الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كريت».. قمـة الحضـارة والمستقبـل

«كريت».. قمـة الحضـارة والمستقبـل
«كريت».. قمـة الحضـارة والمستقبـل




كتب ـ أحمد إمبابى وأحمد قنديل


شهدت جزيرة كريت اليونانية، انعقاد الجولة السادسة للقمة الثلاثية لقادة مصر وقبرص واليونان، فى إطار آلية التعاون الثلاثى التى انطلقت بالقاهرة فى نوفمبر 2014، حيث أجرى زعماء الدول الثلاث مباحثات مشتركة بهدف تنسيق المواقف وسبل تعزيز التعاون المتميز بين الدول الثلاث فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والسياحية، بالإضافة إلى متابعة الملفات الإقليمية المهمة ذات الاهتمام المشترك.
وعقب انتهاء جلسة المباحثات الثلاثية، وقعت كل من مصر وقبرص واليونان، اتفاقيات تعاون فى عدة مجالات، شملت مجال التعليم والمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.
وخلال المؤتمر الصحفى المشترك للزعماء الثلاثة، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته عن سعادته لتواجده فى جزيرة كريت اليونانية، وحسن الاستقبال من رئيس الوزراء اليونانى أليكسيس تسيبراس، وكرم الضيافة.
وأكد الرئيس، سعادته للمشاركة فى القمة السادسة لآلية التعاون بين دولنا الثلاث، والتى باتت تمثل أساسًا استراتيجيًا راسخًا فى المنطقة، وانعكاسًا لرغبتنا الصادقة فى المُضى قدمًا فى مسيرة شراكتنا الممتدة، التى لا تتأسس على حقائق الجوار الجغرافى فحسب، وإنما تستمد قيمتها وأهميتها المضافة من ميراث تاريخى، وقاسم ثقافى مشترك، تشكلت معالمه على مدار عقود متتالية من التواصل الحضارى بين شعوبنا عبر ضفتَى المتوسط.
وقال الرئيس: «أكدنا فى اجتماعنا صباح أمس التزامنا بالعمل معا، من أجل ترجمة إرادتنا المشتركة إلى مزيد من الخطوات العملية، للانطلاق بمختلف مجالات التعاون إلى أبعد مدى، استنادًا إلى قناعة راسخة بما تُضفيه هذه الآلية من قيمة حقيقية، وما تشكله من نموذج يحتذى به للتعاون الإقليمى فى خضم التحديات المتصاعدة التى تمر بها المنطقة.
وأضاف الرئيس فى كلمته: «أننى على ثقة فى أن قمتنا الثلاثية، وما تشهده من زخم سياسى واقتصادى، إلى جانب علاقات الصداقة والتعاون فيما بين دولنا وشعوبنا، ستمثل دائمًا حصنًا منيعًا فى مواجهة تلك التحديات المتصاعدة، وعلى رأسها اتساع دائرة التطرف والإرهاب الذى يسعى لتحقيق أهدافه باسم الدين، سواء لهدم مفهوم وكيان الدولة الوطنية ومؤسساتها، أو لتدمير المجتمعات والحضارة الإنسانية، فضلاً عن التحديات المتعلقة بقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
وأشار السيسى إلى أن التطورات الجارية فى المنطقة استأثرت بجزء مهم من مباحثاتنا، حيث ناقشنا سبل التعامل مع الصعوبات القائمة التى تحيط بالواقع الإقليمى، مع تأكيد أهمية اضطلاع الأطراف الإقليمية والدولية كافةً بمسئولياتها فى هذا الصدد، من أجل تجنيب المنطقة الأخطار التى تحيق بها، وذلك من خلال احترام المبادئ المستقرة بين الدول، وإعلاء قيم حسن الجوار والعيش المشترك، فى إطار من سعة الأفق ونبذ العنف والكراهية، واعتماد الحل السلمى للنزاعات، كسبيل وحيد لاستعادة الأمن والاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط والمتوسط.
