الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى ميلاده الـ 150 .. غاندى «رسالة سلام» لشعوب العالم

فى ذكرى ميلاده الـ 150 .. غاندى «رسالة سلام» لشعوب العالم
فى ذكرى ميلاده الـ 150 .. غاندى «رسالة سلام» لشعوب العالم




«ليس هنالك طريق للسلام، بل أن السلام هو الطريق» كانت هذه إحدى رسالات المهاتما غاندي، الزعيم الهندى الذى حلت علينا الأسبوع الماضى ذكرى ميلاده 150 والذى يتم الاحتفال بها فى جميع دول العالم وليس فى الهند فقط  لما آثره غاندى على الشعوب الإنسانية فى نشر رسالته الداعية للسلام ونبذ العنف وكذلك الحرية والاستقلال.. وفى عام 2007، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثانى من أكتوبر، الذى يوافق ذكرى ميلاد غاندى، يومًا عالميًا لـ«اللاعنف»  ونشر ثقافة السلام والتسامح بين الدول والشعوب.

ويعتبر المهاتما غاندى من أهم وأبرز المناضلين عبر التاريخ البشري، فى نضاله ضد الاحتلال الإنجليزى وضد التعصب الدينى الذى غرقت فيه بلاده أوائل القرن الماضي، وجاء نضاله سلميا ودون إطلاق رصاصة واحدة، حتى أطلق عليه لقب «داعية اللاعنف».
وعن الاحتفال بميلاد الزعيم غاندى قال السفير الهندى لدى القاهرة راهول كولشريشت  فى تصريحاته لـ»روزاليوسف»: « إن العالم الآن يشهد مرحلة صعبة وأن الحروب والعنف أصبحا يجتاحان العديد من دول العالم، ونحن فى هذه الفترة تحديدًا نحتاج الى تطبيق رسالات غاندى لنبذ العنف والسلام وأن نتعلم الحياة والعيش مع اختلافات بعضنا لبعض، وهذه هى رسالة غاندى للحياة بسلام، ونحن فى أمس الحاجة الآن لتطبيق هذه المبادئ بين شعوبنا».
وأضاف السفير الهندي: « أن الأمم المتحدة  عندما قررت أن تجعل ذكرى ميلاد غاندى يوما عالميًا لللاعنف كانت بهدف نشر رسالة السلام، عن طريق التعليم  وتوعية الجمهور من خلال استعراض تاريخ ومسيرة غاندى التى يشهد لها العالم أجمع».
ومن جانب آخر تحدث كولشريشت عن افتتاحه لمعرض صور كاريكاتيرية للزعيم غاندى الذى اقيم على هامش احتفالية السفارة الهندية بالقاهرة بذكرى ميلاد الزعيم الراحل حيث قال: « تم تقديم عدد من اللوحات للمهاتما غاندى بمشاركة عدد من الفنانيين من كافة دول العالم، وهذه بمثابة رسالة واضحة عن مدى تأثير شعوب العالم بالزعيم الراحل وبرسالته، وقد وضح ذلك بشكل كبير فى هذه اللوحات التى أظهرت معانى رسالته للسلام والمحبة من خلال رسومات تعبيرية عكست المعانى الإنسانية بخطوط فنانين من خلفيات ودول مختلفة، وهذه أقوى تعبير لمدى تأثير رسالات غاندى على الشعوب بكافة صورها».
وعن الرسالة المفضلة التى تعكس مبادئه الشخصية، قال السفير الهندى لدى مصر: « حياتى هى رسالتي، هى من أفضل رسائل غاندى التى تأثرت بها وأعمل على تطبيقها فى حياتي».
وكانت السفارة الهندية بالقاهرة قد أقامت احتفالية خاصة، الثلاثاء الماضي، بدار الأوبرا المصرية بمناسبة مرور 150 عاما على ميلاد المهاتما غاندي، بحضور السفير راهول كولشريشت  وعدد من الجالية الهندية، كذلك السفير خالد ثروت مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية، والسفير الدكتور محمد حجازى سفير مصر السابق للهند ومساعد وزير الخارجية الأسبق، والدكتورة هبة يوسف رئيس قطاع الثقافة الخارجية بوزارة الثقافة.
