الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مكاسب مصر من اجتماعات الأمم المتحدة

مكاسب مصر من اجتماعات الأمم المتحدة
مكاسب مصر من اجتماعات الأمم المتحدة




حضور قوى سجله الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال مشاركته فى فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وعلى مدار أسبوع شهد جدول أعماله نشاطًا مكثفًا على مختلف الأصعدة من حيث المشاركة فى اجتماعات المنظمة الدولية، واللقاءات الثنائية التى عقدت على هامش مشاركته.
الحضور الخامس على التوالى لـ«السيسى» باجتماعات الأمم المتحدة، صنفه كأول رئيس مصرى يسجل هذا الحضور القوى باجتماعات المنظمة الدولية، كما جاءت مكاسبه مختلفة وتعددت ثماره على المستوى السياسى والأمنى والاقتصادى، علاوةً على مستوى الحضور الدولى واشتباك مصر مع القضايا الدولية.
حديث الأرقام يشير إلى مشاركة الرئيس بأربعة اجتماعات دولية خلال هذا الأسبوع، ألقى خلالها بيان مصر فى كل اجتماع بداية من مشاركته باجتماعات الجمعية العامة الثلاثاء، ومن قبلها قمة نيلسون مانديلا للسلام الاثنين، وحضور الاجتماع رفيع المستوى حول تنفيذ اتفاقية باريس حول تغير المناخ، بجانب رئاسته لمجموعة الـ77 للدول النامية.
كما عقد الرئيس نحو 17 لقاء ثنائيا خلال هذا الأسبوع، منها 12 لقاء قمة مع رؤساء الدول والحكومات المشاركة، بجانب حضوره ثلاثة اجتماعات لمجتمع الأعمال وغرفة التجارة وكبرى الشركات الأمريكية.
أحد أهم مكاسب نشاط الرئيس إشادة المجتمع الدولى بثلاثة نجاحات مصرية فى الحرب على الإرهاب، ومواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية حتى أصبحت نموذجًا دوليًا فى مواجهة الظاهرة، بالإضافة إلى نجاحها فى برنامج الإصلاح الاقتصادى حتى أصبحت نموذجًا فريدًا فى تحقيق الإصلاح فى زمن قياسى.

عبر الرئيس عن رؤية مصر تجاه إصلاح منظومة الأمم المتحدة، وموقف مصر تجاه القضايا والأزمات الدولية، وحددها فى عدد من المبادئ التى تلتزم بها الدولة المصرية وثلاث قضايا تعتبر أولوية للعمل، حيث تصدرت قضية إصلاح منظومة الأمم المتحدة رسائل «السيسى»، والذى أشار إلى أن علينا أن نعترف بأن ثمة خللا يعترى أداء المنظومة الدولية، ويلقى الكثير من الظلال على مصداقيتها لدى كثير من الشعوب، خاصةً فى المنطقتين العربية والإفريقية التى تعيش مصر فى قلبيهما.
تحدث الرئيس السيسى عن ثلاثة مبادئ يتعين تجديد الالتزام بها، وثلاث قضايا يتوجب إعطاؤها الأولوية لكى تستعيد الأمم المتحدة فعاليتها ودورها.
المبدأ الأول هو لا مجال للحديث عن تفعيل النظام الدولى إذا كانت وحدته الأساسية، أى الدولة الوطنية القائمة على مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة، مهددة بالتفكك.
المبدأ الثانى يحدد الالتزام بإيجاد حلول سلمية مستدامة للنزاعات الدولية، فهى المبرر الأساسى لنشأة الأمم المتحدة.
أما المبدأ الثالث فهو الالتزام بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بوصفها الشرط الضرورى لنظام عالمى مستقر، وأفضل سبل الوقاية من النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية.
فى نفس الوقت تحدث الرئيس عن ثلاث قضايا أساسية تمثل أولويات ضرورية لتطبيق هذه المبادئ، ومن ثم تحديد مصداقية ومستقبل الأمم المتحدة والنظام الدولى برمته، وهى:
أولاً: تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، وركز فى هذا الإطار على الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى.
ثانيًا: استكمال العمل لإنفاذ المبادرة التى أطلقتها مصر خلال عضويتها فى مجلس الأمن الدولى، لإيجاد إطار دولى شامل لتطوير السياسات وأطر التعاون لمكافحة الإرهاب.
ثالثًا: معالجة أوجه القصور الكبير فى تعامل المجتمع الدولى مع قضايا حقوق الإنسان.

