22 نوفمبر 2012، أصدر الرئيس الأسبق محمد مرسى إعلانًا دستوريًا مكملًا أعطى بموجبه صلاحيات مطلقة بجعل القرارات الرئاسية نهائية غير قابلة للطعن من أى جهة أخرى، أى القضاء «كالمحكمة الدستورية»، وكذلك تحصين مجلس الشورى واللجنة التأسيسية بحيث لا يحل أى منهما «كما حدث لمجلس الشعب فى بداية حكمه».
3 اضطهاد الأقباط
عانت الكنيسة المصرية والإخوة الأقباط أشد أنواع المعاناة خلال فترة حكم الإخوان الذين كانوا يضطهدون المسيحيين، ويصورون لجماعتهم وأتباعهم أنهم أعداء الله ويبثون خطابات عنصرية تدعو لتفجير الأديرة والكنائس، والقوات الأمنية التى تقوم بحمايتها.
4 الضرب بأحكام القضاء عرض الحائط
فى مخالفة صريحة للدستور ضرب مرسى بالأحكام القضائية عرض الحائط، إذ أصدر قرارًا فى 9 يوليو 2012 بعودة مجلس الشعب المنحل بحكم القضاء إلى الانعقاد، إلا أن المحكمة الدستورية العليا تصدت له وألغت القرار، ثم بدأ المعزول فى التخبط فى قراراته التى كانت تصدر من مكتب الإرشاد، ليؤكد للشعب أنه رئيس للإخوان وليس رئيسًا لكل المصريين.
5 مخالفة الدستور
بدأ مرسى حكمه بقرار مخالف للدستور المصري، حيث أصدر فى 8 يوليو 2012 قرارًا جمهوريًا بإلغاء قرار المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكرى آنذاك، بحل مجلس الشعب، إثر حكم للدستورية العليا ببطلان «قانون الثلث المخصص للمقاعد الفردية»، وذلك لخدمة جماعة «الإخوان» المنتمى إليها، حيث كان حزب «الحرية والعدالة» الإخوانى يسيطر على الأغلبية بأكثر من 40%.
6 فشل مشروع النهضة
مع الوقت أدرك الشعب مدى الخداع والكذب الإخوانى، وأن وعود مرسى الانتخابية مجرد شعارات، فاتضح أن مشروع النهضة هو مشروع وهمى لا وجود له على أرض الواقع، وأطلق عليه البعض اسم «الفنكوش».
7 التهاون فى حق المجندين
كانت مقولة «الحرص على سلامة المختطفين والخاطفين» التى وجه بها المعزول مرسى ببذل الجهود لسرعة الإفراج عن مختطفين فى سيناء، مثارًا للغضب من عدم اكتراثه بحياة الجنود المصريين .
8 اسستخدام العنف ضد الشعب فى أحداث الاتحادية
فى 5 ديسمبر 2012، وبعد إصدار المعزول محمد مرسى الإعلان الدستورى، أعطى لنفسه من خلاله صلاحيات مطلقة وحصّن مجلس الشورى واللجنة التأسيسية لوضع الدستور، بحيث لا يُحل أى منهما وغيرها من القرارات التى زادت من حالة الاحتقان والغضب الشعبى ضد حكم «الإخوان» ومرسى، دعت المعارضة الشعب للخروج إلى الشارع والاعتصام، فتحرك آلاف المصريين باتجاه الاتحادية وتظاهروا فى محيطه، وحدثت اشتباكات عنيفة بين أنصار «الإخوان» وبين المعتصمين أدت إلى استشهاد وإصابة العشرات على رأسهم الصحفى الشهيد الحسينى أبوضيف.
9 إقصاء المرأة
عام حكم الجماعة كان الأسوأ فى تاريخ المرأة المصرية، إذ ذاقت خلاله شتى أنواع القهر والتمييز والإقصاء والاضطهاد بعد وصول جماعة الإخوان إلى الحكم، كما شهِد حكم الإخوان إقرار دستور جاء غير معبر عن المرأة بشكل تام، ولم يلب طموحاتها فى النصّ بشكل صريح على حقوقها المتمثلة في؛ المساواة، وتجريم التمييز، وتفعيل قاعدة تكافؤ الفرص بين النساء.
كما قضى هذا الدستور باستبعاد المرأة الوحيدة التى كانت موجودة بالمحكمة الدستورية العليا، وهى المستشارة تهانى الجبالى التى عُينت بالمحكمة منذ عام 2003.
ولعل أبرز دليل على مُعاناة المرأة المصرية فى عهد الجماعة الإرهابية هو انتقاد منظمة الأمم المتحدة بعد اعتراض تنظيم الإخوان على إعلان لها خاص بحقوق المرأة، على الرغم من موافقة دول إسلامية منها باكستان وإيران وسوريا على الإعلان، هذا بالإضافة لروسيا والفاتيكان.
10 تعريض الأمن القومى للخطر
فى اجتماع لمناقشة ملف «سد النهضة»، جاء فيه اقتراحات لضرب إثيوبيا وإطلاق الشائعات حول السد، فُوجئ المصريون أن الاجتماع مذاع على الهواء ونقلته كل الفضائيات.