وفى تصريحاته لـ»روزاليوسف» قال السفير خالد ثروت: «إن الزعيم غاندى شخصية صعب أن تتكرر مرة ثانية فهو له بصماته فى التاريخ الإنسانى ليس فى الهند فقط ولكن فى العالم أجمع، وكان يحظى باتصالات قوية مع الحركة الوطنية المصرية وكان متأثر بشكل كبير بأفكار الزعيم مصطفى كامل والزعيم سعد زغلول، واذا نظرنا إلى واقعنا الآن نرى أننا فى أمس الحاجة لتطبيق هذه المبادئ والأفكار الانسانية، فلو تم تطبيق أفكار غاندى سنرى أن نسبة العنف والقتل والحروب والتفرقة بين الشعوب ستقل بنسبة كبيرة».
ومن جانبه قال السفير الدكتور محمد حجازى فى تصريحات خاصة: « إن غاندى يمثل قائدا أو زعيما تاريخيا قهر الاحتلال البريطانى بمبادئه وقاد بلاده للتحرر متبعا مبدأ المقاومة السلمية، وهو أيضًا ملهم للإنسانية والبشرية بما حمله من مبادئ التسامح وقبول الآخر والعدالة والمساواة والتفاهم بين اتباع الأديان وهذه هى أسس الإنسانية، ولعلنا فى منطقتنا مع انتشار العنف والإرهاب والنزاعات المسلحة فى أشد الحاجة لاستلهام هذه المعاني، ولعلنا اليوم نحتفى مع السفارة الهندية بذكرى ميلاد المهاتما غاندى الـ150 ونؤكد على أن مبادئه مازالت حية بيننا ولابد من العمل على نشرها فى مجتمعات العنف وفى منطقتنا تحديدًا والعمل على مقاومة الاحتلال بكافة صوره سواء احتلال الأرض كما هو الحال فى القضية الفلسطينية، أو احتلال الأفكار المتطرفة التى اجتاحت عددا كبيرا من الشعوب العربية الفترة الماضية، ونؤكد أننا نستلهم من غاندى المقاومة السلمية، لأن اصحاب الحق والمبادئ ينتصرون دائمًا والعنف مهما بلغت قوته يندحر تحت قوة الإرادة وبالتالى فالشعب الفلسطينى والشعوب العربية وكل من أدخل العنف والارهاب الى منطقتنا سيندثر ولن يستمر».
يذكر أن  موهندس كرمشاند غاندي، الذى تم تلقيبه بالـ»مهاتما» أى صاحب النفس العظيمة أو القديس، فى الثانى من أكتوبر 1869 وهو محام وسياسى بارز، ويعد الزعيم الروحى للهند خلال حركة الاستقلال، وكان رائد المقاومة ضد الاستبداد من خلال العصيان المدنى الشامل، حيث أسس غاندى فلسفة «اللا عنف» أو ما يعرف فى السياسة بـ»المقاومة السلمية»، والتى تتخذ أساليب مثل الإضراب عن الطعام ومقاطعة المشاركة فى الحياة النيابية والعصيان المدني.
ونجح غاندى خلال مسيرته فى النضال، لاستقلال الهند عن الاحتلال البريطاني، كذلك إلغاء نظام التمييز الانتخابى ضد الأقليات الهندية، وكانت اللحظة فى حياة الزعيم المناضل حينما دعا الأغلبية الهندوسية لاحترام حقوق الأقلية المسلمة فى الهند، وهو ما اعتبرته بعض الفئات الهندوسية خيانة للدين، ليطلق عليه أحد الهندوس المتعصبين ويدعى «ناثورم جوتسى» ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها «غاندى» صريعًا عن عمر ناهز 78 عاما.