الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القيادة العراقية الجديدة «بارقة أمل» نحو استقرار البلاد

القيادة العراقية الجديدة «بارقة أمل» نحو استقرار البلاد
القيادة العراقية الجديدة «بارقة أمل» نحو استقرار البلاد




تغييرات الحكومة فى العراق غالبا ما يتم التنازع عليها بعنف دامي، بداية باغتيال الملك فيصل الثانى أثناء الإطاحة بالنظام الملكى فى عام 1958، مرورا بسقوط صدام حسين فى عام 2003، وحتى الآن، فالتحولات السياسية فى السنوات التالية تثير ضغينة شديدة وضغوطاً سياسية مكثفة داخلية وخارجية.
وعلى النقيض من هذا التقليد المتعطش للدماء، جاء اختيار السياسى الكردى المخضرم برهم صالح رئيساً للبرلمان العراقى واختياره رئيساً للوزراء عادل عبد المهدى، السياسى الإسلامى الشيعى المستقل، بشكل  مسالم ومجمع عليه، مما دفع الكاتب والمحلل السياسى المختص بشئون الشرق الأوسط فى صحيفة «الاندبندنت» البريطانية باتريك كوكبيرن أن يلقى الضوء على  التأثير الذى سيحدثه هذا التغيير، مع الأخذ فى الاعتبار أن المناخ السياسى الحالى مختلف جداً عن الفترة التى تولى فيها رئيس الوزراء الأخير حيدر العبادى فى عام 2014 بعد هزيمة الجيش العراقى من قبل تنظيم «داعش» الإرهابى.
وعلي الرغم من استمرار «داعش» فى القيام بالعمليات الإرهابية المتفرقة إلا انها ليست كما فى عنف الماضي، حيث بدأت فى الانخفاض بشكل ملحوظ، فلم يعد العراق يغمره الحروب والأزمات والثورات والعقوبات كما كان على مدى 40 عاما منذ حكم صدام حسين.
وأشارت الصحيفة إلى أن النجاح الانتخابى لمقتدى الصدر، رجل الدين القومى الشعبي، ما هو إلى مؤشر على الاستياء الشعبي، مضيفا أن الصدر يدرك ذلك بدليل إعلانه عدم ترشح أى وزير مهما كان من كتلته للحكومة الجديدة حيث أعطى عبد المهدى سنة واحدة لإجراء إصلاحات أو مواجهة «انتفاضة»، وهو تهديد يحمل المزيد من الثقل، ويطمئن بشكل أو بآخر العراقيين المتشككين فى أن حماس حركته للإصلاح سيتبخر بمجرد أن يتولى زعماؤهم مهامهم كوزراء.
كما ان اختيار الرئيس ورئيس الوزراء يظهر بالفعل أن هناك بعض التغيير فيمن يتولى السلطة فى بغداد والمنطقة الكردية، فعبد المهدى ليس من حزب الدعوة الشيعى الذى قدم آخر ثلاثة وزراء، ولكن من المجلس الأعلى الإسلامى العراقي، فيما يأتى صالح من الاتحاد الوطنى الكردستانى الذى يحكم شرق إقليم حكومة إقليم كردستان، واختياره هو علامة على أن نفوذ مسعود بارزانى، الذى كان لفترة طويلة أقوى زعيم كردى، قد انخفض بسبب استفتائه على استقلال الأكراد، ويعتبر فوز صالح أمام فؤاد حسين، مرشح بارزاني، ضربة ثانية قاضية للأخير.
من جهتها، عبرت صحيفة « الجارديان» البريطانية عن تفاؤلها بتعيين الرئيس الكردى برهم صالح سياسيًا شيعيًا كعبد المهدى قد يساعد فى معالجة الاضطرابات المدنية داخليا وخارجيا كونه مرشح «حل وسط» متوافق عليه كل من الولايات المتحدة وإيران.
فعبد المهدى هو أول زعيم منذ عام 2005 لا ينسجم مع حزب الدعوة الإسلامية الشيعى، الذى كان له دور مركزى فى شئون البلاد بعد الحرب، وأيضا لديه علاقات ودية مع الولايات المتحدة ولم يعارض تعيينه من قبل إيران، فقد وجهت السفارة الأمريكية فى بغداد والرئيس الإيرانى حسن روحانى التهنئة لصالح، الأمر الذى أثار الآمال أن يتمكن من تنشيط الدور الشرفى التقليدى الذى يلعبه الرئيس ويتواصل مع واشنطن وطهران بما يحقق النفع للعراق.
وبموجب الدستور العراقى بعد الحرب، يجب أن يكون الرئيس كرديًا، ورئيس الوزراء شيعيًا، ورئيس البرلمان سنيًا.