الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تحمى القارة السمراء

مصر تحمى القارة السمراء
مصر تحمى القارة السمراء




كتب -أحمد إمبابى وأحمد قنديل


أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن التغير المناخى هو التحدى الأوسع نطاقا والأكثر حاجة للتعامل معه بين التحديات التى يواجهها العالم، وأن مصر متمسكة بتفعيل اتفاق باريس وضرورة التوصل لصفقة متكافئة وعادلة وتحفظ التوازن الذى عكسه الاتفاق بين كلٍ من الإجراءات المطلوبة والدعم المتوفر، وأنه من المهم عدم تحميل دولنا النامية أعباء إضافية جراء ذلك، أو التوسع فى الاعتماد على القروض التجارية أو غيرها من أدوات تمويلية قد يترتب عليها تفاقم فى أعباء المديونية على الدول النامية، جاء ذلك فى كلمته خلال الحوار رفيع المستوى حول تنفيذ اتفاقية باريس حول تغير المناخ الذى عقد أمس بنيويورك تحت عنوان «نحو مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين وما بعده».
وبدأ الرئيس كلمته بشكر سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، على مبادرته بالدعوة لهذا اللقاء التشاورى، الذى يأتى إعدادًا للقمة المرتقبة المقرر عقدها العام المقبل، لتنسيق المواقف وحشد الجهود لمواجهة هذه الظاهرة بالغة الخطورة.
وأضاف الرئيس: «لعله لن يكون من قبيل المبالغة، القول بأنه من بين القائمة الطويلة من التحديات التى تواجه عالمنا، فإن تغير المناخ يُعد أوسعها نطاقًا، وأكثرها إلحاحًا وحاجة للتحرك العاجل،  فآثار تغير المناخ لا تقتصر على نطاق جغرافى دون آخر، ولن يقتصر التضرر منها على مستوى اقتصادى دون غيره، فالكل معرض دون استثناء لتحمل الثمن الباهظ، لذلك فعلينا العمل جميعًا على رفع الوعى بهذه القضية، وحشد الدعم لها، وإشراك كافة أصحاب المصلحة فى جهود التوصل لحلول خلاقة، بحيث تحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية قبل نهاية القرن الحالى إلى أقل من درجتين مئويتين، قياسًا بالفترة ما قبل الثورة الصناعية، مع العمل على رفع الطموح فى هذا الخصوص لبلوغ هدف الدرجة والنصف مئوية».
وتابع: «من هنا، يأتى تمسكنا فى مفاوضات تفعيل اتفاق باريس بصفتنا الوطنية – وأيضًا كرئاسة لمجموعة السبعة والسبعين والصين، فضلًا عن رئاستنا لمجموعة المفاوضين الأفارقة – بضرورة التوصل لصفقة متكافئة وعادلة، تتسق وتحفظ التوازن الذى عكسه اتفاق باريس بين كلٍ من الإجراءات المطلوبة والدعم المتوفر، وفى هذا المقام نشير مجددًا إلى ترحيبنا بالأفكار البناءة، الرامية لحشد التمويل من مصادر غير حكومية، إلا أننا فى الوقت ذاته ننبه إلى أهمية عدم تحميل دولنا النامية أعباء إضافية جراء ذلك، أو التوسع فى الاعتماد على القروض التجارية أو غيرها من أدوات تمويلية، قد يترتب عليها تفاقم فى أعباء المديونية على الدول النامية».  
واستطرد: «فقد تنبهنا فى مصر منذ فترة للآثار السلبية لتغير المناخ، سواء فيما يتعلق بالمخاطر التى قد تهدد دلتا نهر النيل بسبب ارتفاع منسوب البحر المتوسط وازدياد ملوحة التربة، فضلًا عن الآثار المحتملة لتغير المناخ على نهر النيل شريان الحياة للمصريين عبر آلاف السنين، كما نشهد ظواهر غير معهودة ومتزايدة فى القسوة وفى الوتيرة على السواء فى شكل عواصف ترابية وتزايد فى التصحر وموجات من السيول، وكذلك تأثّر الحياة البرية والبحرية وتنوعنا البيولوجى سلبًا بالتغير والتقلب الذى نشهده فى الظواهر المناخية، ورغم احتياجنا المُلح لمصادر متنوعة وغير مكلفة من الطاقة لدفع جهودنا التنموية، فقد خطونا خطوات هامة على طريق الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما اتخذنا القرار الصعب بالخفض التدريجى للدعم الحكومى على الوقود الأحفوري، ونفذنا العديد من المشروعات الرامية لتقليل الانبعاثات الكربونية».
وتابع الرئيس: «مصر ليست وحدها فى التضرر من هذا كله، فقارتنا الإفريقية تُعد ربما الأشد تضررًا من بين جميع القارات بهذه الظاهرة، على الرغم من كونها الأقل إسهامًا فى مسبباتها، ولذلك فقد شاركت بصفتى رئيسًا للجنة الرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ فى مؤتمر باريس عام 2015، وأسهمنا قدر استطاعتنا فى التوصل إلى التوافق الصعب الذى تحقق حينذاك، كما حرصنا على الإسهام فى الجهد الدولى، بإطلاق مبادرتين إفريقيتين مهمتين، تتناول إحداها موضوع الطاقة المتجددة والأخرى موضوع التكيف فى إفريقيا».
وفى الختام قال: «أود أن أؤكد قناعتنا الراسخة بإمكانية التوصل لحلول لمشكلاتنا هذه، حال توافرت الإرادة السياسية لذلك، كما أن النجاح فى جهودنا يتوقف بالكامل على قناعة كل الأطراف الدولية، حكومات ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدنى ورجال أعمال وباحثين ومبتكرين وغيرهم، بأن مستقبل هذا العالم الذى نعيش فيه يتوقف على صدق تعاونهم وتكامل جهودهم، فالالتزام كبير، والخطر أقرب مما نتخيل، وبالتالى فعلينا جميعًا تحمل مسئولياتنا أمام الأجيال المقبلة، كما أؤكد لكم سعادة السكرتير العام، استعدادنا الكامل للتعاون معكم فى تحرككم الهادف لحشد الجهود فى هذا الخصوص، وعلى رأس ذلك ما يخص القمة التى تعتزمون الدعوة لها عام 2019، والتى سيسعدنا الإسهام فيها بكل إيجابية وبروح التعاون مع كافة الشركاء».