الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ميركل» تصفع «أردوغان» وترفض تطبيع العلاقات

«ميركل» تصفع «أردوغان» وترفض تطبيع العلاقات
«ميركل» تصفع «أردوغان» وترفض تطبيع العلاقات




كتبت – داليا طه

لم يتخيل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الاستقبال المخزى الذى لاقاه فى زياته لألمانيا إذ اندلعت الاحتجاجات المنددة بزيارته ووصوله فى عدد من المدن الألمانية ، وتنامت مع افتتاحه مسجدا فى مدينة كولونيا.
وقد أحبطت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل  مساعى أردوغان لكسب دعم ألمانى فى مواجهة العقوبات الأمريكية على بلاده، وتطبيع العلاقات مع برلين.
وقالت المستشارة الألمانية فى مؤتمر صحفى جمعها بالرئيس التركى إنه لا تزال هناك «اختلافات عميقة» مع تركيا فيما يتعلق بحرية الصحافة وحقوق الإنسان.
وعلى الرغم من أن أردوغان قد أشار إلى أن ألمانيا وتركيا تفتحان صفحة جديدة فى علاقاتهما التى توترت بسبب سجل حكومته فى مجال حقوق الإنسان ودولة القانون، قال الرئيس الألمانى فرانك-فالتر شتاينماير ، عقب لقائه بالرئيس التركى إن الزيارة لا تعنى «تطبيع» العلاقات.
وأضاف الرئيس الألمانى بالقول «نحن على مسافة بعيدة من ذلك، لكن هذا يمكن أن يكون بداية»، ما اعتبره مراقبون إحباطا جديدا لمساعى أنقرة فى تطبيع العلاقات مع أهم قوة اقتصادية أوروبية، يتوق أردوغان إلى كسب دعمها لمواجهة العقوبات الأمريكية التى عصفت باقتصاد بلاده.
ووجهت ميركل صفعة جديدة، حسب محللين، للرئيس التركى من خلال تجديد رفضها لتصنيف جماعة رجل الدين فتح الله كولن كجماعة إرهابية، وهو ما تطالب به أنقرة بقوة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة فى 2016. وقالت ميركل «ندين المحاولة الانقلابية فى تركيا، وقد أعلنتها سابقا لا يمكن القبول بذلك أبدا، لكن لدينا حاجة إلى المزيد من المعلومات لتصنيف حركة جولن كمنظمة إرهابية».
وأكد محللون أن مساعى أردوغان تظل صعبة المنال فى ظل تنامى التوتر بين أنقرة وبرلين، التى تشترط واشنطن، إطلاق سراح السجناء المحتجزين فى تركيا قبل النظر فى تطبيع العلاقات.
وقال فرانك-فالتر شتاينماير إن الزيارة لا تعنى تطبيع العلاقات فنحن على مسافة بعيدة من ذلك
واتهمت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألمانى، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بدعم جماعات إرهابية وإسلاميين متشددين.
وقالت زارا فاجنكنشت لوكالة الأنباء الألمانية «الرئيس أردوغان وحكومته يتعاونان مع جماعات إرهابية إسلامية»، لافتة إلى أنه يتم تحسين تسليح مثل هذه الجماعات فى سوريا من قبل تركيا.
وانتقدت فاجنكنشت الاستقبال الرسمى للرئيس التركى فى ألمانيا قائلة :«إنه أمر سخيف تماما ومخجل، استقبال شخص يهدم فى بلاده الديمقراطية ويؤسس ديكتاتورية إسلامية، بالسجادة الحمراء وبكل مراتب الشرف، بذلك يتم تعزيز ظهر أردوغان».
وأعربت اليسارية الألمانية البارزة عن رأيها فى أن تطبيع العلاقات بين ألمانيا وتركيا ليس متوقعا، مؤكدة «يمكن أن يكون هناك تطبيع فقط إذا تم تطبيع العلاقات داخل تركيا». وأضافت «إذا ظهر حاليا أن أردوغان يصوب نهجه بشكل جدى ويطلق سراح منتقدى نظام الحكم وألا تكون هناك أى اعتقالات وحالات اضطهاد أخرى، فسيكون من المناسب بالتأكيد أيضا تطبيع العلاقات مجددا».
وطالب حزب الخضر من المستشارة الألمانية اتخاذ موقف واضح من الديكتاتورية فى تركيا وممارسات الرئيس التى تقوض أركان دولة القانون، فيما يواصل النظام التركى اعتقال المعارضين السياسيين وحتى الأجانب من الأمريكيين والألمان وغيرهم تحت يافطة جماعة رجل الدين فتح الله جولن، التى تصنفها أنقرة بمفردها كجماعة إرهابية.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب أنتون هوفرايتر: «لا يمكن أن تكون هناك مساعدات قبل أن تسود الظروف الديمقراطية مرة أخرى فى تركيا وقبل أن تعود دولة القانون وحرية الصحافة».
ورأى هوفرايتر فى تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن تركيا استخفت بعلاقاتها مع جميع الشركاء وأصبحت تعانى من ضغط اقتصادي، مضيفا «لا بد أن تستغل الحكومة الألمانية ذلك لإجبارها على انتهاج سياسة جديدة فيما يتعلق بحرية الصحافة والرأى والحرب على الأكراد والتجسس على ذوى الأصول التركية فى ألمانيا من خلال أئمة المساجد».
وشدد السياسى الألمانى على ضرورة عدم دخول ألمانيا فى مباحثات مع تركيا بشأن توسيع الاتحاد الجمركى بين البلدين طالما لم يتغير شىء بالنسبة إلى هذه الممارسات.