الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روزاليوسف داخل حقل ظهر

روزاليوسف داخل حقل ظهر
روزاليوسف داخل حقل ظهر




كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما تحرك أتوبيس وزارة البترول والثروة المعدنية متجها إلى محافظة بورسعيد تحديدا إلى المنطقة التى يقع بها حقل ظهر شرق البحر المتوسط أكبر حقل غاز تم اكتشافه فى مصر.
استغرقت الرحلة إلى الموقع ٣ ساعات تقريبا.. بمجرد عبورك نقطة التفتيش الأمنية التى تقع فى مدخل طريق الحقل تشعر بعظمة هذا المكان .. إنه انتصار جديد يضاهى انتصار حرب أكتوبر ٧٣ والتى تهل علينا بعد أيام.. «روزاليوسف» تكشف لكم فى السطور المقبلة كيف استطاع ١٥ألف  عامل ومهندس القيام بهذا الانتصار فى وقت قليل جدا.
وضعنا الحقائب فى الغرف المخصصة للمبيت وبعد تناول وجبة الغداء ذهبنا إلى مركز المعلومات الملحق بالمبيت للاستماع إلى كورس السلامة المهنية وكيفية التعامل مع غاز كبريتيد الهيدروجين وهو كورس ضرورى قبل دخولك إلى محطة المعالجة الخاصة بحقل ظهر.. فهذا الكشف لم يكن وليد الصدفة بل نتاج جهود متميزة تكاملت فيها الأدوار ما بين قيادة سياسية تدرك بفهم كامل احتياجات الحاضر وتستشرف المستقبل.. إنجاز تابعه العالم كله وأولته القيادة السياسية اهتماما واسعا ومتابعة دقيقة اسهما فى الإسراع بمعدلات التنفيذ ليكون بحق مشروع الأرقام القياسية.

 

65 مليون ساعة عمل آمنة لاستخراج الغاز

 

تم الكشف عن حقل  ظهر بعد 18 شهرا فقط من توقيع الاتفاقية ففى فبراير ٢٠١٦ اكتملت الإجراءات التنفيذية لتنمية الحقل فى منطقة امتياز شروق بالمياه الاقتصادية بالبحر المتوسط واعتماد عقد باستثمارات ضخمة تعدت الـ12مليار دولار وتم تأسيس شركة بتروشروق كشركة مشتركة بين الجانبين المصرى والإيطالى تحت مظلة شركة بترول بلاعيم.. وتقدر احتياطيات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعب غاز ولأول مرة يتم تشكيل لجنة عليا برئاسة المهندس طارق الملا وزير البترول وتهدف اللجنة لتذليل أى عقبات تواجه تنفيذ المشروع وتم التعجيل ببدء الإنتاج لتبدأ باكورة الإنتاج والتشغيل التجريبى فى منتصف ديسمبر 2017 بمعدل مبدئى بلغ 350 مليون قدم مكعب غاز يوميا.
تحديات كبيرة واجهت تنفيذ المشروع وهذا ما أكده لنا المهندس مصطفى عرافية المدير المسئول عن المشروع حيث أشار إلى أن اكتشاف الغاز فى هذا التركيب الجيولوجى الجديد الحامل الهيدروكربونات ولم يتم اكتشاف الغاز فيها من قبل فى مصر فضلا عن أن الكشف يقع على مسافة مائة وتسعين كيلو مترا من سواحل مدينة بورسعيد وفى أعماق تصل إلى 4 آلاف ومائة متر تحت سطح البحر وهو ما يتطلب استخدام أجهزة حفر ومعدات خاصة.
أضاف عرافية أن تضافر جهود الشركات البترولية المصرية وعلى رأسها إنبى وبتروجيت وخدمات البترول البحرية بالإضافة إلى الشركات الخاصة الوطنية قامت كل هؤلاء الشركات بتفيذ أعمال التصميمات الهندسية والتصنيع وتركيب وإنشاء المحطة البرية لمعالجة الغازات ومد شبكات لنقل الغاز من آبار الإنتاج إلى تسهيلات المعالجة كل هذا أدى إلى بدء الإنتاج بعد عام واحد فقط حتى بلغ الإنتاج اليوم إلى 2 مليار قدم مكعب يوميا ومن المخطط أن يصل الإنتاج إلى ذروته عند مستوى 2.7 مليار قدم مكعب يوميا فى عام 2019 على أن يتم توجيه كامل من الغاز إلى السوق المحلية.

