الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النصوص المسرحية بين الواقع والمأمول1

النصوص المسرحية بين الواقع والمأمول1
النصوص المسرحية بين الواقع والمأمول1




تحقيق- مروة مظلوم


إذا كان الأب هو العمود الفقرى للأسرة، فالمسرح هو العمود الفقرى فى بناء الفن لذا يحق له أن يلقب بأبو الفنون فهو أول أشكال الإبداع التى عرفها الإنسان، والشائع أن الإغريق القدامى هم أول من عرفوا المسرح،لكن هذا القول قد أُثبِت مؤخراً بطلانه، بعد أن وجد الدليل القاطع على أن الفراعنة قد قدموا فنوناً مسرحية، وذلك بحسب النقوش التى وجدت بمحيط المقابر الفرعونية، التى تم الكشف عنها بمنطقة بنى حسن بمحافظة المنيا، والتى يرى علماء الآثار أنها توضح قيام الفراعنة بتقديم عرضاً مسرحياً، وقالوا بأن تلك العروض كانت تقدم بساحات المعابد، وكانت عروضهم تتضمن محاكاة تمثيلية للأساطير الشهيرة بالثقافة الفرعونية، والنقوش كانت تصور تجسيد عرضاً لأسطورة إيزيس وأزوريس.. إذاً فالقصة مصرية والمؤلف مصرى والأبطال مصريون والجمهور مصرى والفن مصرى خالص.. فأين مصر الآن من أبو الفنون؟.. تراجع إبداعها أم طغت عليه فنون أخرى أم إنصرف جمهوره وخبت أضواءه؟!.. تناولت «روزاليوسف» القضية بالبحث عن النص المسرحى؟
يقول د. أحمد صقر أستاذ الدراما والنقد المسرحى بجامعة الإسكندرية أن جيل الكُتًاب الذى ظهر فى أعقاب ثورة 1952 كانت خطواته الأولى قد ظهرت قبل قيام الثورة فى مرحلة الأربعينيات، حيث ساعده المُناخ المسرحى الذى جاءت به الثورة على الظهور والإنتشار إذ إرتبطت القضية الإجتماعية بالثورة منذ بدايتها، خاصة وأن الثورة لم تلبث أن احتضنت الفكر الإشتراكى، وما يتصل به من قضايا العدالة الإجتماعية، وفى طفرة غير مسبوقة ظهرت أعمال ومؤلفات مسرحية كُتِبَت مباشرة لخشبة المسرح ولها قيمتها الأدبية والفنية التى تتسم بها مسرحيات الكتاب المطبوعة، فقد عاش مسرحنا مدى تاريخه الطويل، من منتصف القرن التاسع عشر، وهو يعتمد على الإعداد والإقتباس والتعريب، إلا فى النادر اليسير، الذى كانت تلمع فيه بعض الومضات من ومضات التأليف المسرحية، غير أنها كانت مسرحيات مقوماتها الدرامية محدودة؛ ولم يتحقق التكامل إلا فى مرحلة الستينيات، حيث ظهر عددا من كتاب المسرح يتمتعون بالنُضج الثقافى فى المعرفة بجوانب الثقافة العالمية، كل هذا مكًن معظم كتاب هذه المرحلة من تقديم أعمال لاتزال تحتل مكانة كبيرة بين الأعمال المسرحية الخالدة.

