الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«صالح» يحرر العراق من الأطماع التركية

«صالح» يحرر العراق من الأطماع التركية
«صالح» يحرر العراق من الأطماع التركية




لطالما طبع التوتر العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا، ذلك بسبب انتهاكها لسيادة العراق، ولكن سياسيين عراقيين أكدوا لـ«روزاليوسف» أن الرئيس العراقى الجديد برهم صالح سيكون لديه أجندة سياسية جديدة لحل المشاكل العالقة بين البلدين والتى يستخدمها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كذريعة للتدخل فى الشأن العراقي.

فى هذا الصدد، قال الدكتور احمد محجوب الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية، إن العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا قد تشهد تحسنا فى الفترة المقبلة، إذا تم التعاون والتنسيق بين البلدين، ولكن إذا استمر العمل بشكل أحادى منفرد من قبل الجانب العراقى فقط، ستضعف الفرص لتحسين العلاقات بين البلدين، إذ تعمل اللجنة المشتركة التى عقدت فى أنقرة وتركيا لحل الملفات العالقة بين البلدين، وأهمها ملف المياه، والذى يتصدر جميع المحادثات بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بسد «إليسو» إذ أن العراق لا يزال يرى حجم الإطلاقات المائية التى تطلقها تركيا ليس بالمستوى المطلوب، وهناك أيضا خلاف فى توقيتات ملء السد، ولم يتوصل البلدين لحل نهائى فى هذه الأزمة.
وأفاد «محجوب» فى تصريح خاص لـ»روزاليوسف» أن هناك تجاوزات من قبل تركيا على الحدود العراقية بين الحين والاخر بحجة مطاردة قوات «البى كا كا» فى شمال العراق، وقد سجلنا اعتراضنا على هذه التجاوزات، ونحن بصدد تسجيل هذا الاعتراض لدى الامم المتحدة بعد قرار المجلس الوطنى فى الشهر الماضي، وقد استطعنا أيضا أن نحصل على قرار عربى فى الدورة 147 لمجلس وزراء الخارجية العرب، وكانت قطر الوحيدة التى رفضت التصويت على انسحاب القوات التركية من اراضى العراق، ومازلنا نطالب الأتراك بضرورة انسحابهم من الأراضى العراقية.
وذكر «محجوب» أن تركيا ادعت كذبا أنها تطارد قوات «البى كا كا» فى الأراضى العراقية مستندة إلى اتفاق فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى مع الحكومة العراقية بإتاحة الفرصة للقوات التركية للتوغل بعمق عشر كيلو متر داخل الارضى العراقية، ولكن بعد البحث لم نجد أى أثر لهذا الاتفاق فى وزارة الخارجية العراقية، ولذلك نحن نبلغ القوات التركية بضرورة وقف هذه التجاوزات، حقنا لدماء عشرات المدنيين الأبرياء الذين سقطوا طوال الفترات الماضية.
تمر السياسة الخارجية التركية بترة إنتكاسة منذ قدوم الرئيس التركى أردوغان إلى الحكم، فبسبب غطرسته وديكتاتوريته تدمرت علاقات تركيا بكل جيرانها، فيما عدا حلفائها قطر وإيران اللتان شاركتاها فى محاكاة العديد من المؤامرات ضد الدول العربية، وترتب على ذلك زيادة التوترات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بشكل كبير، هذا ما قاله النائب التركى أوزتورك يلماز مساعد رئيس حزب الشعب الجمهورى المعارض والقنصل التركى السابق فى العراق.
وأفاد «يلماز» فى تصريح خاص لـ»روزاليوسف»، أن «أنقرة استخدمت سياسات الذراع القوية فى التعاملات الدبلوماسية مع العراق، وحينما حاولت القنصلية التركية كشف الدعم السرى الذى يقدمه أردوغان للجماعات الإرهابية لتدمير الموصل، قاموا بتسليمنا إلى داعش للتخلص مننا، وساهمت تلك الأمور كلها فى الإضرار بسمعة أنقرة فى السياسة الخارجية.
