الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. الشحات الجندى لـ «روزاليوسف»: إعادة النظر فى المناهج والتصدى للإسلاموفوبيا على رأس أولوياتى

د. الشحات الجندى لـ «روزاليوسف»: إعادة النظر فى المناهج والتصدى للإسلاموفوبيا على رأس أولوياتى
د. الشحات الجندى لـ «روزاليوسف»: إعادة النظر فى المناهج والتصدى للإسلاموفوبيا على رأس أولوياتى




مسئولية كبيرة تقع على عاتقه فى الفترة المقبلة، بعد أن اُختير رئيسًا للجامعة المصرية للثقافة الإسلامية فى دولة كازاخستان، ولمن لا يعلم فإن الجامعة التى اُفتتحت فى عام 2001 تعد صوت مصر فى وسط آسيا، وهى واحدة من نوافذ الثقافة المصرية الإسلامية على العالم، خاصة دول آسيا، إذ إنها تتبع لوزارة الأوقاف المصرية، وتمدها بالأساتذة والمطبوعات والكتب على نفقتها الخاصة، ومقرها فى مدينة «ألماطى»، وهى العاصمة القديمة لدولة كازاخستان.

وقبل أن يحزم الدكتور محمد الشحات الجندى حقائبه للسفر إلى كازاخستان واستلام المنصب الجديد، كان لـ «روزاليوسف» معه ذلك الحوار الذى تحدث فيه عن دور الجامعة على المستويين الدينى والثقافي، وخططه المستقبلية لتدعيم دورها، بالإضافة إلى تركيزه على محاربة الفكر المتطرف من خلال منصبه الجديد كرئيس للجامعة، وإلى نص الحوار..
■ بداية هل قرار تكليفكم برئاسة الجامعة المصرية الإسلامية بكازاخستان سبقته خطوات ترشيح؟
- بالطبع، فاختيارى رئيسًا بالجامعة لم يأتِ بقرار فردى، وإنما يستقر مجلس أمناء الجامعة على تحديد الشخص المؤهل لتحمل المسئولية من خلال دراسة شخصيته ومؤهلاته، ويضم ذلك المجلس ممثلين عن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، ودار الإفتاء، ووزارتى الخارجية المصرية والكازاخية، ومفتى البلاد هناك، ورئيس جامعة القاهرة، وآخرون.. وبالطبع أنا كنت على علم مسبق كونى واحدًا من الأسماء المطروحة لتولى المنصب.
 ■ ما الدور الذى تقوم به الجامعة المصرية بكازاخستان ؟ وما أهميته ؟
- دور علمى فى المقام الأول، يرتكز فى الأساس على تعزيز أواصر الصداقة بين مصر وكازاخستان، وتعظيم التراث الثقافى الإسلامى بين البلدين، فمصر دولة رائدة فى الحضارة الإسلامية، وكذلك كازاخستان التى قدمت رموزًا للحضارة الإسلامية، وللعلم فإن دول وسط آسيا ثرية بالعلماء، والدليل أننا نجد معظم كتب الصحاح منسوبة لعلماء من تلك المنطقة، وبالتالى تقع على الجامعة مسئولية تصحيح صورة الدين الإسلامى ومواكبة الهموم العصرية وما أكثرها، فهناك تحديات كثيرة تواجه الأمة الإسلامية.
■ ما أهم تلك التحديات التى تواجه الأمة الإسلامية ويجب على الجامعة مواجهتها؟
- تجديد الخطاب الدينى يأتى فى المقام الأول، وتقديم إسلام وسطى بعد أن شوهت الجماعات المتطرفة المسلحة صورة صحيح الدين، وملئت الأرض عويلا وضجيجًا صدر للعالمين الدين الإسلامى على أنه دين عنصرى أصولى يكفّر كل ما دونه ويقصى الآخر، دين لا يعرف سوى القتل وبث الكراهية، وكلها اتهامات باطلة ألصقها المتطرفون الجهلة بالإسلام، ودور الجامعة أن تتصدى لذلك وتبرز الصورة الصحيحة للإسلام السمح المستنير الذى هو حقيقة السنة النبوية والقرآن الكريم، بالإضافة إلى اهتمام الجامعة بتعليم اللغة العربية، وذلك فى حد ذاته أكبر إنجاز يمكن أن تجنيه مصر والدول العربية، وهو ضمن أولويات وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.
■ وهل تلتزم الجامعة الإسلامية فى كازاخستان بمناهج الأزهر أم أن هناك مناهج منفصلة لها؟
- فى الغالب الأعم تلتزم الجامعة بمناهج الأزهر، وأقصد بالمنهج هنا تعاليم الإسلام الوسطى السمح المعتدل المتسق مع ما أقره أهل السنة والجماعة، وما هو متفق عليه من عموم المسلمين، المنهج الذى لا يقصى الآخر ولا يرفض أحدًا، الذى يعتمد فى توصيله على الداعية البشوش، جيد التواصل مع الآخرين، قادر على استيعاب الجميع وخلق روح التعايش فى المجتمع، خاصة أن دولة كازاخستان تضم بداخلها أديان أخرى، ورسالة الجامعة تركز على ذلك الجانب، بل ويجب أن تمارس ذلك الدور داخل المجتمع الكازاخى وألا يكون مقتصرًا على أهل العلم منهم فقط.
■ هل يتم إيفاد أساتذة من الأزهر للتدريس هناك؟
- نعم يتم إيفاد أساتذة من مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية، وكذلك جامعة القاهرة التى يوجد رئيسها الدكتور محمد عثمان الخشت ضمن أعضاء مجلس أمناء الجامعة، فمصر تستشعر أن عليها واجبات تجاه المسلمين حول العالم على الرغم من ظروفها الاقتصادية الصعبة، وهى لا تتوانى فى القيام بذلك الدور، ومد الجامعة بكل ما تحتاجه من أساتذة وكتب ومراجع.
 ■ كثيرون يسألون لماذا هذا الاهتمام بدول آسيا وإنشاء جامعة خاصة لها فى كازاخستان؟
- هذه الدول لها طبيعة خاصة تختلف عن الدول العربية والإفريقية التى بها الإسلام واضح وصريح مثل دول كينيا والسنغال ونيجيريا، على عكس دول آسيا التى كانت ضمن الاتحاد السوفيتى واستقلت بعد انهياره، وقد كان الاتحاد قوة عظمى لها فلسفتها وتوجهها، ومن المهم مراعاة ذلك الأمر أثناء تقديم الخطاب الدعوى لتلك الدول فى آسيا، وهذا لن يتحقق إلا بمد جسور التواصل مع الدولة الإسلامية الآسيوية.