 



 

الكشف عن الحقل فى 18 شهرا

 

وأشار مدير المشروع إلى أنه للإسراع بهذا الإنجاز قمنا بالعمل لمدة 65 مليون ساعة آمنة بدون أى تسريبات.
التقط الحديث المهندس سيد بشندى مدير العمليات بمشروع ظهر وقال إنه حتى نصل بالمشروع لهذا الإنتاج و السرعة قمنا بعمل 52 ألف اختبار للجودة وتم إزالة 3 ملايين متر من الرمال لوضع المعدات وإزالة 14 ألف خازوق (أساسات عميقة) يبلغ  حجم الخازوق 80 سم*60 مترًا وجدنا ايضا 1350 كيلو كابلات 850 ألف متر مكعب خرسانة  وإزالة 24 طن مواسير.
وأشار بشندى إلي أنه تم توقيع أكثر من 1500 عقد توريد واستلام 4000 شحنة معدات منها 1300 شحنة جوا كل ذلك كان مجرد تجهيز الأرض لبداية بناء محطة المعالجة والتى تبلغ 2.5 مليون متر مربع  مشيرا إلى الدور الكبير الذى قامت به شركة بتروجيت وإنبى.

 



 

منصة بحرية بأيد مصرية

 

تم عمل منصة بحرية تبلغ 5 آلاف طن تم تصنيعها خلال 11 شهرا فقط بأياد مصرية 100% لأول مرة وفى وقت قياسى.
بعد الاستماع لهذا الشرح الذى وضح لنا كيف تم هذا المشروع القومى العملاق توجهنا إلى غرفة العمليات الرئيسية  والتى من خلالها يتم مراقبة الحقل ومعدلات ضخ الغاز ودرجات الحرارة، وكان هناك عدد من المهندسين المنهمكين فى العمل، وبدأ المهندس محمد هشام مدير وحدة المراقبة  بالمشروع فى الشرح لنا على الشاشات كيفية عمل الحقل وكيفية ضخ الغاز ومراقبة درجات الحرارة لمنع أى تسريبات.
وكان لحقل ظهر أثر كبير اقتصاديا واستراتيجيا منها تخفيف أعباء تكلفة الاستيراد الغاز المسال عن كاهل الموازنة العامة وتوفير النقد الأجنبى المساهمة فى تحويل مصر إلى مركز إقليميا لتجارة وتداول الغاز والبترول.
ويوجد بمحطة المعالجة أيضا أكبر معمل بالشرق الأوسط لتحليل عينات الغاز وتنقيتها من الشوائب.
وكان لترسيم الحدود مع قبرص دور كبير فى المساهمة فى طرح منطقة امتياز شرق البحر المتوسط وأيضا المتابعة المستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى ومساندته القوية دافعا مهما للنجاح فى تنفيذ المشروع فى التوقيتات المحددة.

 

العاملون فى حقل ظهر يتحدثون

 



 

جورج توما

 

التقت «روزاليوسف» بعض العاملين بالموقع فهم يعملون ليل نهار دون ملل يتابعون ويرصدون عمليات إنتاج أكبر مشروعات الغاز بمنطقة البحر المتوسط.
المهندس جورج من رومانيا الذى قال إنه فخور جدا بأنه شارك فى هذا الانجاز وأن المشروع ضخم جدا ورائع وسيساهم بشكل كبير فى الدخل القومى لمصر

 



 

أحمد طلعت

 

من جانبه أكد المهندس أحمد طلعت أنه يشعر دائما بالفخر عندما يلتقى بأصدقائه.
ويتحدثون عن المشروع وهو واحد من الذين ساهموا فى هذا الانجاز قائلا :كيف لا أفخر وأنا عملت فى مشروع ساهم بتوفير أكثر من 50% من إنتاج مصر وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز.

 



 

محمد السيد

 

المهندس محمد السيد أحد العاملين بشركة الخدمات البحرية mps، قال «نشعر بالفخر لعملنا بمشروع عملاق مثل حقل ظهر، تسود روح الفريق بين العاملين من أجل إنجاز الأهداف، لا صوت يعلو فوق صوت العرق.
 وصف المهندس محمد لحظة تلقيهم إعلان وزير البترول عن تحقيق مصر الاكتفاء الذاتى من إنتاج الغاز بأنها لحظة فخر وبالطبع كانت كلمة السر حقل ظهر العملاق.