■  أطماع أردوغان التوسعية هى السبب الرئيسى فى تدخلات تركيا فى الشأن الداخلى العراقي، هذا ما صرح به «هوشيار عبدالله» النائب عن كتلة التغيير وعضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، والذى أوضح أن تركيا وإيران لديهما أجندات توسعية داخل العراق، إذ أن أردوغان يمهد لإمبراطورية جديدة تمتد من جنوب غرب قارة آسيا، وحتى الشمال التركي.
وذكر «عبدالله» فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف» أن الهجمات التركية والإيرانية تسببت فى تشتيت الداخل العراقى وتعميق الصراع الطائفي، وانعدام الرؤى المستقبلية بسبب إصرار أردوغان على استباحة أمن الأكراد، والتأثير على الوضع السياسى فى البلاد.
وأوضح «عبدالله» أنه بالرغم من كون منصب الرئيس العراقى مجرد منصب شرفي، إلا أن الأيام القادمة ستشهد موقفا صارما تجاه تعدى كل من إيران وتركيا على سيادة الدولة العراقية.
■  الأكراد هم العامل الثانى الذى لعب دوراً فى تأزيم العلاقات بين البلدين، ولكن التقاء المصالح هو ما سيعمل عليه الرئيس العراقي، هذا ما أفاد به «طارق جوهر» المتحدث الإعلامى لبرلمان كردستان، مبينا أن «صالح» یتمتع بعلاقات جیدة مع كل من طهران و أنقرة ویمكن أن یلعب دورا فى تطویر علاقات العراق مع هاتین الدولتین، وایضا تحسین العلاقات بينهما وبين إقليم كردستان وحل المشاكل العالقة بین الإقليم و الحكومة العراقية، ولكن لیس علی حساب القضیة الكردية، فهو سبق ان شغل منصب رئیس وزراء إقليم كردستان ویحظی بتأييد دولى وإقليمى فى الشارع العراقى والكردستاني.
وأردف «جوهر» أن الرئیس الجدید سيلعب دورا إيجابيا فى إنهاء الصدام المسلح بین حزب العمال الكردستانى والحكومة التركیة، وهذا ما فعله طالبانى فى عهد الرئیس التركى توركوت أوزال عندما  اعلن وقف اطلاق النار بین «بى كا كا» والقوات التركية.
وأكد «جوهر» أيضا أنه سيكون هناك مبادرات لإنهاء الحصار التركى علی مطار السلیمانیة، والذى  یسبب غلق الاجواء التركیة فى إقلیم كردستان، وعلی المدی البعید  سیكون هناك مبادرات سلمیة لإيواء أزمة سنجار.
■ النفط هو ثالث عامل تتجه إليه أنظار أردوغان، إذ أن تركيا استولت على واردات نفط إقليم كردستان خلال الأربع سنوات الماضية، وهو ما ذكره «ريبوار طه» رئيس قائمة الاتحاد الوطنى الكردستانى بكركوك، الأمر الذى تسبب فى تعميق الأزمة المالية للإقليم.
وقال «طه» فى تصريح خاص لـ»روزاليوسف»  أن أنقرة لعبت دورا فى إفساد العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد من خلال سيطرتها على الملف النفطى بإقليم كردستان، موضحا أن أنقرة تساوم بتغيير موقف الإتحاد الوطنى الكردستانى وحركة التغيير تجاه «نضال الأكراد» مقابل إطلاق واردات نفط الإقليم المباع، فيما أكد على ضرورة طرح آليات جديدة فى الفترة المقبلة لخفض الضغط التركى فى الإقليم، كى تتم معالجة الأزمات والأوضاع غير الطبيعية فى كردستان.
■  «المياه» هى أحد أهم أوراق الضغط التى استخدمتها أنقرة لاخضاع حكومة العبادى واليوم على الحكومة الجديدة معالجة الأزمة، إذ أن أنقرة منذ خمسين عاما وحتى اليوم رفضت عقد أى إتفاقيات مع العراق بشأن المياه وعمقت الأزمة ببناء سد GAD على منابع دجلة والفرات بدعم مادى وفنى من إسرائيل، وقد طورت أنقرة هذا المشروع بمد أنابيب تصل إلى تل أبيب مقابل حصولها على مليارى دولار سنويا.