عمالقة الستينيات
ظهر فى هذه الفترة كتاب أمثال «رشاد رشدى» و«ألفريد فرج»- و«سعد الدين وهبه»- و«يوسف إدريس»- و«نعمان عاشور» و«ميخائيل رومان»- و«صلاح عبد الصبور»- و«عبدالرحمن الشرقاوى» و«نجيب سرور»-، حيث تنوعت أساليب الدراما واتجاهاتها بين هؤلاء الكُتًاب، مابين دراما واقعية إجتماعية، ودراما واقعية سياسية، وذلك إلى جانب الدراما الذهنية التى أرسى قواعدها «توفيق الحكيم» من قبل، والميلودراما الشعبية والاجتماعية التى عرفت مبكرا عند «إسماعيل عاصم» و«فرح أنطون»- و«إبراهيم رمزى»- و«عباس علام» وغيرهم.
هل لايزال النص المسرحى ينشر فى مطبوعات ويباع كما كان فى عهد عمالقة المسرح؟.. وهل له جمهور من القراء؟ توجهنا بهذا السؤال إلى أصحاب دور النشر الخاصة والتابعة للهيئات الحكومية وتنوعت إجابتهم كالتالى:
يرى هشام أبوالمكارم صاحب دار أوراق للنشر والتوزيع أن النص المسرحى اختفى من قوائم دور النشر لسبب بسيط لم يعد هناك نصوص مقدمة للجان القراءة، خلال 9 سنوات له فى مجال النشر لم يقع تحت يده نص مسرحى واحد فى حين أنه يعرض عليه روايتين أو ثلاثة فى الأسبوع أكثرهم لايرقى لتصنيف رواية هو مجرد تجارب للكتابة وليس نصا أدبيا يصلح للنشر،وفى رأيه المسرح فى مصر انتهى تقريباً منذ أوائل الثمانينيات.
ويضيف أبو المكارم أن أزمة المسرح مرتبطة بشكل أو بآخر بمنظومة التعليم فى مصر، فنجد أن عمالقة المسرح أمثال توفيق الحكيم وصلاح عبد الصبور جاءا من رحم منظومة تعليم قوية، فى حين أننا نعانى من انهيار كامل فى هذه المنظومة تحديداً لذا من الصعب أن نجد نصاً جيداً سواء مسرحيا أو روائيا أو شعريا، أين شعراء مصر الكبار المشهورون أكثرهم «ممثلون» مدربون على الإلقاء، ومن يحاول الكتابة للمسرح من الجيل الحالى لم يقرأ عن المسرح ولم يجد اهتماما من أية جهة تؤهله للكتابة له، إذ ارتبطت صورة المسرح لديهم بالمسرح السياحى التجارى عندم كانت هناك سياحة فى مصر.. فضلاً عن أزمة الثقافة نفسها فى مصر والتى تدار بشكل عشوائى دون منهجية. ويؤكد أن هناك فرقا مسرحية مستقلة تقدم مسرحيات إرتجالية رائعة ولكنها أقرب إلى الإسكتشات ساخرة تعتمد على الضحك للضحك، وبالتالى ماينطبق على المسرح ينطبق على النص السينمائى كماً وكيفاً فالمتصدر للمشهد التجارى منها فحسب، حقيقة الأمر أن أزمة المسرح تلقى بظلالها على أنواع الفنون.

زمن الرواية إنتهى
أما هانى عبدالله صاحب دار نشر رواق يقول أنه خلال سبع سنوات هى مدة عملى فى هذا المجال لم يعرض علىَّ سوى نصين مسرحيين فى حين أن الرواية يقدم لنا أعمال كثيرة من 700 إلى 800 عمل سنويا ننتقى منها بالطبع مايصلح للنشر ونضعه فى خطة النشر بداية كل عام، ليس لدينا قيود أو شروط على العمل الجيد أى عمل سواء مسرحى أو روائى فإذا ماعرض علينا نص جيد مالمالنع من نشره، لكن فى حقيقة الأمر فى زمننا هذا المسرح لم يعد له جمهور وعلى الناشر أن يتجاوب مع احياجات السوق، فالنشر فى حد ذاته مغامرة فى ظل تراجع معدلات القراءة وأرتفاع أسعار الورق، لذلك ننشر الأعمال الاستثنائية وأحيانا يكون العمل ممتازا يدفعنا لنشره بغض النظر عن رواج سوقه لأننا نعلم جيداً أنه إضافة للتاريخ.
ويؤكد عبد الله أن زمن الرواية إنتهى منذ مايقرب العامين إذ دخل جمهور القراء مرحلة من الانتقائية حيث يبحث عن كتب بعينها منها الاجتماعى والنفسى والتاريخى والساخر احتلت قوائم الكتب الأكثر مبيعاً وتراجعت الرواية أمامها، فنجد الكاتب وليد فكرى يكتب فى التاريخ بصيغة أدبية فيحتل الأعلى مبيعاً مثل سندريلا سيكريت، الذكاء العاطفى، سكن فرعون موسى، لم تعد الرواية على قائمة الأكثر مبيعا إلا إذا كانت لكتاب بعينهم معروفين ومقربين للقراء أمثال أحمد خالد توفيق رحمه الله وأحمد مراد ومحمد صادق ومحمد طه .. إختلاف ذوق ووعى القارئ غير من خطط النشر لدى الكثير من دور النشر.

