الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«قصص بسيطة».. رواية ترصد حياة الألمان الشرقيين عقب انهيار الشيوعية

«قصص بسيطة».. رواية ترصد حياة الألمان الشرقيين عقب انهيار الشيوعية
«قصص بسيطة».. رواية ترصد حياة الألمان الشرقيين عقب انهيار الشيوعية




كتبت- رانيا هلال


صدر عن دار العربى للنشر «قصص بسيطة» رواية من ألمانيا الشرقية للكاتب الألمانى إنجو شولتسه وترجمها للعربية سمير جريس.وتتكون الرواية من 29 «قصة»، أو تسعة وعشرين فصلا، تدور أحداث معظمها فى مدينة «ألتنبورج» الصغيرة فى شرق ألمانيا. هناك عاش «شولتسه» من 1988 حتى 1992، وهناك عمل مُعدًّا مسرحيًّا (دراماتورج)، ثم أسس صحيفة أسبوعية عمل فيها محررا، قبل أن يؤسس صحيفة أخرى تعتمد على الدعاية والإعلانات. فى «ألتنبورج» شارك المواطن «شولتسه» مع أعضاء التجمع السياسى «المنتدى الجديد» فى المظاهرات التى اندلعت عام 1989 للمطالبة بإصلاحات فى النظام الاشتراكي، وهناك عايش البداية الجديدة بعد الوحدة.
فى هذه الرواية يحكى شولتسه  - قصصاً من ريف ألمانيا الشرقية» قصصاً تبدو بسيطة، لكنها ترسم صورة شديدة الخصوصية عن حياة الألمان الشرقيين خلال الحقبة التى أعقبت الزلزال السياسى الذى ضرب أوروبا الشرقية عام 1989، وأدى إلى سقوط سور برلين وانهيار الشيوعية. «قصص بسيطة» مروية راصدة للتحولات الكبرى التى حدثت آنذاك على الأصعدة كافة، اجتماعية واقتصادية وسياسية» رواية عن الفترة التى تلت تفكك عالم وسبقت نشوء آخر: فترة الانتقال المؤلم من نظام شمولى مستبد، يضمن لمواطنيه أساسيات العيش، ويحمل عنهم عبء الاختيار، إلى نظام ديموقراطى مفتوح، يقوم على الفردية وتحقيق الذات والإنجاز والتنافس الشديد الذى يفرضه اقتصاد السوق الحرة.
شولتسه يحكى عن البسطاء الذين لم يستطيعوا التأقلم مع تلك التحولات، وعن الذين عرفوا كيف يقتنصون فرص الواقع الجديد؛ أولئك وهؤلاء هم أبطال «قصص بسيطة» التى تبتعد عمداً عن الأيديولوجيا والتنظيرات السياسية، وتقدم شكلًا جديدًا للرواية الألمانية المعاصرة.
ولد إنجه شولتسه عام 1962 فى دريسدن بشرق ألمانيا درس اللغات القديمة وعمل معدًا مسرحيًا ثم محررًا فى صحيفة محلية ؛ يعيش فى برلين متفرغًا للكتابة منذ عام 1993 . وفى عام 1998 نشر روايته الأولى قصص بسيطة التى حققت نجاحًا كبيرًا وامتدحه جونتر جراس الروائى الكبير ووصفه بالحكاء الأعظم وترجمت روايته فى غضون سنوات قليلة إلى نحو عشرين لغة ومن أهم أعماله الأخرى المجموعة القصصية «33 لحظة من لحظات السعادة» ورواية «حيوات جديدة» ومجموعة «كحمول» ورواية «آدم وايفلين».
وقد درس المترجم سمير جريس الألمانية وآدابها فى القاهرة وماينتس بألمانيا، وترجم من الألمانية نحو عشرين عملًا من الأعمال الأدبية المعاصرة، منها: «عازفة البيانو» لإلفريده يلينك (نوبل 2004)، و«الكونتراباص» لباتريك زوسكيند، و«رجل عاشق» لمارتين فالزر، و»السقوط» لفريدريش دورنمات. ألّف كتابًا عن الكاتب الألمانى جونتر بعنوان «جونتر جراس ومواجهة ماض لا يمضي» (الكتب خان، 2016)؛ وحصل على جائزة معهد جوته للترجمة الأدبية فى فئة المترجمين المتمرسين عام 2014، وعلى الجائزة الأولى فى ترجمة القصة من المجلس الأعلى للثقافة فى مصر عام 1996.»ببساطة لم يكن الوقت ملائمًا لذلك. خمسة أيام بالأوتوبيس: فينيسيا وفلورنسا وأسيزي. كان وقع أسماء هذه المدن على أذنى مثل كلمات من لغة الهونولولو. سألت مارتن وبِت كيف خطرت هذه الفكرة على بالهما، ومن أين جاءا بالمال؟ كيف تخيلا أن نقوم برحلة مخالفة للقوانين فى عيد زواجنا العشرين؟
ومن أجواء الرواية
«كنت واثقة من أن إرنست لن يقبل ذلك. الأشهر الماضية كانت جحيمًا بالنسبة إليه، أشياء أخرى تمامًا كانت تشغل بالنا غير إيطاليا، لكنه صمتَ فى منتصف كانون الثانى يناير سألنى هل هناك ما ينبغى التحضير له - سنبدأ الرحلة يوم 16 شباط فبراير، وهو يوم جمعة يقع فى إجازات المدارس -، كما سألنى كيف سنعبر الحدود الإيطالية والنمسوية بأوراقنا الألمانية الشرقية. حكيت له ما أعرفه من الأولاد، أننا سنحصل من مكتب سياحة فى ميونيخ على بطاقات هوية ألمانية غربية، مزورة ربما» عندئذ قلت لنفسي، هذه هى نهاية الموضوع، ليس إرنست مويرر مَن يفعل ذلك. إلا أنه لم يسأل سوى عن الصورتين، هل كانتا لهذا الغرض. فأجبته: «نعم، صورتان لجواز السفر، تاريخ الميلاد، الطول، لون العينين - لا يحتاجون إلى أكثر من ذلك».
وسارت الأمور كما تسير دائمًا فى الحقيبة الخضراء الداكنة وضعنا أمتعتنا، وفى الشنطة المخططة بالأحمر والأسود وضعت الشوك والسكاكين والأطباق ومؤونة الطريق: معلبات بها سجق وسمك محفوظ، خبز وبيض وزبدة وجبنة، ملح وفلفل، شرائح خبز مجفف، تفاح وبرتقال، ولكل واحد ترموس به شاى وآخر به قهوة. أوصلنا بيتر بسيارته إلى بايرويت فى ألمانيا الغربية. على الحدود سألونا إلى أين نريد الذهاب، فقال بيتر للتسوق.
كان القطار يقف أمام كل كوخ. غير الثلوج والشوارع المضاءة والسيارات ومحطات السكك الحديد لم أر كثيراً. جلسنا وسط رجال كانوا فى طريقهم إلى العمل. لم أفكر فى إيطاليا إلا عندما بدأ إرنست يقشر برتقالة».