الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«بوتو» مدينة التلال المقدسة التى سكنها المحاربون العظماء

«بوتو» مدينة التلال المقدسة التى سكنها المحاربون العظماء
«بوتو» مدينة التلال المقدسة التى سكنها المحاربون العظماء




كفرالشيخ ـ محمود هيكل


 بالرغم من وجود وتطور التكنولوجيا الحديثة يومًا بعد يوم إلا أن لمسات الفراعنة وتاريخهم العريق الموجود حتى الآن فى المدن الأثرية التى يتم اكتشافها بشكل مستمر فاقت كل هذه التطور الحديث، فأسرار حياة الفراعنة الموجودة فى العديد من المدن والتلال الأثرية الضخمة ذات القيمة الأثرية العالية التى تجد فيها بصمة الفرعونيين فقط خير دليل على ذلك، وعلى رأسهم «بوتو تل الفراعين» أحد أهم المدن الفرعونية القديمة، والتى كانت المكان المفضل لدى جميع الملوك والحكام والأمراء والمحاربين فى عهد الفراعنة.
«روزاليوسف» رصدت مدينة «بوتو تل الفراعين» بكفرالشيخ، والمعبد الأثرى الموجود بها، ففى الألف الرابع قبل الميلاد كان يوجد فى مصر عاصمتان الأولى وهى مدينة «بوتو تل الفراعين » عاصمة مصر الشمالية، والثانية مدينة «نخن» بأسوان التى كانت عاصمة مصر الجنوبية، وظل الصراع قائمًا بين حكام العاصمتين على ضم بعضهما للأخرى وحكم مصر بالكامل شمالًا وجنوبًا، وفى النهاية انتصر حكام  مدينة «بوتو تل الفراعين» وأصبحت عاصمة مصر الوحيدة.
وتتميز « بوتو تل الفراعين» فى عصورها القديمة أنها مدينة أثرية متكاملة العناصر والأركان الفرعونية، بالإضافة إلى أنها كانت مقرًا للملوك والمحاربين والعظماء من الفراعنة، وكانت أيضًا هى المدينة الفرعونية الوحيدة التى كان يتوج منها الملوك لحكم البلاد، وتحتوى «بوتو» على ثلاثة تلال أو مرتفعات أثرية وهي: المرتفع الشمالى، والمرتفع الجنوبى الموجود به منطقة المخزن، والمنطقة المقدسة وهى منطقة المعبد، بالإضافة أيضًا إلى وجود منطقة مقابر الفراعنة، كما تضم متحفًا أثريًا يعود لعصر الدولة الوسطى وهى التى بين الدولة القديمة والدولة الحديثة.
ومن أهم القطع الأثرية التى تم اكتشافها بمدينة «بوتو» لوحة من الجرانيت الأسود تعود لعصر الملك تحتمس الثالث والتى يظهر عليها راكعًا يسكب الماء المقدس ويقدم القرابين إلى الإله «سخمت» إله المكان، بالإضافة إلى تمثال للإله حورس الصقر، وتمثال للملك رمسيس الثانى، فضلًا عن تمثال للملك نايف عاورد نفرتيس الأول.