11 إنكار قيمة الفن
بدأت جماعته فى التحريض ضد الفنانين والمثقفين وتجريم الأعمال الفنية، تصدر شيوخ الاخوان القنوات الفضائية يحرضون ضد الفنانين والفنانات وعلى رأسهم إلهام شاهين.
12 أخونة الدولة
ترك مرسى الفرصة كاملة لمكتب الإرشاد للتحكم فى زمام أمور الدولة، رغم أنه بلا أى حيثية قانونية أو مشروعية، ليظهر ولاءه للجماعة على حساب الوطن، كما بدأت الجماعة فى تنفيذ خطة «أخونة الدولة» وتعيين الإخوان فى مختلف المؤسسات.
13 التدخل فى شئون السلطة التشريعية
مُرسى تدخل فى شئون السلطة التشريعية، وأعاق إنشاء نقابات العمل المستقلة والمنظمات غير الحكومية، وعَجز عن ضمان مناخ صحى لحرية التعبير.
14 إنكار دور السادات وأسر الشهداء وتكريم قاتله
لأول مرة فى التاريخ منذ حرب 1973 يُقام الاحتقال بنصر أكتوبر يقام فى استاد القاهرة وكأنه فوز فى مباراة رياضية، وكرم زوجة السادات جيهان السادات فى الصباح وعاد ليُكرم قاتل السادات الزمر بحضور حفل انتصار أكتوبر ليصبح فى اول مرة القائد مقتولا فى التربة والقاتل يحتفل فى الاستاد.
مرسى تجاهل فى خطاب الاحتفال بعيد النصر الذى استغرق أكثر من ساعتين ذكر اسم الرئيس الراحل أنور السادات ولو لمرة واحدة، ولم يُكرم أسر الشهداء والمصابين فى حرب أكتوبر مثلما كان يحدث كل عام.
15 تردى الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات
كان لسوء وتردى الأوضاع الاقتصادية وتراجع معدلات العمل والاستثمار خلال حكم الجماعة أثر كبير على ارتفاع حدة الغضب الشعبى، إذ تزايدت فى عهد المعزول لأزمات المتكررة للوقود، وانقطاع التيار الكهربائى بشكل مستمر، وتدنى مستوى بعض الخدمات العامة، فضلا عن ارتفاع الأسعار، وتزايد معدلات البطالة، صعود الدين العام، تدنى قيمة العملة المحلية، تفاقم عجز الموازنة العامة، الإخفاق فى الحصول على قروض ومساعدات خارجية خاصة من صندوق النقد الدولى، وتراجع التصنيف الائتمانى لمصر لمستويات غير مسبوقة.
16 صدام مع القضاء
خلقت الجماعة حالة من العداء مع القضاة، بالهجوم الدائم عليهم والتطاول عليهم، إلى أن أعدت مشروع قانون لتعديل قانون السلطة القضائية ليناقش داخل مجلس الشورى، ينص على خفض سن تقاعد القضاة من 70 سنة إلى 60، ليترتب عليه عزل نحو 3500 قاض من وظيفتهم القضائية، فى محاولة لتقويض السلطة القضائية وإخضاعها لهم، ورد القضاة بعقد جمعيات عمومية متتالية لرفض هذا المشروع.
17 نائب عام إخوانى
فى مخالفة صريحة للدستور عزل مرسى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود من منصبه، وعيّن المعزول محمد مرسى من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار رئاسى لمدة 4 سنوات، وهو ما أثار حالة من الغضب داخل الأوساط القضائية.
18 توريط الوطن فى حروب خارجية
حاول مرسى توريط الجيش المصرى فى حروب خارجية، عندما دعا إلى التدخل فى سوريا ضد الأسد فى الأيام الأخيرة قبل إسقاطه وهو ما أثار قلق الجيش ليصدر بيانًا فى اليوم التالي، حمل فى باطنه لهجة شديدة وأكد الجيش فيه أن «دوره الوحيد هو حماية حدود مصر».
19 محاصرة الإعلام
دخل مرسى فى صدام مع الإعلام، وواجه الصحفيون والإعلاميون تهمًا عدة منها «إهانة الرئيس»، أبرزها بلاغات ضد الإعلامى محمود سعد والدكتورة منال عمر بسبب لقاء لهما عبر إحدى الفضائيات، وغيرها من الوقائع التى عكست الصدام بين مرسى والإعلام.
20 دستور إخوانى
عمقت الجمعية التأسيسية التى شكلها الإخوان لوضع الدستور الخلافات بينها وبين القوى السياسية والثورية، إذ انفردت الجماعة وحلفاؤها بوضع الدستور وغلب الطابع الإخوانى على أغلبية الجمعية، ما أدى إلى انسحاب القوى المدنية، وعزف الكثير من أبناء الشعب المصرى عن المشاركة فى الاستفتاء على الدستور ذى الطابع الإخوانى، والذى يكرس لسيطرة الجماعة .