وأوضح الرئيس أن القمة شهدت تقاربًا معهودًا فى الرؤى تجاه القضايا والأزمات التى تمر بها بعض دول المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع فى كل من سوريا وليبيا، فلا مجال لوقف نزيف الدم وإعادة البناء والإعمار إلا بتسوية الأزمات سياسيًا، وتلبية طموحات الشعوب فى مستقبل أفضل، وبما يفوّت الفرصة على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التى تستغل تلك الأزمات للنيل من دولنا وترويع شعوبنا، مستندين فى ذلك إلى ما يتلقونه من دعم مالى وسياسى ولوجستى من بعض الأطراف، التى لا تتردد فى الخروج عن القوانين والأعراف الدولية، كى توجد لنفسها موطئ قدم ونفوذ، وتُحقق مصالحها الضيقة على حساب أرواح ومقدرات الشعوب المُسالمة.
وشدد السيسى على أنه تم التأكيد على أنه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطينى لجميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها الحق فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما أكدنا ضرورة استئناف المسار السياسى فى سوريا فى أقرب فرصة بقيادة أممية وعلى أساس إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفى مقدمتها القرار رقم 2254، والعمل فى الوقت ذاته على معالجة الوضع فى «إدلب» بصورة تحول دون تسرب العناصر الإرهابية المتطرفة إلى سائر دول المنطقة.
وانطلاقًا من المبدأ ذاته، أكدنا خلال قمتنا أمس أهمية عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية، أو جعلها بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية، وهو ما يستدعى تنفيذ اتفاق «الصخيرات»، وكافة عناصر المبادرة الأممية للحل السياسى فى ليبيا، والتى سبق الإعلان عنها العام الماضي، مع العمل بالتوازى على توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية فى ليبيا، وتمكينها من القيام بمهامها لإنهاء الاعتماد على الميليشيات فى تحقيق الأمن.
وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، شدد الرئيس على أهمية العمل على استئناف مسار المفاوضات من أجل توحيد البلاد وفقًا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبما يراعى شواغل الجميع، ودون فرض وصاية لأحد على الآخر.
وفى نهاية كلمته تقدم الرئيس بالشكر لزعماء قبرص واليونان، على الدور المحورى والبصيرة النافذة، والاقتناع الصادق بأهمية الارتقاء بآلية التعاون الثلاثى، والانطلاق بها إلى آفاق أوسع، فى إطار من الاعتدال والانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز دعائم الأمن والاستقرار فى المنطقة.
رئيس وزراء اليونان، ألكسيس تسيبراس، أكد أن مصر تحتل مكانة كبيرة لدى دول الاتحاد الأوروبى، مشددًا على حرص اليونان على الاستثمار فى محور قناة السويس.
وجدد ألكسيس، خلال مؤتمر صحفى مشترك عقب القمة الثلاثية بين زعماء مصر وقبرص واليونان، دعم بلاده الكامل لقبرص فى سبيل حصولها على جميع حقوقها، قائلًا: «ندعم سياسات الحوار لحل القضية القبرصية ونرفض الانتهاكات التركية»، مشيرًا إلى ضرورة استقرار الأوضاع فى ليبيا وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية.
وأضاف: «أن مشروعات الغاز الطبيعى المشتركة كانت محورًا رئيسيًا خلال القمة الثلاثية»، مؤكدًا أن محاربة الإرهاب وحل قضايا المنطقة لا يمكن أن يتم بدون مصر.
رئيس قبرص، نيكوس أنستاسيادس، قال: «إن القمة الثلاثية تأتى امتدادًا للروابط القوية بين الدول الثلاثة، جزيرة كريت تمثل رابطًا بين الحضارات فى مصر واليونان وقبرص»، مؤكدًا أن مصر لها دور مهم فى مكافحة الإرهاب فى المنطقة.
وتابع رئيس قبرص فى ختام القمة الثلاثية: «أكدنا إصرار الدول الثلاث على إنجاح التعاون المشترك فى المجلات كافة، وعلى أهمية تكثيف التعاون لإرساء السلام فى المنطقة».