آلاف الأتراك يشاركون فى مظاهرة ضخمة ببرلين رفضًاً لزيارة أردوغان

كتبت – خلود عدنان


انطلقت صباح الأمس تظاهرات حاشدة فى أنحاء برلين، اعتراضًا على زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا، وشارك آلاف الأتراك فى هذة التظاهرات رافعين شعار «أردوغان غير مرحب به»، وشارك أيضًا آلاف الألمان فى هذه الاحتجاجات منددين بسياسات الرئيس التركى القمعية والزج بألاف الأبرياء فى سجون تركيا.
يعتزم ائتلاف «لا مرحبا بأردوغان» تنظيم احتجاجات وتظاهرات كبيرة فى عدد من المدن الألمانية ضد زيارة الرئيس التركى، إذ ذكرت الشرطة إن أكبر مظاهرة يتوقع أن يشارك فيها 10 آلاف شخص.
ودعا ائتلاف «لا مرحبا بأردوغان» إلى هذه المظاهرة، التى ستقام فى ميدان بوتسدام بالعاصمة الألمانية يوم الثامن والعشرين من سبتمبر الجارى بدءا من الرابعة مساء، كما سينظمون احتجاجات أخرى فى اليوم التالى كذلك.
فيما تواصل تيارات سياسية ألمانية متعددة رفضها للزيارة بمجملها، قرر نائبان فى البرلمان الألمانى (بوندستاج) عن حزب «اليسار» والحزب الديمقراطى الحر عدم المشاركة فى مأدبة رسمية يقيمها الرئيس الألمانى فرانك-فالتر شتاينماير بمناسبة زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لألمانيا.
وأعلن خبير الشئون الخارجية فى الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطى الحر، بيجان دجير-ساراى، ونائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «اليسار»، سيفيم داجدالين، فى تصريحات لصحيفة «فيلت» الألمانية الصادرة السبت عزمهما عدم تلبية دعوة لحضور الأمسية الاحتفالية فى قصر «بيليفو» الرئاسى بالعاصمة برلين.
وذكر دجير -ساراى أنه لن يشارك لأنه لا يمكن «لنائب فى البرلمان الألمانى أن يتناول الطعام مع شخص (أردوغان)»، بينما «يقبع مواطنون ألمان فى السجون التركية، وتستمر أنقرة فى الابتعاد عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان».
وبررت داجدالين هذه الخطوة بأنها لا تعتبر «الإطار الحالى للزيارة الرسمية، بمأدبة رسمية ومراسم عسكرية، مناسبا على الإطلاق»، مضيفة أنها تريد بدلا من ذلك المشاركة فى الاحتجاجات ضد أردوغان.
يذكر أن أردوغان زار ألمانيا خلال الأعوام الـ 15 الماضية أكثر من 10 مرات بصفته رئيس وزراء تركيا، أو رئيس البلاد، وستكون الزيارة المقبلة المقررة خلال الفترة من 27 حتى 29 سبتمبر الجارى أول زيارة رسمية يقوم بها أردوغان لألمانيا بدعوة من الرئيس الألمانى.
ويتضمن بروتوكول هذا النوع من الزيارات، على خلاف زيارات العمل، استقبالا بمراسم عسكرية ومأدبة رسمية.
ومن جانبه، طالب رئيس حزب الخضر الألمانى السابق جيم أوزدمير الحكومة الألمانية بتوجيه عبارات واضحة لأردوغان.
وقال أوزدمير فى تصريحات لصحيفة «شتوتجارتر ناخريشتن» الألمانية الصادرة اليوم: «يتعين توجيه هذه الرسالة لأردوغان وأنصاره خلال زيارته لألمانيا: سيكون هناك عواقب إذا وشيتم بأفراد (معارضين لأردوغان) هنا أو فى تركيا».
وتسعى ألمانيا وتركيا منذ شهور لتطبيع العلاقات بين البلدين، بعدما توترت بشدة بسبب اعتقال مواطنين ألمان لأسباب سياسية عقب محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة فى تركيا قبل عامين.