احتكار الكبار لهيئات الدولة
وعن سلسلة نصوص مسرحية التى تصدرها هيئة قصور الثقافة يحدثنا خالد رسلان فيقول: أن أولوية النشر تجعلنى فى حالة حرب مستمرة كل شهر بين أعمال الشباب وكبار الكتاب والصحفيين، والذين كثيراً مايلجأون لأسمائهم اللامعة لتتدخل القيادات فى نشر أعمالهم عنوة وبالتالى يتم إرجاء نصوص الشباب إلى أجل غير مسمى وإذا ماتجاهلنا هذه الحرب ونشرنا للشباب يردد كبار الكتاب والصحفيين عبارة «مين دول اللى بينشر لهم وإزاى دكتور فلان مايتنشرلوش» ويشن هجوم على السلسلة فى الصحف وأتهم بالتحيز ضدهم وقد تحولت بالفعل للتحقيق بتهمة إهدار المال العام لأننى نشرت لثلاثة من الكتاب الشباب فى كتاب واحد هم محمود جمال،وبيتر إسكندر، وأحمد نبيل.. دون أن يأخذ أحد فى الإعتبار أن كبار الكتاب ولصحفيين بنفوذهم وأسمائهم اللامعة تفتح لهم كل دور النشر العامة والخاصة أبوابها أما الشباب فلاباب لهم إلا مؤسسات الدولة الثقافية إن لم ننشر لهم من يفعل .. من يتبنى مواهبهم ويبرزها أليس هو دور الدولة؟!
ويضيف رسلان أن الأكثر غرابة أنه ما من صحيفة تهتم بعرض نماذج لنصوص الشباب المسرحية وبعضهم لاينشر أى أخبار عن نصوصهم المنشورة فى السلسلة إن لم نبعث إليه بنسخة بينما يتهافتون على نشر أخبار وحفلات توقيع وعروض كتب ونصوص لكبار الكتاب لايوجد مساحة لديهم للشباب نهائياً.

النصوص الكلاسيكية المترجمة
ليس كبار الكتاب وحدهم من يسعون لفرض نفوذهم على ساحة النشر فى الهيئات الحكومية للنشر -هيئة قصور الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب- وإنما تنافس النصوص الكلاسيكية المترجمة أيضاً نصوص الشباب فى أولوية النشر وهو مايمكن ملاحظته بشكل واضح فى جديد هذه الهيئات بالمعرض السنوى للكتاب فى حوارها مع الزميل طارق الطاهر بأخبار الأدب، قالت إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة أن هناك أنشطة تتكرر بذات المضمون فى وزارة الثقافة، منها قضية النشر. من الأمور التى تطرقت الوزيرة إليها فى حوارها، أنها كانت تستغرب أثناء رئاستها دار الأوبرا تكرار عناوين يتم نشرها فى قطاعات الوزارة، مما يعنى أنها جزر منعزلة، تشير الوزيرة إلى لجنة عليا للنشر، تعمل على التنسيق بين القطاعات المختلفة، تشدد الوزيرة فى حوارها إلى أنها ليست ضد أن تنشر هيئات الوزارة المختلفة، لكن بما يتماشى مع فلسفة كل هيئة.الكلمات السابقة تعكس حقيقة انفراد كل قطاع يمارس النشر داخل الوزارة بقرار إصدار الكتاب المترجم، دون الرجوع للهيئات الزميلة فى الوزارة، أو التنسيق معها.
هذا وقد اقترحت سهير المصادفة رئيس الإدارة المركزية للنشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب فى حوار سابق لها أن يجتمع كل المسئولين عن النشر فى وزارة الثقافة مرة واحدة شهريا ليطرح كل منهم خطته عن الأعمال المقبلة التى سيقدمها، وقالت التنسيق غائب بيننا، وأدعوهم إلى أن ننسق سويا، أنا لا أعرف ماذا سيطيع المركز القومى للترجمة، وكى أتجنب أن يقوم زملائى بنشر ما أنشره، أضع على صفحتى فى «الفيسبوك» أغلفة الكتب المنتظر صدورها عن سلسلة الجوائز، وغيرها من سلاسل النشر بهيئة الكتاب قبل صدورها فعلا بفترة طويلة.. إذا ماكانت تلك آراء ووجهات نظر المسئولين عن النشر بدور النشر العامة والخاصة.. أين المنشور له صاحب النص.. إلى أين هرب بإبداعه من روتين الأوراق وتصفحها وإلى أى مرسى ركنت سفينة إبداعه.