وحول القضايا الإقليمية، أكد الرئيس أن المنطقة العربية أكثر بقاع العالم عرضة لمخاطر تفكك الدول الوطنية، وما يعقبها من خلق بيئة خصبة للإرهاب وتفاقم الصراعات الطائفية.
وشدد على أنه لا مخرج من الأزمة فى سوريا والكارثة التى تعيشها اليمن، إلا باستعادة الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادتها وسلامتها مع رفض أى استغلال لأزمات الأشقاء فى سوريا واليمن كوسيلة لتحقيق أطماع وتدخلات إقليمية، والمبدأ نفسه ينطبق على ليبيا، التى تضطلع مصر فيها بدور مركزى لدعم إعادة بناء الدولة، مركزًا على أن عامًا مر منذ تبنى مبادرة الأمم المتحدة للمعالجة الشاملة للأزمة الليبية دون تحقيق تقدم فى تنفيذها.. موضحا أن القضية الفلسطينية تقف دليلاً على عجز النظام الدولى عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والذى يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

جدد الرئيس التأكيد على ضرورة العمل لإنفاذ المبادرة التى أطلقتها مصر خلال عضويتها فى مجلس الأمن الدولى لإيجاد إطار دولى شامل لتطوير السياسات وأطر التعاون لمكافحة الإرهاب. . مشيراً إلى أن العملية الشاملة «سيناء 2018» لمكافحة الإرهاب ودحره نهائيًا، مشددًا على حجم التمويل ونوعية التسليح والتدريب ووسائل الاتصال التى تحصل عليها الجماعات المتطرفة.
وتوقف الرئيس مع قضية حقوق الإنسان، قائلاً: «إن حماية حقوق الإنسان لن تتحقق بالتشهير الإعلامى وتسييس آليات حقوق الإنسان، وتجاهل التعامل المنصف مع كافة مجالات حقوق الإنسان، بما فيها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية».

وخلال مشاركته فى قمة «نيلسون مانديلا للسلام»، ألقى السيسى كلمه أكد فيها أن مسيرة الزعيم الإفريقى «مانديلا» تجسدت فيها آمال الشعوب الإفريقية نحو الاستقلال والكرامة، ضمن رموز إفريقية مثل نكروما وجمال عبدالناصر وسيكوتورى ونيريرى.

فى الاجتماع الرفيع المستوى حول تنفيذ اتفاقية باريس حول تغير المناخ، أوضح الرئيس، أن قضية تغير المناخ لا تقتصر آثاره على نطاق جغرافى دون آخر، فالكل معرض دون استثناء لتحمل الثمن الباهظ، لذلك فعلينا العمل جميعًا على رفع الوعى بهذه القضية.
وأضاف أن مصر تنبهت منذ فترة للآثار السلبية لتغير المناخ، سواء فيما يتعلق بالمخاطر التى قد تهدد دلتا نهر النيل بسبب ارتفاع منسوب البحر المتوسط وازدياد ملوحة التربة.

فيما استعرض الرئيس خلال ترؤسه الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة الـ77 والصين، التى تتولى مصر رئاستها خلال العام الجارى للمرة الثالثة فى تاريخ المجموعة، الدور المصرى فى دعم أنشطة المجموعة منذ تأسيسها فى ستينيات القرن الماضى.