الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الغلابة» يشيعون «ضحايا المعمورة».. و«الساسة» يكتفون بنعيهم







 
يعيش سكان شارع الرحاب بمنطقة المعمورة الذين ظلوا يرافقون قوات الإنقاذ أثناء انتشال جثث جيرانهم بالعقار المنهار منذ فجر الأربعاء وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى مأساة حقيقية للتخفيف من ألم أهالى الضحايا الذين كتب لهم النجاة من تلك الكارثة المفجعة. وكشفت روايتهم المفزعة عن انتظارهم للموت أحياء تحت أنقاض عقارات شيدت على أرض رملية لا تصلح للبناء ولا يوجد لها أى نظام للصرف الصحي.
أكد رمضان محمد أن المنطقة امتلاءت بناطحات السحاب رغم أنها لا تصلح للبناء وبها طفح مجارى بشكل دائم.. مشيرا إلى أنهم يدفعون كل شهر أربعة جنيهات إضافية من أجل الصرف مضافة إلى فاتورة  المياه رغم أن نظام الصرف تلف تماما حيث يقومون كل شهر بإصلاح وتركيب ماسورات بلاستيكية على نفقتهم الشخصية تنكسر مع أول مرور لسيارة بالمنطقة.. لافتا إلى أنهم  لا يستطيعون الإقامة فى أماكن أخرى نظرا لارتفاع أسعار الشقق وانخفاض دخلهم.
فيما أكد الكثيرون من سكان المنطقة أن سكان العقار تم تنبيههم من قبل إحدى المقاولين قبل انهيار العقار بثلاثة أيام وأن العقار قد ينهار فى أى وقت حيث كان يقوم بالحفر بالقرب من العقار للبناء واكتشف أن أرض العقار وأساسه لا يصلحان للسكن وأخبرهم بضرورة رفع كل شخص 10 آلاف جنيه لإصلاح العقار إلا أنهم رفضوا.
ومن أكثر القصص التى تحدث عنها شهود العيان هى قصة محمد الذى انتظر الجميع طيلة الليل خروجه من تحت الأنقاض حيث جلست أمه ممزقة الملابس على صخور العقار يجاورها شقيقه وعدد من إخوته فى انتظاره.
محمد ذهب قبيل انهيار العقار للمسجد ليصلى الفجر إلا أنه فور وصوله لمدخل العقار شعر بالانهيار فأخرج أمه واخوته وابناءه وعاد مره أخرى إلى العقار حتى يوقظ  جيرانه  بعد أن فشل صياحه بأن العقار ينهار فى ايقاظهم وما إن دخل إلى بوابة العقار حتى انهار فوقه ليدفن حيا ويدفع حياته ثمنا لشجاعته وإخلاصه.  وتحدث الشهود عن سيدة جلست تبكى وتصرخ ممسكة بيدها «ملاية» سرير تقبلها وتبكى وأكد الشهود أن ابنتها عروسة كانت قد سكنت العقار منذ يومين فقط.
إحدى الفتيات شاهدت سيده تدعى آمال تسكن الدور الأول قامت بإلقاء ابنتها من النافذة لأول شخص قابلها لكى تنقذها من الموت خشية من أن الموت معها.
وأكد الشهود أيضا قيام شابين بإلقاء نفسيهما من الدور الرابع بالعقار حتى لايدفنا أحياء فيما أكد الشهود أن المصابين الذين خرجوا أحياء هم سكان الطابق الأخير.
بينما اكد الشهود أيضا حضور أسرة للمبيت بإحدى الشقق المغلقة ليكونوا بالقرب من قريبهم المريض بأحد المستشفيات وتوفوا جميعا وأيضا توفيت أسرة مكونة من تسعة أفراد أب وأم وأولادهم واحفادهم دفنا» تحت الأنقاض.
وقال الدكتور عمرو نصار مدير مرفق إسعاف الإسكندرية أن جثث الضحايا فى مشرحة كوم الدكة يقوم ذووهم باستلامهم حتى يتم دفنهم.
من جهة أخرى قال اللواء أحمد صالح السكرتير العام لمحافظة الإسكندرية إن العقار المنكوب صدرت له 7 قرارات إزالة وتم تقديم 4 بلاغات للنيابة العامة ضد السكان حتى يتم إخلاء العقار لكنهم رفضوا ذلك منذ فترة.
من جهة أخرى اختفت الأحزاب السياسية من الحادث خوفًا من فتك الأهالى بهم واكتفت جماعة الإخوان المسلمين فى الإسكندرية بنشر نعى لضحايا العقار المنكوب.
وأوضح أنس القاضى المتحدث باسم الإخوان المسلمين فى الإسكندرية أن الحادث يعكس مدى الحالة التى وصلت إليها مصر بشكل عام والإسكندرية بشكل خاص من ضيق ذات اليد والعوز الذى دفع المواطنين إلى شراء وحدات سكنية مخالفة ومهددة بالانهيار نظرًا لضعف قيمتها المالية فى ظل فساد واسع وجشع وطمع من بعض المقاولين.