آلية توصيل النص للجمهور
على جانب آخر يرى يقول الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ أن أزمة المسرح ليست فى النص المسرحى وإنما فى آلية توصيل النص إلى الجمهور سواء عن طريق النشر أو العرض.. فعدد المنشور سنوياً من النصوص المسرحية فى كل دور النشر العامة أو الخاصة قليل جداً ولا يتحمل عبء النشر إلا المؤسسات القومية وبينما تخشى الخاصة من خوض المغامرة بحجة أنه لايوجد جمهور قارئ للمسرح على العكس هناك جمهور عريض بحاجة إلى نصوص مسرحية جديدة على سبيل المثال هناك 40 ألف مدرسة بحاجة سنويا لنصوص لتقديم عروضها فضلا عن المسابقات التى تقيمها قصور الثقافة للنصوص والعروض المسرحية.
يلى النشر آلية العرض والتى تعتمد بدورها على رؤية المخرج فى إختيار النص باعتباره هو المتحكم فى هذه العملية وهناك موضة لدى المخرجين لكى تحصد عروضهم الجوائز والمراكز فى مسابقات المسرح هى اختيار لنص العالمى فهو نص تم تجربة عرضه 1000 مرة ونجاحه مضمون فتنفيذه برؤية جديدة أسهل من البحث عن نص يعرض للمرة الأولى، قلة من المخرجين من يلجأون للنص العربى عامة والمصرى خاصة عن اقتناع بتنفيذ عمل جديد لم يعرض من قبل وهو يعلم جيداً أنها مغامرة، وعليه فى رأيى الشخصى يجب على لجان التحكيم فى المهرجانات ومسابقات المسرح أن تراعى فى مفردات التحكيم تمييز المخرجين المغامرين بالنصوص العربية، كذا الإهتمام بمسابقات النصوص المسرحية مثل محمد تيمور للإبداع والتأليف المسرحى للشباب ومسابقة توفيق الحكيم ومسابقات قصور الثقافة والمسابقات العربية مثل الشارقة ومسابقات وزارة التربية والتعليم والمسرح المدرسي،والأندية الرياضية التابعة لوزارة الشباب والرياضة والتى يتم انتاج نصوصها سنويا كل هذه المسابقات من شأنها تشجيع ناشرين القطاع الخاص على خوض مغامرة نشر النصوص المسرحية وهم على يقين أن لها جمهور ينتظرها.

