الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس يسلم «فلسطين» رئاسة قمة الـ77

الرئيس يسلم «فلسطين» رئاسة قمة الـ77
الرئيس يسلم «فلسطين» رئاسة قمة الـ77




متابعة - أحمد قنديل

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس، أعمال الاجتماع الـ 42 لوزراء خارجية مجموعة دول الـ«77 والصين» فى نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة بالأمم المتحدة.
واستعرض الرئيس السيسى فى كلمته الافتتاحية -قبيل تسليم رئاسة المجموعة إلى فلسطين فى دورتها المقبلة- الدور المصرى فى دعم أنشطة المجموعة منذ تأسيسها فى ستينيات القرن الماضى، مما ساهم بشكل فعال فى تعزيز مسيرة ودور المجموعة فى إطار التعاون فيما بين دول الجنوب.

ورحب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بداية كلمته بالرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، ورئيسة الجمعية العامة، والسكرتير العام للأمم المتحدة، والوزراء والوفود والحضور، حيث قال: «بدايةً أود أن أرحب بكم فى هذا الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة السبعة والسبعين التى تشرف مصر برئاستها هذا العام، وللمرة الثالثة فى تاريخ المجموعة، وبينما اضطلعت مصر بدور ريادى لتأسيس هذه المجموعة فى منتصف عقد الستينيات من القرن الماضى، مازالت بعد نصف قرن من الزمان فى طليعة الداعمين للحركة، فمبادئ السياسة الخارجية المصرية تشمل تعزيز التعاون فيما بين دول الجنوب بهدف جعل النظام الدولى أكثر إنصافًا وعدالة، وأن تظل أولوية القضاء على الفقر بمثابة الهدف الأسمى الذى تتجه إليه جهودنا المشتركة من أجل رفعة شأن الإنسان والعبور بمواطنينا لتخطى منزلق العوز والحاجة إلى آفاق التنمية المستدامة القائمة على المساواة.
وأضاف: «إن التحولات السياسية والاقتصادية والتقنية ذات الوتيرة المتسارعة وتأثيرها على مختلف مناح الحياة تمثل منعطفًا مفصليًا ستكون لتبعاته آثار ستغير من نمط الحياة فى عالمنا المعاصر، وعلى دولنا وشعوبنا التى تمثل 80% من سكان هذا العالم، وأحد أهم أوجه هذه التحولات هى «التكنولوجيا البازغة» وأثرها على فرص العمل، وفى هذا السياق، نلاحظ جميعًا ما أتاحه الإنترنت والهاتف المحمول من مجال للتواصل ونمو التجارة وما ترتب عليهما من نشأة خدمات وفرص عمل جديدة، ولكننا نعى جميعًا أن النفاذ لتلك التقنيات - التى أضحت أساسية - ليس متساويًا، فضلًا عن أن النفاذ للتقنيات البازغة مثل الذكاء الاصطناعى والنانو والبيوتكنولوجى يعد أكثر صعوبة، وهو ما يطرح بضرورة التعامل مع الفجوة التكنولوجية القائمة فيما بين الشمال والجنوب من جهة وداخل الدولة الواحدة من جهة أخرى».
وتابع: «تأتى آثار التكنولوجيا البازغة على تشغيل الشباب والقدرات الإنتاجية كأحد أهم التحديات أمام الدول النامية حيث يمثل توفير فرص العمل للشباب فى القطاعات الإنتاجية تحديًا لغالبية الدول النامية خاصةً مع تنامى دور التكنولوجيا البازغة وآثرها على سوق العمل، ومن ثَم فإنه يتعين على المجموعة تحديد رؤية مشتركة إزاء تلك القضية بما يُمكن من تناولها بالمحافل الدولية المعنية بشكل يتسق مع مصالح الدول النامية، أخذًا فى الاعتبار التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للبطالة وخاصةً لفئة الشباب، لذا، أولت الرئاسة المصرية للمجموعة خلال الفترة الماضية اهتمامًا بموضوع التكنولوجيا البازغة وكيفية تسخيرها لأغراض التنمية، وقد استهدف ذلك دفع المجموعة لمناقشة تلك الموضوعات والتعامل معها، فضلًا عن بحث سبل ضمان ألا تستغل التكنولوجيا لترسيخ عدم المساواة بين الشعوب أو داخل المجتمعات، وإنما تساعد على تصحيح تلك الاختلالات، بما يعاوننا جميعًا على تحقيق التنمية المستدامة لشعوبنا، وتأمل مصر فى أن تستمر المجموعة خلال الفترة المقبلة فى أن تولى أهمية خاصة بتلك الموضوعات».
