كواليس الصالون الرئاسى فى نيويورك

الإعداد للزيارة الناجحة خلفه فريق عمل رئاسى رفيع المستوى ومتناغم لتحقيق أعلى مصلحة وطنية

السيسى جعل من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة ليسمع العالم صوت مصر ورؤيتها وتكوين أكبر شبكة علاقات دولية

 

24 أكتوبر 1945 بدأت مصر عضويتها فى الأمم المتحدة، التاريخ متزامن مع الانطلاق للمنظمة الدولية، مصر عضو مؤسس مع 50 دولة أخرى، للدبلوماسية المصرية تاريخ أممى عريق خفت بريقه فى السنوات الأخيرة.
كان الحضور المصرى ليس ذا تمثيل عال فى اجتماعات الشق رفيع المستوى المنعقد كل عام، فرصة استراتيجية أغفلتها مصر لسنوات، الحضور يقتصر على مندوب مصر فى الأمم المتحدة ووزير الخارجية على أقصى تقدير لإلقاء كلمة مصر.

 تحول نوعى فى عهد عبدالفتاح السيسى، الرجل انتهج مبدأ الدبلوماسية النشطة كيف يستثمر هذا الحضور الدولى لعرض وجهة نظر مصر، والاستفادة من تكوين شبكة علاقات دولية متشعبة ومنفتحة ومعقدة لتمرير المصالح المصرية.
خلال 4 سنوات نجح الرجل وفريقه فى بناء قاعدة قوية فى نيويورك تطور لافت تجلى فى الزيارة الخامسة، رجل مصر القوى يقف فى المقدمة وخلفه طاقم استشارى وفريق عمل احترافى.

 العوائد تتعاظم، ترتيب دقيق، إعداد الزيارة سابق بمدة، محدد الأهداف والتوجهات، الكلمات مرتبة، اللقاءات متنوعة، فريق رئاسى متناغم فى خدمة أهداف الوطن.
انعكس ما تقدم على تهافت الطلبات للقاء الرئيس، منذ لحظة الوصول حتى المغادرة، جدول أعمال مزدحم، الكل يرغب فى لقاء رئيس مصر التجربة المصرية مغرية وجاذبة، أبدا بقمة السيسى - ترامب، ترامب يرى فى السيسى صديقًا عظيمًا، هكذا قال له فى اللقاء، أكد عليها فى تغريدته عقب اللقاء، ترامب يقدر فى الرجل مشروعه الوطنى ودوره فى إنقاذ البلاد والعباد، اللقاء تجاوز الوقت المحدد سلفًا، أخذ كثيرًا من الوقت يشيد بالتجربة المصرية، مكافحة الإرهاب فى ظرف تاريخى مأزوم، تحدى التحدى.

 فترة زمنية قصيرة نجحت فيها مصر فى محاصرة الإرهاب الأسود، مواجهة بكل قوة، بالتوازى تجرى عملية تثبيت أركان الدولة، على خط موازٍ ثالث عجلة تنمية وإصلاح اقتصادى الأفضل من نوعه.
فى السابق لم يكن هناك صوت يعلو فوق صوت المعركة، مصر خاضت وتخوض معارك على جبهات عدة لا نمتلك رفاهية الوقت، سباق للزمن لاستعادة مصر الركب الحضارى كدولة بالمعنى المعروف فى السياسات الحديثة، ترامب عرج على أحوال الأقباط التى تحسنت فى عهد السيسى، ضوء أخضر للشركات الأمريكية لضخ استثماراتها فى مصر.
تفهم للرؤية المصرية فى ملفات ليبيا وسوريا، مصر لم ولن تحيد عن موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، حل الدولتين - القدس عاصمة فلسطين.

 «من الولايات المتحدة!» أوروبا، انفتاح غير مسبوق بين القاهرة والقارة العجوز، أوروبا المنبهرة بالحالة المصرية، هكذا بدأ حديثه رئيس الوزراء البلغارى «بويكو بوريسوف» قال للسيسى سمعت عنك الكثير وكنت أتطلع للقائك.

 عقب كلمات الترحيب، بويكو كان شغوفا باطلاعه على تجربة مصر، كيف خلص السيسى البلاد من شرور الإرهاب، نجاح البرنامج الخاص بالإصلاح الاقتصادى المصرى حديث العالم، كيف استطاعت القاهرة أن تخلص أوروبا من كابوس الهجرة غير الشرعية.
منذ سبتمبر 2016 لم تخرج مركبة واحدة من الأراضى المصرية تحمل مهاجرين غير شرعيين إلى أوروبا.
سيبا ستيان كورتز مستشار النمسا التقى السيسى فى القاهرة منذ أيام بصحبة رئيس المجلس الأوروبي، كرر الزيارة لمقر إقامة السيسى فى نيويورك، تحركات أوروبية مع القاهرة.

 مصر بمجهودها منفردة تواجه الإرهاب القادم من ليبيا، تؤمن البحار التى كانت منصات للهجرة غير الشرعية، مجهود خرافى عسكرى وأمنى وسياسى واقتصادى، بركة غليون من منصة للهجرة غير الشرعية، اليوم لأكبر مزرعة سمكية فى الشرق الأوسط، المكافحة بالتنمية.
أوروبا تفتح أبواب التعاون مع القاهرة - رئيس البرتغال، رئيس وزراء النرويج، سويسرا، إيطاليا، تستعد القاهرة فى فبراير المقبل لعقد قمة عربية أوروبية، النموذج المصرى مغرٍ بتكراره مع دول شمال إفريقيا، أوروبا تسمع مصر بتفهم رؤيتها فى ليبيا تحديدًا.

 القاهرة مركز للطاقة جنوب المتوسط، استراتيجية مصرية تهدف لتحويل البلاد لمركز لتجارة وتداول وتسييل وتصدير الغاز، القاهرة الأقرب إلى أوروبا، مصر أحرزت أهدافا فى هذا الملف، أوروبا تستعد للشتاء أكثر دفئًا من خلال الغاز المصرى.
الأمر يعنى ببساطة شراكة استراتيجية مع الشريك الأوروبى.

 لاجارد.. المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، التقت الرئيس، مصر نموذج مثالى فى تعاون الصندوق مع الاقتصاديات الناشئة، السيدة لم تصدق، التزام مصر بدقة بخطة الإصلاح، 4 سنوات لم تتراجع فيها مصر عن أى خطوة فى روشتة الإصلاح، النتائج مبهرة، الصندوق اتخذ من التجربة المصرية نموذجا للتعميم، هذا بعض مما دار فى كواليس الصالون الرئاسى، التابع فى خلفية قاعة اجتماعات الأمم المتحدة، أو ذلك الذى بمقر إقامته، وأنت تقرأ هذا المقال سيكون الرئيس والوفد المصاحب له فى طريقه إلى القاهرة.