الفيس بوك أسرع من الكتاب
يقول محمود جمال أو «الحدينى» كاتب مسرحى شاب: لقد زالت عنى رغبة نشر النص المسرحى فى كتاب مطبوع بتعقيداته،فأليات العصر إختلفت عن السابق لم يعد الكتاب هو القناة الوحيدة للكاتب لنشر النص المسرحى فهناك مواقع التواصل الاجتماعى ومجموعات الفيس بوك فضلا عن «مكتبة المسرح» التى تجمع النصوص المسرحية، كذلك الجمهور العادى يميل إلى مشاهدة المسرحية على المسرح والإستمتاع لا قراءة النص كرواية، كانت لى تجربة فى صياغة مسرحية «اليوم الأخير» «إريوس» و«1980 وأنت طالع».. وصدر لى عن الهيئة العامة للكتاب «طريق الحرب والموت» ورغم نفاذ الطبعة لم تجدد طبعتها وانتهت القصة، كذلك قام خالد رسلان بنشر ثلاث نصوص فى كتاب واحد جمع بينى وأحمد نبيل وبيتر إسكندر وحمل عنوان «اليوم الأخير» نفذت الطبعة بعد صدورها بيومين أنا نفسى حاولت شراءها ولم أجدها ولم يعاد طباعتها رغم نفاذها من حوالى 15 سنة كانت هناك مسرحية الدخان لميخائيل رومان تبع الهيئة العامة للكتاب نفذ الكتاب بعد أسبوع ولم تجدد طباعته.. بالنسبة لى أصبح هناك يقين أن مايخلد النص المسرحى هو العرض المسرحى لا الكتاب المقروء.
ويوضح «الحدينى» أن قوام النشر الدعاية وهو مايفعله الشباب الأن مستغلين مواقع التواصل الإجتماعى، عكس ماكان رائجاً فى أجيال سابقة اعتمدت على الصحف والتليفزيون فى الترويج لأعمالها، ويؤكد الحدينى أن وحده جيل المسرحيين المنغلق على نفسه غير مدرك لتطور المجتمع وآليات الشباب الجديدة وأنه قادر على اجتذاب هذا العدد الرهيب من الجمهور من دون دعاية صاخبة يكفى جودة العمل وردود فعل الجمهور كدعاية يدعم بها الشباب بعضه على مواقع التواصل الإجتماعى، ويمكن القول بثقة أن الشباب أعاد الجمهور إلى المسرح بلغته البسيطة الفصحى والعامية وأفكاره التى تمس إهتمامته لاتفتعل الضحك للضحك أو لمكسب تجارى.. ويضيف أن هناك نصوصا تقدم فى عروض للشباب ولاقت إقبالا غير عادى من الجمهور فى كل مكان مثل سجن اختيارى، اليوم الأخير يوم قتل الغناء ساحر الحياة مينة الثلج 1980 وأنت طالع، هى أقرب للمشاهد المنفصلة المتصلة بفكرة معينة تربطها رؤية الكاتب وليست إسكتشات كما يسميها البعض.
ويرى الكاتب المسرحى وليد يوسف أنه لاتوجد أزمة فى النص المسرحى من الأساس فبحر الإبداع والمبدعين المصريين لاينضب ولكن الأزمة الحقيقية فى التواصل بين الجهات المسئولة وهؤلاء المبدعين، هناك كسل من المخرجين وجهات الإنتاج فى البحث عن النص الجيد فضلا عن أن معظم شباب الكتاب من المحافظات طموحهم محدود فى الخروج من قراهم ومدنهم الصغيرة والنزوح إلى القاهرة، كذلك هو الحال من قبل دور النشر الخاصة فهى لاتفضل نشر النصوص المسرحية بدعوى أنه لايوجد جمهور قراء للنص المسرحى عدا القاعدة العريضة من المسرحيين وطلبة الجامعة، وفى حالة نشرها إذا نشرت بأسعار مبالغ فيها ويصبح الحل أمام الشباب هو دور النشر العامة والوقوف بقائمة الإنتظار، من تجربتى أنا صدر لى 6 كتب مابين الهيئة العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة هى دور النشر الوحيدة المضمون أنها تصدر الكتب بأسعار زهيدة مسرحية «ماتحبكوهاش صدرت بجنيهين عام 2004 وممسرحية رحمة ونور صدرت عن دار نشر خاصة تفاوضت معها حتى تصدرها ب10 جنيهات.
ويتابع وليد يوسف أن أسرع كتاب صدر له كان المواطن مهرى الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وقتها لم أصدق أصدقائى عندما نبهونى لكتاب يحمل أسمى فى السوق فسألت أحمد عبد الرازق أبو العلا فقال أنه قرأ نصا جيدا يستحق النشر فنشره، وهناك كتب وضعت فى قائمة انتظار من 1993 ونشرت عام 1994 ودخلت فى مفاوضات مع د.محمود نسيم لنشر 3 مسرحيات فى كتاب لكل سنة من الممكن أن يستغرق الكتاب أكثر من سنة عند وضعه فى قائمة انتظار إصدارات الدولة.