واستطرد: «إذًا، دعونا نتفق فى هذا الصدد على أن ننطلق من أولوياتنا وما نحتاج إليه من تنمية فى قطاعات أساسية كالصحة، والتعليم، والغذاء، والمياه والطاقة، بحيث نبحث سويًا فى كيفية تشجيع التطبيقات التكنولوجية المؤثرة على أرض الواقع فى المجلات السابق ذكرها، وينبغى أن نحرص كل الحرص على تفضيل تلك التقنيات التى توفر فرص عمل جديدة ولا تقضى على فرص قائمة، ولا شك أن منهجًا تعاونيًا يقوم على تبادل الخبرات بين الدول النامية وتيسير التعاون بين مراكزنا البحثية، وشركاتنا ورواد أعمالنا لمواجهة تحديات التنمية سيضمن تسخيرًا للتكنولوجيا لأغراض التنمية المستدامة، وتعزيزًا لطاقاتنا الانتاجية وتوفيرًا لفرص العمل خاصة فيما بين الشباب».
وأردف: «مثلما قدمت مجموعتنا فى السنوات الماضية إسهاماتها التى نتج عنها اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 2015 لخطة التنمية المستدامة 2030، بما تضمنته من أهداف وغايات طموحة وواسعة النطاق، تأكيدًا على محورية التنمية وعلى ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولى نحو استكمال مسيرة الأهداف الإنمائية للألفية وإنجاز ما لم يتحقق فى إطارها، فيجب أن تأخذ مجموعة الـ77 مرة أخرى بزمام المبادرة والتعاون مع الجهات الفاعلة الأخرى للبدء فى التناول المنهجى للتعامل مع قضايا التكنولوجيا البازغة فى عالم ما بعد أجندة التنمية 2030».
وقال الرئيس السيسى فى كلمته: «كما لا يفوتنى أن أشير إلى قضية تغير المناخ وما تمثله من تحد يواجه الدول النامية فى تنفيذ أجندة التنمية المستدامة، وتقوم مصر بصفتها رئيس مجموعة السبعة والسبعين بالتفاوض باسم الدول النامية خلال مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ ونبذل مساعينا من أجل دفع الجهود الدولية لتنفيذ بنود اتفاقية باريس لتغير المناخ، خاصة تلك المتصلة بحشد موارد التمويل اللازمة لدعم جهود الدول النامية فى مواجهة تحديات تغير المناخ، وبناء القدرات، ونقل التكنولوجيا، وأنوه هنا إلى استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف الرابع عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى فى مدينة «شرم الشيخ» فى نوفمبر المقبل لتناول جهود تنفيذ أجندة التنمية المستدامة».
وأضاف: «لقد حرصنا خلال رئاستنا الحالية للمجموعة على دفع الجهود الرامية لإصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة للاستجابة بشكل أكبر للمتطلبات والاحتياجات التنموية للدول الأعضاء، إلا أن جهودنا المشتركة فى العمل الجماعى الدولى نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لن تنجح سوى من خلال توفير التمويل اللازم وتهيئة المناخ الدولى الملائم لتدفق الموارد اللازمة للتنمية وخاصةً للدول النامية، من خلال معالجة المشكلات الهيكلية القائمة بالمنظومة الاقتصادية والمالية والتجارية العالمية، وهو ما ينسحب بطبيعة الحال على جهود التعامل مع تحديات التكنولوجيا البازغة وآثارها المختلفة».
وتابع: «أعرب مجددًا عن خالص التقدير لجهودكم من أجل نصرة مبادئ مجموعة السبعة والسبعين، ودعمكم للرئاسة المصرية، وسنظل من جانبنا أوفياء للوعد وللمبادئ التى أسسناها سويًا وعملنا على تحقيقها على مدار خمسة عقود منذ إنشاء المجموعة، وختاما.. أهنئكم أخى الرئيس محمود عباس على تولى فلسطين لرئاسة مجموعة الـ77 خلال العام المقبل، وأؤكد لكم أن مصر، وجميع الدول الأعضاء بالمجموعة، ستكون داعمة لكم ولرئاستكم، التى نثق فى اضطلاعكم بها بحكمة، واقتدار، ومسئولية تجاه مصالح كل الدول الأعضاء».