الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر عصية على الانكسار

مصر عصية على الانكسار
مصر عصية على الانكسار




كتب ـ أحمد إمبابى وأحمد قنديل والحسين عبدالفتاح

 

«إن حرب أكتوبر المجيدة، لم تكن فقط من أجل استرداد الأرض، وإنما كانت للسلام أيضًا»، ذلك كان عنوان الرسالة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى كلمته للشعب المصرى أمس، بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.
السيسى، أكد فى كلمته: «وضعنا السلام نصب أعيننا ولا نخشى فى الحق لومة لائم أو مزايدة مزايد، ومصر أثبتت فى السلام نفس مقدرتها فى الحرب، كما أثبتت أنها عندما تقرر فإنها تستطيع، وأنها فرضت على الجميع احترام إرادتها وأثبتت أن التراب الوطنى واجب مقدس».
الرئيس، أوضح أن شعب مصر الصامد قدم فى حرب السادس من أكتوبر، كل ما يفوق لنصرة الجيش المصرى، وكانت نتيجة الجهد نصرًا خالدًا، تتداول سيرته الشعوب ويجتهد فى تفسيره جميع الخبراء الاستراتيجيين، مشيرًا إلى أن مصر فى هذا اليوم تحتفل كل عام بنصر عام 1973، العام الذى وقف فيه الجيش والشعب يدًا واحدة ليعلن للعالم بأن مصر عصية عن الانكسار.
وأضاف: إن مصر استطاعت تجاوز الفترة الصعبة عام 1967 وبنت قواتها من جديد واستمرت فى حرب الاستنزاف فترة طويلة بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وجاءت حرب السادس من أكتوبر بقرار الرئيس الراحل أنور السادات، ليعلن للعالم أجمع بأن قيادة مصر تستطيع وتفرض على الجميع احترامها، مؤكدًا أن الدفاع عن الوطن واجب وتستطيع مصر بجيشها وشعبها القيام به على أكمل وجه مهما كانت التضحيات.​
وتابع الرئيس: «أيها الشعب الأبى الكريم.. تمر فى تاريخ الشعوب والأوطان أيام ليست كغيرها من الأيام، يحيط بها المجد وتحمل للأمة رسالة متجددة بالأمل والثقة، ولا شك أن يوم السادس من أكتوبر هو أحد تلك الأيام التى بذلت فيها أمتنا المصرية والعربية جهدًا يفوق الطاقة، وأثبت فيها جيشنا الوطني مقدرة تفوق ما توقعه الجميع، وقدم فيها شعبنا القوى الصامد عطاءً يفوق كل تصور، فكانت نتيجة الجهد والمقدرة والعطاء نصرًا خالدًا، تتداول سيرته الشعوب واجتهد فى تفسيره خبراء العلوم العسكرية والاستراتيجية».
واستطرد فى كلمته: «جاءت حرب السادس من أكتوبر بقرار الزعيم الراحل أنور السادات وقيادته، لتعلن أن مصر قادرة على إعادة صياغة أى وضع لا ترضى عنه أو تقبله، فتفرض على الجميع احترام إرادتها، وتثبت أن الحفاظ على الأرض وحماية الحدود والتراب الوطنى هو واجب مقدس، تستطيع مصر بجيشها وشعبها القيام به على أكمل وجه، مهما كانت التضحيات من أرواح ودماء رجال قواتها المسلحة الذين قدموا بطولات يعجز التاريخ عن حصرها، ويقف الجميع أمامها وقفة احترام وتقدير وتبجيل».
ولفت إلى أن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن فقط من أجل استرداد أرضنا، وإنما كان السلام أيضًا نصب أعيننا، فالشعوب العريقة ذات التجربة التاريخية الممتدة على مدار الزمن تعرف معنى السلام وتسعى إليه، وتدرك جيدًا أن السلام يجب أن يستند إلى العدل وتوازن القوة، ولا تخشى فى الحق لومة لائم، أو مزايدة مزايد، وهو ما أدركه شعب مصر العظيم ونفذته قيادته التاريخية متمثلة فى الزعيم محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذى نتوجه اليوم بتحية إلى روحه وإلى أرواح شهداء مصر الأبطال.
وأوضح أن مصر أثبتت فى السلام نفس مقدرتها فى الحرب، مضيفًا: «لعل الحفاظ على السلام يمثل تحديًا لا يقل عن تحدى القتال، وفى الحالتين أوضحت مصر أنها عندما تقرر تستطيع التنفيذ، وأن إرادتها فى السلام نابعة من قناعة وطنية وشعبية، وأثبتت العقود الأربعة الأخيرة مقدرة هذا الشعب وهذه الأمة وعمق رسوخها فى جذور التاريخ وصلابتها أمام المحن والشدائد، فاستطاعت استرداد أرضها حتى آخر شبر حربًا وسلامًا، واستطاعت فرض واقع استراتيجى مختلف وصياغة معادلات الإقليم على أساس التوجه نحو السلام وليس الحرب والخراب والدمار».
وشدد على أن تحديات الحياة لا تنتهى وقدر الشعوب العظيمة مواجهة هذه التحديات وقهرها، وها نحن فى مصر واجهنا تحديًا من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية، تحدى الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها، ومواجهة خطر الفراغ السياسى والفوضى، وانتشار الإرهاب المسلح الغادر، فالنظرة المنصفة إلى مجمل تحديات الأمن القومى التى شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية، توضح لنا بجلاء أن انتصار أكتوبر لم يكن صدفة وأن جذور الانتصار وقهر المحن متوطنة فى تربة بلدنا العظيم، وإننا كما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1967 وحتى 1973 استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذى انتشر فى المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فلم تضعف التحديات الصعبة عزيمتنا، واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود، وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره، كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع، بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والتوتر، ولم تشغلنا أيضًا هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية، يستند إلى مواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو، وليس من خلال الشعارات والأوهام، آملين فى تحقيق تقدم نوعى فى مستوى حياة هذا الشعب الكريم، ونقل الواقع المصرى من حال إلى حال أفضل من خلال العلم الحديث والجهد الدءوب، مع الصبر والمثابرة والثقة فى أنفسنا، ولنا الحق فى الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد.
واختتم الرئيس كلمته قائلاً: «شعب مصر الأبى الكريم، فى هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، أتوجه بالتحية مجددًا عرفانًا وامتنانًا وتقديرًا لأرواح أبطال مصر، شهداء جيشها العظيم، الذى روت دماؤهم الغالية تراب سيناء المقدس، فأثمر لنا سلامًا وأملاً فى الحياة لملايين المصريين، وتحية للوحدات العربية المقاتلة التى شاركتنا فى حرب أكتوبر، أشقاء أعزاء ورفاق سلاح، وتحية من القلب لأبناء وأسر الشهداء، شهداء مصر فى كل العصور وفى الحرب على الإرهاب، التى لا تقل خطرًا، نقول لأسرهم إن مصر تتذكر بكل الخير بطولات أبنائها ولا تنسى تضحياتهم، وأن أبناء هذا الشعب الأصيل يوفون بالعهد، عهد العمل والعطاء والتعمير لهذا الوطن العزيز، لننعم فيه والأجيال المقبلة من أبنائنا وأحفادنا بالحياة الكريمة الآمنة بمشيئة الله وتوفيقه».