الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع .. بكاء يمامة سوداء

واحة الإبداع .. بكاء يمامة  سوداء
واحة الإبداع .. بكاء يمامة سوداء




لوحات للفنانة: مروة عزت

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:  

[email protected]


 

بكاء يمامة سوداء

كلمات - صفاء رمضان راتب

عندما تكونت الأرض
خلقت للجميع طريقاً
لكنها نستني، فأنا ابنه النسيان البارة
حتى قطة الجارة سليطة اللسان
تخرج لى لسانها
تلك التى لها نفقٌ طويل يحمل اسمها
تذكره كلما طلبتُ منها أن تكف عن المواء
يذكرنى صوتها أن السماء عندما
أسقطت هدايا من مطر
ثلج ونوتات موسيقية
ما كان لى على سلمها موطأ
يتلاعب الوقت بأذنى
يهمس فيهما بسخرية
هذا العالم ليس لكِ
قدماى علقتا فى أرجوحة القدر
ألتفت حبال الزمن حول قلبى
يذكروننى أن الوقت يفلت من يداى الداميتان
من أثر النبش فى الأرض عن أول خطوة
تكون بعض ذرات التراب
قد خبأتها عندما تكونت الأرض
أسير على الرصيف بجوار الجدارن
ملتصقة بها لعل بعض خبايا شقوقها
تحمل لى الإجابة
لماذا عندما تكونت الأرض
نست أن تخلق لى طريق؟
أجئتُ من البعيد
كى أتسكع داخل دائرة الوحدة؟
مستمرة بالسير المتقطع الأنفاس
يرتفع صوت مذياع المقهى المتهالك
الساعة الآن السادسة
ينام صمت المدينة
تمزق الشمس بأذرعها ستائر الفجر
يطال أحداها يداى الداميتان
ثمه حريق يشتعل فى جسدى
المتمرد على موائد الطعام
يمزق ريحان الصبر بداخلى
يتفاقم الجرح بسؤال قديم
هل تذكرتنى الأرض
عندما قسمت قلبها على الموتى؟
يلفظنى الجدار فجأة ملقياً بحجارته
فى وجهى المتورم
أما أنا لا أفعل شيئاً سوى التساؤل،
هل يتذكرنى الله؟